ملف كامل عن قبلة العالم نبذة عن مكة المكرمة مكة المكرمة بلدة قديمة العهد عرفت قبل مجيء إبراهيم عليه السلام إليها ليرفع قواعد البيت العتيق، وعندما وصلها كانت قرية صغيرة تقع في وادٍ غير ذي زرع تحيط بها الجبال من كل جانب. وتتفق جميع الروايات على أن قبيلة (جرهم)كانت بمكة في عهد إسماعيل عليه السلام، وأنه تزوج من بنات هذه القبيلة. ثم ظهرت بمكة قبيلة خزاعة حتى منتصف القرن الخامس الميلادي، حينما انتقلت الزعامة لقصي بن كلاب أحد أحفاد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام. وقصي هو الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن المرجح أن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قد سكنا مكة المكرمة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث قدم إبراهيم عليه السلام من فلسطين وسكن وولده و زوجته هاجر في مكة المكرمة، استجابة لأمر ربه في وادٍ غير ذي زرع يطل عليه جبل أبي قبيس، حيث لا ماء ولا شجر ولا حياة، وتركهما عائدا إلى فلسطين وهو يدعو الله عز وجل: ربنا إني أسكنتُ من ذرُيتي بوادٍ غير ذي زرٍع عند بيتك المحُرم ربنا ليقُيمُوا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزُقهُم من الثمرات لعلهُم يشكُرُون ( سورة إبراهيم : 37 )
تاريخ بناء الكعبة بالترتيب اعلم أن الكعبة بنيت في الدهر خمس مرات... الأولى: بناء الملائكة، وآدم على ما تقدم. الثانية: بناء إبراهيم. الثالثة: بناء قريـش، والسبب في ذلك أن الكعـبة استـهدمت وكانت فوق القامة وأرادوا تعليتها، وكان بابها لاصـقا بالأرض في عهـد إبراهيم وعهـد جرهم، إلى أن بنتـها قريش، فـقال أبو حـذيفة بن المغـيرة: يا قوم: ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخلها أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئـذ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهونه رميتم به فسقط، وصار نكالا لمن يراه. فرفعت بابها وجعلت لهـا سقـفا، ولم يكن لهـا سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك خمسا وعـشرين سنة، وقيل: خمسا وثـلاثين، فحضر البناء، وكـان ينقـل الحـجـارة مـعـهم كـمـا ثبت في الصحيح، وتنافـست قريش فيمن يضع الحـجر الأسود موضعه من الركن، ثم رضوا بأن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم . الرابعة: بناء عبـد الله بن الزبير، والسـبب في ذلك على ما ذكر السـهيلي أن امرأة أرادت أن تجمـر الكعبة، فطارت شـرارة من المجمـرة في أستارها فـاحتـرقت، وقيل: طارت شرارة من أبي قبيس فوقعت في أستار الكعـبة فاحـترقت، فـشاور ابن الزبـير من حضـره في هدمهـا فهـابوا ذلك، وقالوا: نرى أن يصلح ما وهى منها ولا تهـدم. فقـال: لو أن بيت أحدكم احـترق لم يرض له إلا بأكمل إصـلاح، ولا يكمل إصلاحـها إلا بهدمـها، فـهدمـها حتـى أفضي إلى قواعـد إبراهيم، فأمرهم أن يزيدوا في الحفر، فحـركوا حجرا منها فرأوا لجته نارا وهو ما أفزعهم، فبنوا على القواعد وحكى أبو الوليـد الأزرقي أنه لما عزم على هدمـها، خرج أهل مكة إلى منى، فأقاموا بها ثلاثا خوفا أن ينزل عليهم عـذاب لهدمهـا، فأمر ابن الزبير بهدمها، فـما اجتـرأ على ذلك أحد، فـعلاها بنفـسه، وأخـذ المعول وجعل يهدمها ويرمي أحجارها، فلما رأوا أنه لا يصيبه شيء صعدوا وهدموا، ، وكساها القباطي، وقال: من كـانت لي عليه طاعة فليـخرج فليعتـمر من التنعيم، ومن قدر أن ينحر بـدنه فليفعل، ومن لم يقدر فليذبح شـاة، ومن لم يقدر عليهـا فليتصدق بوسـعه. وخرج ابن الزبير ماشيا وخرج الناس مشاة فاعتمروا من التنعيم شكرا لله تعـالى، فلم ير يوم أكثر عتـيقا وبدنة منحورة وشـاة مذبوحة وصدقة من ذلك الـيوم، ونحر ابن الزبير مائة بدنة. الخامسة: الموجود الآن والذي هدمه الحجاج هو الزيادة وحدها، وأعاد الركنين، وسد البـاب الذي فتحه ابن الزبير، وسده واضح إلى الآن، وجـعل في الحجر من البيت دون سـبعة أذرع. وقيل أن الكعبة بنيت مرتين آخـرتين غير الخمس، إحداهما بناء العمالقة بعد إبراهيم، والثانية بناء جرهم بعد العمالقة. قال السهيلي: إنما كان ذلك إصلاحا لما وهى منه، لأن السيل قد صدع حائطه، وكـانت الكعبة بعد إبراهيم عليه السلام مع العمـالقة وجرهم إلى أن انقرضـوا، وخلفتهم فيها قـريش بعد استيلائهم على الحـرم لكثرتهم بعد القلة وعزهم بعد الذلة، وكان أول من جدد بناءها بعد إبراهيم قصي بن كلاب وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل.
