المنتديات الادبية

**المهندس** · 02.09.18 2:27

حوار الشهريار مع الشهرزاد

ولما كانت الليلة الواحدة بعد الألف مضت
نادي الملك علي شهرزاد فأقبلت
فقال : دعينا نطرح الأسئلة
ونحل تلك المشكلة
هذه وهذه .. وهذه الحكاية المخجلة
عن السلطان والصولجان
وألف ليلة وليلة بعد الألف تكملة
عن الحريم والنعيم في أحضان شهريار
أوتعلمين ؟ .. يا جاهلة
إن الجواري والسبايا والصبايا
في مخدعي صحراء
أنا أرسم حدودها
وأختار من يقود القافلة
والصبايا يتراقصون لي
يتمايلون لي
أترين هذه الحسناء
و هذه الجيداء
تعشقني تلك المذهلة
بإشارة منّي تكون محظيتي
وغداً بسيف مسرور الجسور
تصبح الجيداء والحسناء عاطلة
هذه الليلة يا شهرزاد
لا حكايا ولا قصص
يكفيكِ الفاً آجلة
كوني كما تشائين هذا المساء
غاضبة .. مستنكرة
أو ساحرة
إن شئتِ كوني قاتلة
لن تخدعيني بالأعذار والأفكار
كلها الآن باطلة
أتفهمين يا شهرزاد ؟ !!
يا أنثى الجمال والعناد
أنا الحاكم يا شهرزاد
وتلك ليلتي .. وأنتِ مملكتي
والرعية كاملة

قامت شهرزاد من مجلسها واقتربت
ونظرة في عينيه وابتسمت وقالت :
يا سيدي : لا فائدة
يا صاحب الأمر والسلطان والبلاط
والقصر والأعمدة
أنا لست كرسياً في مجلسك
ولست طعاماً على المائدة
أوتحسبن مخدعك اللعين
قبلة ً للافئدة ؟
يا سيدي من الآن .. لا فائدة
وتملاء القصر بالجواري
والسبايا والصبايا
يا للغرور والعربدة
أتظن أنك يا شهريار مالكي
أو أن سيفك مهلكي
أنا لست أنثي واحدة
أنا ألف أنثي .. فاحترس
أن تقاتل وحدك سيدة
أنا مذ خُلقت حاكمةً ٌعليك
وما لديكَ سوي ظنون شاردة
يا واهماً يظن أنه حاكمٌ
تباً لأفكار العبيد الحاقدة
وهنا انطلق الديك وصاح
ليعلن أنه الصباح
ونادي شهريار علي مسرور
ليكمل عمله المشهور
فقالت شهرزاد لشهريار :
إن تركتني أعلمك الأسرار
عن المرأة وكيف تكون
وعن كنزها المدفون
تركها الملك وهو في ذهول
واصبح باله مشغول
وتأتي شهرزاد كل مساء
لتعلمه أسرار النساء
ومرت الف ليلة وليلة
وبعدها الف الف ليلة وليلة
وشهريار بانتظار أن يعرف الأسرار
وما زال بانتظار .. بانتظار .. بانتظار
وفي أسرار النساء يحتار
*****

الموضوع الأصلي : حديث الشهريار مع الشهرزاد // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: المهندس