أصدر تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء فتوى أهدر فيها دم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمشاركته في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة لضرب معاقله في سوريا والعراق.
وتعدّ الفتوى أحدث ردّ فعل للتنظيم المتشدّد على مشاركة تركيا في العمليات العسكرية ضدّه، فيما يرى مراقبون أنها قد تكون حبل انقاذ أردوغان من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها على إثر تقارير جهات غربية وكردية أكدت أنها تمتلك وثائق تثبت تورط حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في دعم التنظيمات المتشدّدة في سوريا ومنها تنظيم الدولة الاسلامية.
ونشر التنظيم فتواه على موقع 'الجبهة الاعلامية لنصرة الدولية الاسلامية' التابع له، وجاء فيها "أردوغان المرتد يستحق الموت لدعمه التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، وقيام الطائرات التابعة لهم بضرب مواقعنا".
وأضاف في بيان، أن الرئيس التركي "يتحرك مع النصارى واليهود الكفار، ويساهم في إهدار دماء المسلمين" إلا أنه أوضح أن "فتوى إراقة دمه ستنتهي بمجرد إعلانه توبته، وإقلاعه عن دعم التحالف الدولي".
والشرط الذي وضعه تنظيم الدولة الاسلامية (انسحابه من التحالف الدولي) أعطى اشارات قوية بوجود صلات بينه وبين العدالة والتنمية الحاكم الذي دأب على نفي أي صلات له بالتنظيمات الارهابية.
ويقول محللون، إن صدور الفتوى في هذا التوقيت تحديدا قد تخدم أردوغان وحزبه المقبل على انتخابات مبكرة دفع نحوها بقوّة في محاولة لاستعادة الأغلبية البرلمانية المطلقة التي فقدها في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ويمنح هذا التطور اللافت في ردّ فعل التنظيم المتشدّد، أردوغان فرصة لمحاججة منتقديه الذين يتهمونه بأنه يتخذ من حربه على الدولة الاسلامية ذريعة لمحاربة الأكراد في سوريا.
وتتوقع معظم التحليلات أن يوظّف الرئيس التركي أو مسؤولون من الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، فتوى التنظيم للادعاء مجدّدا بأنه يحارب الدولة الاسلامية فعلا.
وقالت، إن قراءة الفتوى من دون التعمق في أبعادها واشاراتها، قد تكسب العدالة والتنمية نوعا من المصداقية وأنه قد يحاجج بها خصومه الذين يتهمونه بالتورط في دعم الدولة الاسلامية، بأن فتوى التنظيم المتطرف بإهدار دم أردوغان كفيلة بدحض أية ادعاءات بوجود صلة بين الطرفين.
ويكشف المشهد بتطوراته الراهنة أيضا، أن لعبة غضّ الطرف التي كان يتبعها الاثنان: الدولة الاسلامية وأروغان قد دخلت بالفعل في مرحلة لا رجعة فيه وأن التحالف غير المعلن بينهما بدأ يتفتت لاعتبارات منها تقاطع المصالح بين أنقرة وواشنطن، والمخاوف من ارتدادات تمدد التنظيم الارهابي إلى تركيا بعد تقدمه السريع نحو حدودها مع سوريا.
ودفع تقاطع المصالح ألأميركية التركية، أنقرة إلى فتح أراضيها لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن للانطلاق منها في حربه على التنظيم المتشدّد في أجزاء واسعة من سوريا، إلا أنها تطالب في الوقت ذاته بدعم أميركي لسياستها ضدّ الأكراد.
وكانت أنقرة قد شاركت قبل أيام، بأولى طلعاتها الجوية لضرب التنظيم المتطرف بعد سماحها للطيران الأميركي باستخدام قاعدة 'أنجرليك'.
وكان التنظيم قد دعا في أغسطس/اب الأتراك لإسقاط الرئيس أردوغان في تطور ملفت اعتبرته بعض القراءات 'إعلان حرب' سيفاقم من تعقيدات الأزمة السياسية في تركيا.
وأعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، أن دباباتها قصفت الثلاثاء، مواقع للدولة الاسلامية داخل الأراضي السورية المتأخمة لمحافظة كِلس جنوب تركيا، ردا على مصرع جندي تركي بنيران من الداخل السوري.