توفيت فجر اليوم الفنانة المصرية
امينة رزق عن عمر يناهز 90 عاما بعد حياة فنية حافلة ، فقد لفظت أنفاسها الأخيرة في
مستشفى قصر العيني بالقاهرة، التي كانت قد أدخلت فيها بعد صراع طويل مع المرض
اسـتمر قرابة الشهرين، انتهى إلى اصابتها بغيبوبة كاملة إثر هبوط حاد في الدوره
الدموية كان سبباً في وفاتها.
و ولدت امينة رزق في العاشر من ابريل نيسان
1913 في طنطا بمحافظة الغربية الى الشمال من القاهرة. وبدأت حياتها الفنية في فرقة
رمسيس ثم التحقت بالمسرح القومي عام 1943 وعملت في مسارح الدولة القطاع الخاص ،
وعينت عضوا بمجلس الشورى في مايو 1991 ، وحصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى
من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما منحت اوسمة من المغرب وتونس ، وحازت عدة
مرات على الجوائز الاولى لاحسن ممثلة عن اعمالها السينمائية والمسرحية.
وقدمت الممثلة الكبيرة العديد من الاعمال المسرحية منها (مرتفعات وذرنج)
و(راسبوتين) و(انها حقا عائلة محترمة). وقدمت ايضا ادوارا سينمائية متميزة في افلام
مثل (بداية ونهاية) و(اريد حلا) و(دعاء الكروان). وشاركت ايضا في كثير من الاعمال
التلفزيونية والاذاعية.
ماما أمينة..تاريخ من العطاء
Thu 22 May,
2003
جاءت أمينة رزق إلى مصر عام 1924 قادمة من طنطا بصحبة عمتها أمينة محمد
والتي كانت تعمل بالتمثيل أيضا. أستقر بها الحال في مدينة القاهرة، والتحقت بفرقة
رمسيس وبدأت مشوارها مع التمثيل منذ ذلك الوقت وحتى الآن بدأب وحب
ومثابرة.
كان أول ظهور لها في الفيلم الصامت (سعاد الغجرية) عام 1928 ولكن
بدايتها الحقيقية كانت من خلال أعمالها مع ( يوسف وهبي) والذي كونت معه ثنائيا فنيا
ناجحا جدا. كانت البداية في فيلم (أولاد الذوات) عام 1932 الذي قامت فيه بدور
البطولة وهو نفس الوقت الذي كانت فيه أمينة رزق بطلة فرقة يوسف وهبي، ويعتبر هذا
الفيلم هو أول فيلم مصري ناطق وقد أخرجه محمد كريم أحد رواد السينما
المصرية.
وباستثناء يوسف شاهين وتوفيق صالح عملت الفنانة أمينة رزق مع كل
مخرجي السينما المصرية تقريبا، الذين رأوا فيها وجه مصري بسيط وحنان جارف يظهر في
ملامحها مع تعبيرات مليئة بمشاعر الأمومة مع مسحة من الحزن.وربما بسبب هذه الخصائص
تم حصرها قي دور الأم الذي أجادت فيه بشدة، والذي وصلت فيه إلى قمة النضج في فيلم
أرض الأحلام عام 1993 أمام الفنانة فاتن حمامة والتي تفوقت في بعض مشاهده على
الفنانة القديرة فاتن حمامة نفسها. ولكن لن ينسى أبدا تاريخ السينما المصرية دورها
العظيم في فيلم بداية ونهاية للكاتب العالمي نجيب محفوظ والذي قام بإخراجه الفنان
صلاح أبو سيف عام 1960، والذي لعبت فيه دور أم مصرية فقيرة يموت زوجها فتحاول تربية
أولادها الأربعة من بعده وسط أجواء من الفقر المدقع.
لمتتزوج الفنانة أمينة
رزق أبدا، وتؤكد أنها لا تشعر بالندم حيث أنها وهبت حياتها لفن التمثيل. ولكن برغم
ذلك فقد كانت على علاقة وثيقة بالفنان يوسف وهبي مما جعل البعض يعتقد أنه ربما يكون
هناك ثمة علاقة عاطفية بينهما وهو ما نفته الفنانة القديرة بشدة مؤكدة أن علاقتها
بالفنان الكبير يوسف وهبي هي مجرد علاقة عمل بل أنها تعتبره رائد من رواد الفن في
مصر وأستاذ محنك. وقد اشتركت الفنانة أمينة رزق في كل الأعمال السينمائية التي
أخرجها يوسف وهبي، وكانت في نفس الوقت الممثلة الأولى في فرقته المسرحية. ويرجع ذلك
الى اقتناع يوسف وهبي بموهبتها بالإضافة إلى التزامها الكامل وانضباطها أثناء
التصوير أو البروفات في حالة العروض المسرحية.
تحظى الفنانة أمينة رزق
باحترام كل العاملين في المجال الفني بمصر ويعتبروها أستاذة لهم في فن التمثيل
ومثال يحتذى به في الانضباط والتفاني. وبعيدا عنالفن، يعتبرها العديد منهم بمثابة
أم حقيقية لهم لما تتمتع به من طيبة فلب وحكمة وخبرة أعوام من الكفاح مما يجعلهم
يطلقون عليها ماما أمينة.