صوره لتصمميم الكعبه
وصف الكعبة المشرفة
وأما صفة الكعبة فاعلم أنها مربعة البنيان في وسط المسـجد، ارتفاعـها من الأرض سبـعة وعـشرون ذراعـا، وعرض وجهـها أربعـة وعشرون ذراعا، وهو الذي فيـه بابها، وعرض مؤخرها مثل ذلك، وعرض جدارها الذي يلي اليمن، وهو فيما بين الركن اليـمـاني والركن العـراقي، وهو الذي فـيـه الحـجر عشـرون ذراعا، وإلى وسـط هذا الجدار كـان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قـبل هـجـرته إلى المديـنة، وعـرض جـدارها الذي يلي الشام وهو الذي فـيـما بين الركن الشامي والركن الغـربي أحد وعشرون ذراعا، وميزاب الكعبـة على وسطه يسكب في الحـجر، ومن أصل هذا الجدار إلى أقصى الجدار ستـة عشر ذراعا، وعرض باب الحجر الشامي خمسة أذرع إلا شيء يسير، وعرض بابه الغربي ستـة أذرع إلا شيء يسير، وجدار الحـجر مدور من بابه الشـامي إلى بابه الغـربي كالطيلسـان وعرضـه ذراع، وارتفـاعه من الأرض أربعة أشـبار، والحجـر الأسود في الركن الـعراقي المقابل لزمـزم، وهو سبـعة أشبار من الأرض، وباب الكعبـة على أربعة أذرع من الأرض وعلوه ستـة أذرع، وعرضه أربعـة أذرع وما بين الباب والحجر الأسـود أربعة أذرع، ويسمى ذلك الموضع الملتزم، لأن رسـول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ مـن طوافه التزمه ودعا فـيه، ثم التـفت فرأى عمر فقـال: "هاهنا تسكب العبرات " ومن الباب إلى مصلى آدم عليه السلام حين فرغ من طوافه وأنزل الله عليه التوبة سـبعـة أذرع وكان هناك موضع مقـام إبراهيم ، وصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده حين فرغ من طوافه ركعتين، وأنزل الله عليه: واتخذُوا منْ مقام إبْراهيم مُصلى ثم نقله صلى الله عليه وسلم إلى الموضع الذي هو فيه الآن وذلك على عشرين ذراعـا من الكعبة, لئـلا ينقطع الطواف بـالمصلين خلفـه، أو يتـرك الناس الصلاة خلفه لأجل الطواف حين كثـر الناس، وليدور الصف حول الكعبة، ويري الإمام من وجهه، ثم حمله السيل في أيام عمر، وأخرجه من المسجد فأمر عمر برده إلى مـوضعه الـذي وضعه فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبين مـوضع الخلوق، (وهو مصلـى آدم عليـه السـلام) وبين الركن الشـامي ثمـانيـة أذرع، ومن الركن الشـامي إلى اللوح المرمـر المنقـوش في الحـجـر تسعـة أذرع، وفيما بين الحـجر إلى مقـام إبراهيم عليه السلام خمسة وعشرون ذراعـا، ويسمي ذلك(الحطيم) لأنه يحطم الذنوب أي يسقطها، وقيل لأنه حطم من البـيت، وقيل لأن من حلف هـناك كاذبا انحـطم دينه ودنياه، ومـا بين الركن العراقي وهو الذي فـيه الحـجر الأسود إلى مصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- قـبل هجـرته إلى المدينة عشرة أذرع، وكان يستقـبل بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولهذا لم يبن توجـهه إلى بيت المقـدس إلا لما هاجر إلى المدينـة، وبين الركن اليمـاني وبين المسدود في ظهر الكعبة أربعة أذرع، ويسمي ذلك الموضع (المسـتجـار من الذنوب) وعـرض الباب خـمسـة أذرع، وارتفاعـه سبعة أذرع، وبـينه وبين الركن الغربي ثلاثة عـشر ذراعـا، وبين الركن الغـربي وآخـر قواعـد إبراهيم - وهناك اللوح المرمر المنقوش - أزيد من سبـعة أذرع وإلى هناك بناء ابن الزبيـر، وقد قدمـنا أن ارتفاع الكعبة سبعة وعشرون ذراعا.
