طهران(لعالم)-21/09/2015- دعا المخرج الايراني الكبير مجيد مجيدي الذي انتهى مؤخرا من اخراج فيلم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، دعا المنتجين الى الاستفادة من الامكانيات التي توفرها ايران في مجال انتاج الاعمال السينمائية عن التاريخ الاسلامي، ومنها مدينة سينمائية كبيرة، من اجل اظهار صورة حقيقية ناصعة عن الاسلام ونبيه الاعظم صلى الله عليه وآله، مؤكدا انه اعتمد في انتاج فيلمه على المصادر المتفق عليها بين الشيعة والسنة.
وقال مجيدي حول انتاج فيلم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقناة العالم الاخبارية اليوم الاثنين: خلال العقود الاخيرة تعرض النبي الاكرم الى هجمة، انتشرت في الغرب، مثل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، فشعرت بضرورة ان اقوم بعمل ما.
وقبل حوالي 8 الى 9 سنين اقيم تكريم لي في مهرجان بالدنمارك لاستعراض اعمالي هناك وتقديم جائزة لي، وقد صادف ذلك مع انتشار تلك الرسوم المسيئة، فكان هناك نوع من التناقض، فمن جهة كانت تلك فرصة مهنية لي، ومن جهة تعرضت اقدس مقدساتنا الى الاساءة، فكتبت رسالة الى رئيس المهرجان واعتذرت وقلت لا استطيع الحضور في بلد تتعرض فيه اقدس مقدساتي ومعتقداتي الى الاساءة.
وتابع المخرج مجيدي: لقد فكرت بانني مالذي يجب ان اقوم به كفنان مسلم، ولذلك سعيت ان انتج عملا يبين ولو قطرة من ذلك المحيط اللا متناهي من الرحمة الالهية، نبي الاسلام، موضحا ان انتاج الفيلم استغرق حوالي 7 سنوات والان نحن في السنة الثامنة، وكان عملا صعبا، لان هناك قصورا في مجال العمل السينمائي التاريخي، وانا اعيدكم الى السينما العالمية والافلام التي انتجت حول حياة الانبياء.
وبين مجيدي: في العالم المسيحي هناك ما لا يقل عن 200 فيلم حول حياة السيد المسيح عليه السلام، و120 فيلما حول حياة النبي موسى، و70 فيلما حول حياة سائر الانبياء، وحتى ان هناك 42 فيلما حول حياة بوذا.
واشار الى انه فيما يتعلق بحياة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هناك فيلمان، اولهما فيلم الرسالة الذي تم انتاجه قبل 42 عاما على يد المخرج مصطفى العقاد، والثاني هو هذا الفيلم الذي وفقنا الله لانتاجه، اذا انظروا الى التقصير الكبير تجاه التاريخ الاسلامي في هذا المجال.
واعتبر هذا المخرج الايراني الكبير ان هناك صعوبات في انتاج اعمال حول حياة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بسبب الحساسيات الموجودة في العالم الاسلامي والغرب، مشيرا الى ان انتاج الفيلم استغرق سبع سنوات، كما ان 3 سنوات استغرقت في مجال التحقيق لاعداد السيناريو، حيث تمت الاستفادة من كل مصادر اهل السنة والجماعة مثل ابن هشام وتاريخ الطبري وغيرهما، وكذلك من المؤرخين السنة من تونس وليبيا واليمن والعراق والجزائر وغيرها من الدول الاسلامية.
واوضح: من جهة اخرى سعيت ان اختار مقطعا من حياة النبي الاعظم الذي يتفق عليه الشيعة والسنة، وانا متأكد من ان هذا الفيلم هو يصب في وحدة العالم الاسلامي، ويوجد وفاقا كبيرا بين المسلمين.
وتابع: كما اننا نفتح من خلال هذا الفيلم نافذة للاسلام على العالم الغربي، الذي يشهد في هذه الفترة دعاية سلبية ضد الاسلام، وللاسف انها تتم تحت ذريعة الارهاب، حيث نشاهد اليوم وللاسف مدى عنف الصورة التي يتم الترويج لها عن الاسلام في العالم الاسلامي.
واكد مجيدي ان هذا الفيلم يقدم قراءة رحمانية عن نبي الاسلام، وكان مهما بالنسبة لي ان اختار مقطعا من حياة النبي (صلى الله عليه وآله) يكون متفقا عليه بين الشيعة والسنة، ولنطرح فكرة انه لماذا يجب ان يأتي دين جديد بعنوان الاسلام، نحن يجب ان ننظر بصورة اعمق الى هذه الوقائع، وهذا الفيلم يمكن ان يكون بداية لموجة من افلام التاريخ الاسلامي.
واشار الى اننا قمنا ببناء مدينة سينمائية عظيمة، واعدنا بناء مكة قبل 1400 عام بشكل كامل، بحيث يمكن الاستفادة منها على مدى الثلاثين عاما المقبلة، لانتاج المزيد من الافلام عن التاريخ الاسلامي.
ونوه الى انه زار مونتريال في كندا وشاهد عرض الفيلم هناك، وقد لقي استقبالا منقطع النظير من قبل الناس هناك، كما ان اصدقاء قدموا من قطر ويريدون ان ينتجوا فيلما حول نبي الاسلام، ونحن رحبنا بهم واعلنا استعداد ايران لوضع امكانياتها تحت تصرفهم.
وخلص مجيدي بالقول: من هنا ندعوا كل منتجي الافلام في العالم الى الاستفادة من الامكانيات التي قمنا بتوفيرها، في انتاج افلام حول التاريخ الاسلامي من اجل اظهار الصورة الحقيقية الزاهية من الاسلام الى الغرب.
MKH