هدى تتسبَّب في كارثة بمخيمات اللاجئين بعرسال
يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيمات "عرسال" شرقي لبنان؛ ظروفاً شديدة الصعوبة بسبب هبوب عاصفة الثلج "هدى"، التي ضربت مناطق الشرق الأوسط أمس، واقتلعت خيام عشرات النازحين الهاربين من نيران الحرب في سوريا.
وبحسب منظمات إنسانية فإن السوريين الذين فرُّوا في تركيا ولبنان والأردن؛ يعيشون أوضاعاً مأساوية، وخاصة في منطقة "عرسال"؛ بسبب شُحِّ الموارد والنقص في وسائل التدفئة والعلاج والملابس الواقية من البرد القارص".
وسقطت أول ضحية من ضحايا عاصفة "هدى"- أو "زينة" كما يُلقبها اللبنانيون- وهي الطفلة "هبة عبدالغني" البالغة من العمر عشرة أعوام، وهي ابنة "حمص" التي فرّت من ذويها لدى اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من ثلاث سنوات لتلقى حتفها في مخيمات "عرسال"، فضلاً عن مصرع رجلين وطفل يبلغ من العمر ست سنوات.
ويتوقع المراقبون أن يزداد الأمر سوءاً على غرار ما حدث في العام المنصرم بعد اجتياح العاصفة "إليكسا" مخيمات اللاجئين في "عرسال"، وقالوا: "الوضع هذا العام أسوأ بكثير بسبب انسحاب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون الباحثين من "عرسال"؛ بعد المعارك الأخيرة في "آب/ أغسطس"، وكذلك صعوبة الوصول إلى اللاجئين في المناطق الحدودية في عرسال".
ويقطن في "عرسال" نحو 80 ألف لاجئ سوري ينتظرون الموت كل ساعة، في ظل تردي الأوضاع ومحاصرتهم بفعل ظروف الحرب وعاصفة الثلج التي فاقمت المعاناة.
ولم تغب تداعيات عاصفة الثلج عن ساحات مواقع التواصل؛ حيث تعاطف الكثيرون مع الأزمة في مخيمات "عرسال"، ودشنوا عدداً من الوسوم؛ منها: #أطفال_سوريا_يموتون_من_ البرد كذلك #سوريا_تتجمد.
وشهدت هذه الوسوم تفاعلاً غير مسبوق؛ حيث نادى المشاركون فيها بإطلاق حملة تبرعات وإنقاذ المحاصرين، كما تناقلوا صوراً لعدد من الأطفال الذين توفوا جراء البرد.
وتقول الأمم المتحدة: إن نحو تسعة ملايين سوري يحتاجون إلى المساعدة؛ من بينهم أكثر من أربعة ملايين نازح بالداخل السوري ونحو مليونين هربوا خارج البلاد.
وتعتبر "عرسال" بلدة معزولة نسبياً؛ حيث تبعد عن "بعلبك" حوالي 38 كيلومتراً، وتقع على سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشترك مع سوريا في خط حدودي طوله 50 كيلومتراً.