صورة مفتاح الكعبة
وصف الرواق المحيط بالكعبة
وأما الرواق: فله سـقفين أحدهمـا فوق الآخر، وبينهما فرجة قـدر الذراعين أو نحوهما، فأما الأعلى منه فرش بالدوم اليماني، وأمـا الأسفل منهما، فهو مسقوف بالساج مزخرف بالذهب، وعدد أساطينه أربع مـائة وأربع وثمانون اسطوانة، بين كـل اسطوانتين سـتـة أذرع، مـنهـا إلى الجانب الشـرقي الذي يلي المسعى مـائة اسطوانة وثلاث أسـاطين، وفي الجانب الشـمـالي مما يلي الصـفا مـائة اسطوانة وإحدى وأربعون اسطوانة، وفي الجانب الغربي مائـة اسطوانة وخمس أساطين، وفي الجانب الشـامي الذي فـيه دار الندوة مـائة وخـمس وثلاثون اسطوانة، وفي وسط هuot;5">فتح مكة وبعد أن فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام وكان يكسوها ويطيـبـها، ولكنه لم يقم بعمل أي تعديل على عمارة الكعبة وما حولها كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-خشية من الفتنة لأن قومه كانوا حديثي عهد بالإسلام، لكن كانت أهم الأحداث في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو توجيه القبلة بأمر من الله إلى المسجد الحرام يقول تعالى: ( قدْ نرى تقلُب وجْهك في السماء فلنُولينك قبْلة ترْضاها فول وجْهك شطْر الْمسْجد الْحرام وحيْثُ ما كُنْتُمْ فولُوا وُجُوهكُمْ شطْرهُ ) البقرة: الآية 144. فظل المسجد الحرام على حاله طوال خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- دون تغيير. إعادة المقام وبناء أول سور للحرم تعرضت مكة لسيل سمي (أم نهشل) جاء من جهة المدعى سنة 17 هـ واقتلع مقام إبراهيم من موضعه وذهب به الى أسفل مكة حيث المكان الذي وجد به وتمت إعادته الى مكانه الصحيح ولما بلغ الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه الأمر توجه مسرعا على الفور من المدينة الى مكة ودخلها معتمرا في شهر رمضان في السنة 17هـ ووقف على موضع المقام الصحيح الذي أعيد إليه وبعد أن انتهى رأى حاجة المطاف الى توسعة بسبب زيادة أعداد الحُجاج الوافدين للطواف حول الكعبة المشرفة عاما بعد آخر ولعجز ذلك المطاف لاستيعاب الطائفين بالبيت الحرام فقام بشراء البيوت المجاورة للمسجد حول المطاف وأدخلها في المطاف وتمت توسعة الساحة المخصصة للطواف يحيط به ذلك الجدار الذي أقامه لأول مرة كسور للمسجد حيث كان ارتفاع ذلك السور لا يرتفع عن قامة الرجل وجعل له أبوابا يدخل الحجاج والمعتمرون منها للطواف حول الكعبة المشرفة وجعل سيدنا عمر رضي الله عنه على ذلك السور مصابيح لتنير المطاف ليلا فكان سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هو أول من جعل للمسجد الحرام سورا ووضع المصابيح في المسجد. كما قام رضي الله عنه بعد الانتهاء من التوسعة وبناء السور بعمل ذلك الردم الذي عرف بالسد العظيم بالمدعى الذي بناه رضي الله عنه بالصخور وكبسه بالتراب لمنع دخول سيول الأمطار الى المسجد الحرام وتحويلها من المدعى الى شارع المسعى لينحدر السيل الى باب السلام بعيدا عن المسجد الحرام ويعتبر ذلك الردم هو أول سد وضع بمكة في 17هـ ويعود سبب تسمية السيل (أم نهشل ) لان امرأة من قريش ماتت بذلك السيل فسمي باسمها وظل ذلك السد صامدا حتى جاء سيل عظيم سنة202هـ فكشف عن بعض أحجار الردم. أول أروقة للمسجد شهد المسجد الحرام في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- توسعة أخرى بسب كثرة سكان مكة المكرمة وعدد الوافدين إلى بيت الله وضاق المسجد الحرام بالمصلين فاشترى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه الدور التي حول المسجد وأدخلها إلى المسجد وكان ذلك سنة 26هـ كما قام -رضي الله عنه- ببناء أروقة للمسجد فكان ذو النورين أول من بنى أروقة للمسجد الحرام. تسقيف الحرم ودعمه بالرخام لما كان في سنة أربع وستين وخمس وستين للهجرة اشترى الأمير عبد الله بن الزبير أمير مكة حينذاك دورا من أصحابها وأدخلها ضمن حدود المسجد وفيما روي أنه زاد في المسجد زيادة كثيرة وجعل فيها أعمدة من رخام وكانت الزيادة من الجهة الشرقية مما يلي الصفا والشمالية مما يلي المسعى ومن جهة الجنوب وكانت زيادة كبيرة على المسجد سنة 66هـ طالت جهاته الشرقية والجنوبية والشمالية وقام بعمل سقف للمسجد ودعمه بأعمدة من الرخام وبذل أموالا طائلة في شراء بعض البيوت المحيطة به التي ضم أرضها لساحة المسجد وقد بلغت التوسعة التي أجراها نحو 4050 مترا مسطحا. إدارة الصفوف حول الكعبة بعد أن قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بأداء فريضة الحج في عام خمس وسبعين للهجرة حيث رأى مدى حاجة المسجد الحرام للعمارة فقام برفع جدران الحرم وسقفه بالساج ووضع على رأس كل أسطوانة خمسين مثقالا من الذهب ومن جملة أعماله إدارة الصفوف حول الكعبة في عهد خالد بن عبد الله العشري دون أن يحدث أي زيادة في مساحته. رواق دائري و شرفات وفي عهد ابنه الوليد بن عبد الملك عام 91هـ أضاف مساحات أخرى إلى الحرم من الجهة الشرقية رواقا دائريا على حافتـه وجدد بناء المسجد وأقام فيه أعمدة من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة تم لأول مرة نقل أساطين الرخام وأعمدة الرخام من مصر والشام إلى مكة على العجل، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك