السومرية نيوز/ بغداد تتزايد الاتهامات للسلطات التركية بالسماح لمن يرغب بعبور الحدود والالتحاق بتنظيم "داعش" للقتال في صفوفه في سوريا والعراق، خاصة أن الحدود السورية التركية تمتد على مسافة طويلة تزيد عن 800 كيلومترا.
وإذ تنفي أنقرة دائما الاتهامات، إلا أن صورا تناقلتها احدى وسائل الاعلام العربية، تظهر مسلحين من تنظيم الدولة يتحادثان مع جنود من الجيش التركي على الحدود، تثبت على الأقل، حالة عدم العداء بين الطرفين .
ويبدون جيران بالفعل أولئك الذين يظهرون في هذه الصور، فعلى الرغم من أن أسلاك شائكة بسيطة تفصل مسلحين اثنين من تنظيم الدولة عن الأراضي التركية، إلا أنها قد تكون شائكة في بعض المواقع فقط.
إذ أن الآلاف ممن دخلوا إلى سوريا للقتال في صفوف التنظيم، من مختلف الدول الأوروبية والعربية والآسيوية، إنما أتوا عبر الأراضي التركية، كما يقول كثيرون، وكما تدفع هذه الصور إلى الاعتقاد .
وصول الجنود الأتراك بآليتهم العسكرية، لم يدفع المسلحين إلى الابتعاد ولو قليلا، خاصة أنهما في منطقة يطلق عليها اسم "المنطقة المحرمة"، وهي الفاصلة بين الأراضي السورية والتركية، والتي زرعها الجيش التركي بالألغام قبل عشرات السنين.
ويستمر تبادل الحديث لبعض الوقت بين المسلحين والجنود الأتراك، في حين تحلق طائرات التحالف الدولي في الأجواء السورية.
"سوريالية" ما بعدها "سوريالية" تختزلها هذه الصور. جنود في جيش من أكبر جيوش الناتو يتحادثون مع مسلحين في تنظيم تحاربه دول كثيرة، على رأسها الولايات المتحدة، شريكة تركيا في أقوى حلف عسكري غربي.
والغرابة لا تقف عند هذا الحد، فأنقرة كانت سمحت قبل نحو شهرين بدخول قوات البشمركة من العراق إلى كوباني للقتال إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو عمليا حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل الجيش التركي منذ عشرات السنين.
ويستمر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الدعوة إلى إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية وإقامة منطقة حظر للطيران، ويستمر أيضا في الدعوة إلى اسقاط الرئيس السوري، بشار الأسد.
دعوات بقية مجرد أماني وكلمات في خطابات من منابر مختلفة. سوريالية لا تقف عند الواقع على الأرض بل تتعداه إلى الموقف السياسي التركي. غرابة تختزلها هذه الصور الحصرية لـ"سكاي نيوز عربية".