هو أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب. ونقض عمل عبد الملك وعمل عملا محكما وآزر المسجد بالرخام من داخله وجعل في الطيقان واجهة في أعلاه من الفسيفساء وهو أول من عمله في المسجد الحرام وجعل للمسجد شرفات. مئذنة بني سهم فلم يعمر بعد الوليد بن عبد الملك المسجد الحرام أحد من الخلفاء حتى زاد الخليفة أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين في عام 137 هـ مساحة المسجد الحرام حيث أضاف فيها مساحات أخرى للمسجد وبعض الأروقة فزاد في شق المسجد الشامي الذي يلي دار العجلة ودار الندوة في أسفله وأصلح في عمارته، وقد تمثلت تلك الزيادة في إقامة رواق واحد ينفذ على صحن المسجد الحرام كما بنى الخليفة المنصور منارة في ركن المسجد الشمالي الغربي في نهاية الطرف من التوسعة عُرفت باسم (مئذنة بني سهم) وكان شكل المئذنة هو مكعب في الجزء الأسفل والجزء العلوي فهو أسطواني يعلوه خوذة المئـذنة، وبلغت هذه الزيادة نحو 4700 متر مربع. وكان من ولى المسجد لأبي جعفر هو زياد بن عبد الله الحارثي وهو أمير على مكة وسار إلى دار شيبة وأدخل أكثرها من الجانب الأعلى من المسجد فتكلم أبو جعفر مع زياد في أن يميل عنه قليلا ففعل فكان في هذا الميل إزورارا في المسجد فبنى عليه بأساطين الرخام طاقا واحدا وآزر المسجد من بطنه بالرخام وجعل في وجه الأساطين الفسيفساء وزخرف بناءه وزينه بأنواع النقوش والبس حجر إسماعيل بالرخام وكان أول من البسه بالمرمر من داخله وخارجه وأعلاه وتقدر زيادته ضعف ما كان المسجد قبل الزيادة واستمر العمل في بنائه من محرم سنة 137 وفرغ منه ورفعت الأيدي عنه في ذي الحجة سنة 140 أي ثلاثة أعوام متتالية. 434عامودا و24بابا وأربع مآذن أعقب العمارة السابقة بعمارتين كبيرتين من الجهتين الشمالية والشرقية في عهد الخليفة المهـدي بن منصور العباسي عام 160 هـ الأولى جرت عام 167 هـ، وأكمل بها عمارة أبيه الخليفة أبو جعفر المنصور؛ حيث وسع المسجد الحرام من الموضع الذي انتهى إليه والده في الجانب الغربي، كما وسعه من أعلاه ومن الجانب اليماني وقد بلغت هذه الزيادة 7950 مترا مسطحا. أما العمارة الثانية: فقد جرت بعد أن قدم المهدي للحج عام 169هـ، وساءه أن يرى العمارة الأولى التي أمر بإجرائها لم تجعل المسجد مربعا وتتوسطه الكعبة المشرفة، فأمر المهندسين بتدارك الأمر وإجراء التعديلات والتوسعات اللازمة بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية لأن الزيادة لم تشمل الجانب الجنوبي بحكم انه مجرى سيل وادي إبراهيم وكان خلف المجرى بيوت للناس وكان لابد عند الزيادة من تحويل مجرى السيل إلى جبل الصفا وخافوا أن لا يتم ذلك فأصر المهدي على التوسعة وعلى توسيط الكعبة فكان ما أراد واشترى بخمسة وعشرين دينارا للذراع المربع الدور المجاورة من الوادي والذي لا دور فيه بــ 15 دينارا وبدأت الزيادة من أعلاه من باب بني هاشم الذي يستقبل الوادي والبطحاء وأنفق أموالا طائلة حتى تحقق له ما أراد،ونقل من الشام ومصر أحجار الرخام والأعمدة الرخامية الكبيرة التي أنزلت بميناء جدة وحملت على عجلات الى مكة وانتهت هذه العمارة في عهد ابنه موسى الهادي بعد أن توفاه الله وقد بلغت هذه الزيادة نحو 2360 مترا مربعا،وكان عدد الأعمدة وقتها أربعمائة و(434) عمودا وكان عدد الأبواب في المسجد (24) بابا وأصبح للمسجد أربع مآذن في أركانه الأربعة. وجرد الكعبة بما كان عليها من ثياب وكتب المهدي اسمه في أجزاء من المسجد الحرام كما وجدت خطوط باسمه على عدة اسطوانات من المسجد وكانت زيادة المهدي من أوسع الزيادات وأعظمها.
الحجر الأسود الحجر الأسود هو حجر بيضوي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، وقطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، ويحيط به إطار من الفضة عرضه عشرة سنتيمترات، يقع في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف. وللحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق، وهناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء، أو إن هذا الحجر مما كشف عنه طوفان نوح، والمؤكد أن إبراهيم -عليه السلام- وضعه في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.
**فضل الحجر الأسود** عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الحجر الأسود وبكى طويلا، ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: "يا عمر هنا تُسكب العبرات". وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"، رواه البخاري ومسلم. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا"، رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر. في ذلك الوادي الذي وصفه الله -تعالى- بأنه "غير ذي زرع" رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت الحرام، وعيونهما بين لحظة وأُخرى ترمق السماء، ويدعوان الله -تعالى- أن يتقبل عملهما ويجعله خالصا لوجهه الكريم وإذْ يرْفعُ إبْراهيمُ الْقواعد من الْبيْت وإسْماعيلُ ربنا تقبلْ منا إنك أنت السميعُ الْعليمُ (البقرة: آية 127)، وما إن وصلا ببناء الكعبة إلى المكان الذي شاء الله -تعالى- حتى وضعا الحجر الأسود بجوار الكعبة.
**أحداث تاريخية حول الحجر** * أزال القرامطة -لعنهم الله- الحجر الأسود عام 317هـ، وقلعوه من مكانه، وقتلوا حجاج بيت الله، ودفنوا الناس أحياء في بئر زمزم الطاهرة، وذهبوا بالحجر إلى البحرين؛ فبقي إلى عام 339هـ، حيث أعاده الخليفة العباسي المطيع لله إلى مكانه وصنع له طوقين من فضة، فطوقوا الحجر بها وأحكموا بناءه. * في عام 363هـ دخل الحرم وقت القيلولة رجل رومي متنكرا؛ فحاول قلع الحجر؛ فابتدره رجل يمني، وطعنه بخنجره فألقاه ميتا. * في عام 414هـ تقدم بعض الباطنية فطعن الحجر بدبوس؛ فقتلوه في الحال. وفي أواخر القرن العاشر جاء رجل أعجمي بدبوس في يده؛ فضرب به الحجر الأسود، وكان الأمير"ناصر جاوس" حاضرا فضرب ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله. * في آخر شهر محرم عام 1351 هـ جاء أفغاني؛ فسرق قطعة من الحجر الأسود، وسرق أيضا قطعة من أستار الكعبة، وقطعتي فضة من المدرج الفضي؛ فأُعدم عقوبة له وردعا لأمثاله، ثم أُعيدت القطعة المسروقة يوم 28 ربيع الثاني من العام المذكور إلى مكانها، فوضعها الملك عبد العزيز آل سعود بعد أن وضع لها المختصون المواد التي تمسكها والممزوجة بالمسك والعنبر. وأول من ربط الركن الأسود بالفضة هو ابن الزبير لما أصاب الكعبة الحريق، وتصدع ثلاث قطع. * في عهد السلطان عبد المجيد الثاني أرسل طوقا من ذهب وزنه عشر أوقيات رُكب على الحجر الأسود بعد أن أُزيلت الفضة، وكان ذلك عام 1268هـ، ولم يُعلم أن الحجر الأسود طُوق الذهب غير هذه المرة، ويقول الحضراوي: إن ذهب هذا الطوق من كنز وُجد في شعب أجياد بمكة المكرمة. * في سنة 1281هـ أرسل السلطان عبد العزيز العثماني طوقا من فضة؛ فوُضع مكان الطوق الذي أرسله السلطان عبد المجيد الثاني. * في عام 1331هـ غُيرت الفضة المُحاطة بالحجر الأسود، وذلك في خلافة السلطان محمد رشاد العثماني. * في عام 1290هـ عُمل له غطاء من الفضة في وسطه، فتحته مستديرة، قطرها 27 سم يرى منها الحجر. الصفا والمروة الصفا والمروة: قال الله تعالى: إن الصفا والْمرْوة منْ شعائر الله فمنْ حج الْبيْت أو اعْتمر فلا جُناح عليْه أنْ يطوف بهما فرقدا الأرض، وجـارا البيت الحرام، وطوبي لمن وقف عليهما، وسعى بينهما، أو إليهـما وسنذكر مـا هما: *أما الصفا: فحجـر أزرق عظيم في أصل جبل أبي قبيس، قد كسر بدرج إلـى آخر موضع الوقوف، وأكثر ما ينتهي الناس منها إلى اثنتى عشر درجة أو نحوها. *وأما المروة: فحجر عظيم إلى أصل جبل متصل بجبل قـعيقـعان كان قـد انقسم على جـزأين، وللبيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها إلى آخر الوقوف. وذرع ما بين الصفا والمروة - وهو المـسعى - سبع مائة ذراع وثمـانون ذراعا، ومن الصـفـا إلى الميل الأخضـر المائل في ركن المسجد على الوادي مائة وثمانون ذراعا، وذرع ما بين الحـجر الأسود والصـفا مـائتا ذراع واثنان وستـون ذراعا، ومن الميل الأصـفر إلى الأخـضر الذي بإزاء دار جعفر بن العبـاس - وهو موضع الهرولة - مائة وخـمس وعشـرون ذراعا، ومن الميل الثـاني إلى المروة أربع مائة وخمس وسبعون ذراعا، فجميع ما بين الصفا والمروة سبع مائة وثمانون ذراعا.
بئر زمزم
ومما يشتمل عليه المسجد الحرام بئر زمزم، وهي سقيا إسماعـيل، وهمزة روح القدس جبـريل، طعام طعم، وشفـاء سقم، لا تنزف ولا تذم، ولا يتوجه إليـها ذم، ، وفي الحديث (ماء زمزم لما شرب له ). قال السهيلي: كانت زمزم سقيا إسماعيل بن إبراهيم -عليهـما السلام-، فجـرها له روح القدس بعقـبه، وفي ذلك إشـارة إلى أنهـا لعـقـب إسـمـاعـيل ورائه وهو محمد- صلى الله عليه وسلم- وأمته، والقصة في ذلك معـروفة, وتلخيصها أن إبراهيم عليه السلام لما احتمل إسـماعيل وأمه هاجر إلى مكة احتمل معه لها قـربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد، فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغـير وجـعل ينشع الموت، فجـعلت هاجر تسـعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لترى أحدا حتى سمعت صوتا عند الصبي، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث. ثم جاءت الصـبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيـدها وتجعل في القربة، وسيأتي بعد ذلك له خبر. قال صلى الله عليه وسلم: (لو تركته لكان عينا أو قال نهرا معينا). قال الحربي: سميت زمزم بزمزمة الماء، وهي صوته. وقال المسعودي: سميت زمزم لأن الفرس كانت تحج إليها في الـزمن الأول فتزمزم عندها، والزمزمة صوت تخرجه الـفرس من خياشيـمها عند شرب المـاء، فأنشد المسعودي: زمزمت الفرس على زمزم وذاك في سالفها الأقدم وذكر البرقي عن ابن عـباس: أنها سمـيت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا تسـيح الماء يمينا وشمالا، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء. وقيل لـعبد المطـلب في صفتـها أنها لا تنزف أبدا، وهذا برهان عظـيم لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا مـاءها يثور من ثلاث أعـين أقواها وأكـثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود، رواه الدار قطني. وروى الدار قطني أيضا مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من شرب من ماء زمزم فليتضلع، فإنه فرق ما بيننا وبين المنافقين لا يستطيعون أن يتضلعوا منها ) وذكر الزهري في سـيره أن عبد المطلب اتخـذ حوضا لزمزم يسـقي منه، وكان يخرب بالليل حسـدا له، فلما غمه ذلك قيل له في النوم قـل: لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل وقـد كفيتم. فلما أصبح قال: نعم، فكان بعـد من أرادها بمكروه رمي بداء في جسـده حتى انتهوا عنه. تقع على بعد 21م من الكعبة المشرفة وافادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 الى 18.5لترا من الماء في الثانية . وقد كان على بئر زمزم بناء يغطيه ومساحته 88.8متر مربع وهدم ما بين عام 1381-1388 هجريه لتوسعة المطاف ونقل مكان شرب ماء زمزم الى بدروم مكيف اسفل المطاف بمدخل منفصل للرجال والنساء ويمكن رؤية البئر من داخل الحاجز الزجاجي. صورة قديمة لبئر زمزم فضل ماء زمزم : هو خير ماء على وجه الارض وظهر بواسطة جبريل عليه السلام ونبع في اقدس بقعة على وجه الارض وغسل به قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة وبارك فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف . وهو لما شرب صور لاحدى المنابع
مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام
هو الحجر الذي قام عليه خليل الله ابراهيم عند بناء الكعبة وكان اسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كمل جهة انتقل الى اخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى الى وجه البيت وقد كان من معجزات ابراهيم عليه السلام ان صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصــــــت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه من ذلك العصر الى يومنا وان تغير عن هيئتـــــــــــه الاصليه بمسح الناس بأيديهم قبل وضع الحجر في المقصورة الزجاجية. فضل مقام ابراهيم عليه السلام: من اعظم افضاله أن حفظ الله حجر المقـــــــــام طوال هذه القرون ليكون اية من ايات الله الباقيه ومن افضاله انه في موقعه لم يتغير على مدى القرون كذلك ....ونزول ايات كريمة بالامر في اتخاذ مقام ابراهيم مصلى هو فــــــــضل عظيم صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وصلاها صحابته ومن تبعهم باحــسان الى يوم الدين وقد جاء في أخبار مكة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ليس في الارض من الجنــــــــــةا الا الركن الاسود والمقام ولو لا ما مسهما من اهل الشرك ما مسهما ذو عاهة الا شفاه الله ...
((المواقع الإسلامية التاريخية بمكة المكرمة)) * جبل النور: يقع شمال شرقي مكة المكرمة وفيه غار حراء حيث هبط الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. * مسجد البيعة : أقيم في موضعه بيعة العقبة التي تمت بين الرسول -صلى الله عليه وسلم-و الأنصار قرب جمرة العقبة ، على يمين المتجه من منى إلى مكة المكرمة. بناه أبو جعفر المنصور عام144هـــ. * مسجد الخيف : أقيم في موضع تآمر أحزاب الشرك لشن غزوة, ويقع على السفح الشمالي لجبل الخيف في منى . جدد عمارته عدة مرات آخرها العمارة السعودية عام 1393هـــ * مسجد المشعر الحرام : موضع أقيم على المشعر الحرام بمزدلفة أقام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع المزاحمة . * جبل الرحمة : قرن جبلي يمتد من جبل السعد نحو وسط ارض الموقف بعرفات ارتفاعه 339مترا فوق مستوى سطح البحر. وهو واحد من الجبيلات الذي وقف عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع. * مسجد النمرة : أقيم في موضع صلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه صلاتي الظهر و العصر. والبناء الحالي بناء العهد السعودي وجزء من هذا المسجد يقع خارج حدود عرفات. * جبل ثور : يقع جنوب مكة المكرمة. ارتبط اسمه بهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لوجود غار ثور الذي دخله الرسول عند هجرته ومعه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
* مسجد الراية : الموضع الذي ركن فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رايته يوم أن فتح الله عليه مكة المكرمة وأشار إليه الأزر قي في أخبار مكة. * مسجد الجن : يقع في منطقة الحجون بمكة المكرمة إلى الشمال الشرقي من المسجد الحرام. وسمي بمسجد الجن لأن الله عز وجل أوحي إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع بأن الجن استمعوا إليه و آمنوا به. وقد بني في أوائل القرن الثالث الهجري وعمارته الحالية تمت في العهد السعودي. * مسجد الإجابة : في مكة المكرمة يحي المعايدة على يسار المتجه إلى منى. ولقد صلى في موضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-. بني قبل الثالث الهجري. عاشرا/ من أسمــــــــــــــــاء مكة *البــــــــــلدة: إنما أمرت أن أعـــــــبد رب هذه البلدة *معـــــــــــاد: إن الذي فرض عليك القــرآن لرادك إلى معاد *البــــــــــلد: لا أُقســــــم بــهذا البــــــــلد *البلد الأمين: والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين *النســـــــــاسة *الــــعريــــــــش *المسجد الحرام *العطـــــــــــــشة *الحــــــــــاطمة *المـــــــــــــقدسة *البيـــت العتيق *الوادي القادسية *أم رحـــــــــــم *الـــــــــــــــوادي
كسوة الكعبة
ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95سم كتبت عليه آيات قرآنية مختلفة بالخط الثلث المركب محاطة بإطار من الزخارف الإسلامية، ويطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويحيط الحزام بالكسوة كلها ويبلغ طوله 47 مترا، كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
وعلى الارتفاع نفسه وتحت الحزام أيضا، توجد 6 آيات من القرآن الكريم، يفصل بينها شكل قنديل كتب عليه " يا حي يا قيوم " أو " يا رحمن يا رحيم " أو" الحمد لله رب العالمين ".
وتبطن الكسوة كلها بقماش خام قوي، وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل واحدة منها وجها من أوجه الكعبة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على الباب، ويوجد أعلى الحائط الغربي للكعبة قطعة حرير حمراء منقوش عليها بخيوط من الذهب والفضة وإهداء ممهور باسم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي. كسوة الكعبة قبل الاسلام تذهب بعض المصادر التاريخية إلى أن سيدنا إسماعيل -عليه السلام- هو أول
من كسا الكعبة، والبعض الآخر يذهب إلى أن عدنان جد النبي-صلى الله عليه
وسلم- الأعلى هو أول من كساها، غير أن الثابت تاريخيا أن أول من كساها
هو "تبع أبي كرب أسعد" ملك حمير سنة 220 قبل الهجرة بعد عودته لغزوة يثرب.
روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن سب تُبع ملك حمير
بقوله: "لا تسبوا تبعا، فإنه كان قد أسلم"، رواه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد
وكان تُبع هو أول من كسا الكعبة كسوة كاملة – كساها "الخصف"، تدرج في
كسوتها حتى كساها "المعافير" وهي كسوة يمنية، كما كساها "الملاء"
وهي كسوة لينة رقيقة، وعمل لها بابا ومفتاحا، ثم تبعه خلفاؤه من بعده فكانوا
يكسونها "الوصايل"، وهي أثواب حمر مخططة، و"العصب" وهي أثواب
يمنية يعصب غزلها؛ أي: يجمع ويشد.
وأخذ الأمراء في تقديم الهدايا إليها من الأكسية المختلفة، وكلما جاءت كسوة
طرحت سابقتها إلى أن جاء عهد "قصي بن كلاب"؛ ففرض على القبائل رفادة
كسوتها سنويا، وما زالت قريش تقوم بكسوة الكعبة حتى زمن "أبي ربيعة بن
المغيرة المخزومي" وكان من الأثرياء، فقال لقريش: أنا أكسو الكعبة وحدي
عاما وجميع قريش عاما، فوافقت قريش، وسمي بذلك "العدل"؛ لأنه عدل
بفعله قريشا كلها.
أما أول امرأة كست الكعبة في الجاهلية فهي "نبيلة بنت حباب" أم العباس بن
عبد المطلب، وكانت قد نذرت ذلك.
من المعلوم أن الكعبة قبل الإسلام كانت تُكسى في يوم عاشوراء، ثم صارت
تُكسى في يوم النحر، وصاروا يعمدون إليها في ذي القعدة فيعلقون كسوتها
إلى نحو نصفها، ثم صاروا يقطعونها فيصير البيت كهيئة المحرم، فإذا حل
الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة.
كسوة الكعبة بعد الإسلام
لم يتح لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كسوة الكعبة إلا بعد فتح مكة، فكساها
هو وأبو بكر الصديق بالثياب اليمنية، ثم كساها عمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان "القباطي المصرية"، وهي أثواب بيضاء، رقيقة كانت تُصنع في مصر.
ولقد حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه-؛ حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة
بالقماش المصري المعروف باسم "القباطي" الذي كان يصنع في مدينة
الفيوم، وقد تعددت أماكن صناعة الكسوة مع انتقال العاصمة في مصر من
مدينة إلى أخرى حتى انتهى الأمر إلى مدينة القاهرة المُعزية، بأن تأسست دار
كسوة الكعبة بحي "الخرنفش" في القاهرة عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع
عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار
قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها، واستمر
العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلادية؛ إذ توقفت مصر عن إرسال
كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها
كسوة الكعبة في العصر الحديث
في عام 1346 هـ/ 1926م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمرا ملكيا
بتشييد مصنع أم القرى الخاص بصناعة الكسوة الشريفة، وجلب له أبرع
الفنيين والعمال المهرة، وفي عام 1382هـ صدر مرسوم بتجديد المصنع،
واستمر إنتاجه حتى عام 1977م، وافتتح الملك عبد العزيز مقرا جديدا في
أم الجود الذي يؤدي رسالته مواكبا للتطور العلمي والفني، ويتكون المصنع
(1) المرحلة الأولى: مرحلة الصباغة: وهي أولى مراحل إنتاج الثوب بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي في العالم، ويتم تأمينه على هيئة شلل خام عبارة عن خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى سرسين، تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، وتزن الشلة حوالي 100 جرام وبطول حوالي 3000 متر تقريبا وبارتفاع 76سم، وتتم صباغته على مرحلتين:
الأولى: مرحلة إزالة الصمغ، وتتم في أحواض ساخنة تحتوي على صابون "زيت الزيتون" وبعض المواد الكيميائية، ثم تغسل بالماء عدة مرات حتى تعود للون الأبيض الناصع.
الثانية: مرحلة الصباغة، وتتم في أحواض ساخنة تمزج فيها الأصبغة المطلوبة، وهي: الأسود بالنسبة للكسوة الخارجية للكعبة المشرفة، والأخضر لكسوتها الداخلية.
(2) المرحلة الثانية: مرحلة النسيج: وهي تحويل الشلل الحريرية إلى أكوام ليتم تسديتها على مكنة السداء؛ وذلك بتجميع الخيوط الطولية للنسيج بجانب بعضها على أسطوانة تعرف بمطوة السداء، وتسمى هذه المرحلة "التسدية" ثم تمرر الأطراف الأولى بهذه الخيوط داخل أسلاك الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتسمى مرحلة اللقي .
أما الخيوط العرضية اللُحمة للنسيج فتلف على بكر خاص يسمى "بوينه" التي تثبت داخل المكوك، وهو الذي يتحرك داخل الخيوط الطويلة ليكون المنسوج حيث تأخذ طريقها إلى النسيج اليدوي والنسيج الآلي.
(3) المرحلة الثالثة: وهيمرحلة التصميم: حيث يقوم المصمم بعمل دراسات للزخارف والخطوط في الفن الإسلامي، ثم توضع تصميمات مدروسة ترسم رسما دقيقا في المساحة المطلوبة ويتم تلوينها وتحبيرها، وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة وكذلك تصميم الزخارف النسجية المنفذة على أقمشة الجاكارد للكسوة الخارجية أو الداخلية.
(4) المرحلة الرابعة: مرحلة الطباعة: في هذا القسم يتم أولا تجهيز المنسج، والمنسج عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يُشد عليهما قماش خام (للبطانة)، ثم يثبت عليه قماش حرير "أسود سادة" غير منقوش، وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة، وستارة باب الكعبة المشرفة وكافة المطرزات والطباعة تتم بواسطة "الشابلونات" أو السلك سكرين أي الشاشة الحريرية، ثم ينقل التصميم المراد طباعته على بلاستيك شفاف بلون أسود معتم ليصبح (فيلم نيجاتيف) ثم يصور هذا الفيلم وينقل على حرير الشابلون ثم يطبع، وعندها يصبح الشابلون قالب الطباعة جاهزا لنقل التصميم على القماش مئات المرات.
(5) المرحلة الخامسة: مرحلة التطريز: وهي التطريز بالأسلاك الفضية والذهبية للأشياء المكتوبة؛ حيث تمر هذه المراحل تحت المختبر الذي يقيس درجة ثبات اللون بالنسبة للعرق، ودرجة سُمك القماش، ودرجة قوة الخيط أو القماش، ودرجة مقاومة القماش للحريق، ودرجة الاحتكاك، ودرجة ثبات اللون ضد الغسيل، ومرحلة تجميع الكسوة تكون وفقا لما ينتج من مكنة الجاكارد؛ حيث تُنتج قطع كبيرة على حسب المقاسات المطلوبة للكسوة، وذلك بتفصيل كل جنب من جوانب الكعبة على حدة حسب عرض الجنب، ومن ثم يتم تبطينها بقماش القلع "القطن" بنفس العرض والطول. وعند التوصيلات تتم حياكتها وتثبيتها بكينار متين مصنوع من القطن بعرض 7 سم ليزيد من متانتها.
وعقب جميع هذه المراحل يقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف كما يسلم كيس لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع.
معلومات وأرقام
يستهلك الثوب الواحد (670) كجم من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب (658) مترا مربعا، ويتكون من (47) طاقة قماش طول الواحدة (14) مترا بعرض (95) سنتيمترا، وتبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة حوالي 17 مليون ريال سعودي؛ هي تكلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب.
ويبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملا وموظفا وفنيا وإداريا،
وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان".
كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتمترا، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام (47) مترا، ويتكون من (16) قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصفا وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام.
كما يوجد (6) قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء و(11) قنديلا موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة (7.5) أمتار بعرض (4) أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي، وعلى الرغم من استخدام أسلوب الميكنة فإن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.
من المعلوم أن الكعبة تستبدل ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين، وهذا الطيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
أترككم مع بعض الصور ..
**الخاتمة**
ونسأل الله العلي القدير أن يحمي مقدساتنا وبلادنا من غدر الغادرين وعبث العابثين وحسد الحاسدين , وأن يجنب مقدساتنا وبلادنا كل مكروه , وختاما نتقدم بالشكر والدعاء لولاة أمرنا على مايقومون به من خدمةٍ لبيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف, وندعو الله أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه إنه هو العلي القدير وبالإجابة جدير.. والحمد لله رب العالمين