وكالات ( صدى ) : على مدار سنوات، ظل الأستاذ المساعد للنحو والصرف في كلية دار العلوم بالفيوم يمارس جرائمه المشينة مع الطالبات، دون أن تجرؤ أي منهن على الإبلاغ عنه، خوفا على مستقبلهن الذي بات مهددا، فإما أن يسكتن على تحرشه بهن جنسيا، أو يتعرضن للفضيحة والاضطهاد.
ومنح صمت طالبات الفرقة الأولى، الأستاذ الجامعي، المزيد من الشجاعة على التمادي في أفعاله، قبل أن يفيض الكيل، وتجتمع الطالبات على تقديم مذكرة إلى عميد الكلية، الدكتور صابر مشالي، لمطالبته بالتدخل، واتخاذ إجراء حاسم ضد “الأستاذ المتحرش”.
كانت آخر ضحايا الأستاذ المتحرش، طالبة في الفرقة الأولى، فوجئت بأستاذها يتعمد ملامسة جسدها، فأبلغت عميد الكلية، الذي أجرى اتصالا مع رئيس الجامعة، الدكتور خالد حمزة، لإبلاغه بتفاصيل ما جرى، فطلب منه تحرير مذكرة رسمية بالواقعة، واتخاذ الإجراءات ضده، وعقب انتهاء المكالمة، استدعى العميد عددا من الطالبات، وطلب منهن تحرير شكوى رسمية.
بالفعل، حررت 6 طالبات من الفرقتين الأولى والثانية شكوى رسمية بجميع انتهاكات الأستاذ الجامعي.
من جهته، تقدم رئيس الجامعة ببلاغ رسمي إلى المحامي العام لنيابات الفيوم، المستشار أيمن ممدوح، مرفقا بها مذكرة عميد الكلية والطالبات، كما أصدر قرارا بإيقاف المتهم عن العمل، ومنعه من دخول الجامعة نهائيا لحين انتهاء تحقيقات النيابة، وإحالته إلى التحقيق داخل الجامعة، وتكليف إدارة الشؤون القانونية بمتابعة تحقيقات النيابة، وطمأن الطالبات وأولياء الأمور بأن الواقعة سيتم التحقيق فيها بكل شفافية لاستبيان الحقائق، ومحاسبة الأستاذ الجامعي في حال ثبوت الاتهامات الموجهة له، كما شدد على أن الطالبات لم يتعرضن لأي ضغوط.
وفور وصول مذكرة رئيس الجامعة إلى المحامي العام، أمر بتشكيل فريق من وكلاء نيابة قسم الفيوم للتحقيق في الوقائع المنسوبة، وأمرت بضبط وإحضار المتهم، واستدعاء عميد الكلية والطالبات للاستماع إلى أقوالهم، حيث أكدت الطالبات أن المتهم دأب على التحرش بهن، رغم اعتراضهن على تصرفاته، كما أشرن إلى أنه كان دائم التلفظ بعبارات غير لائقة، بالإضافة إلى تحدثه في أمور جنسية مع الطالبات، كما وصل به الحال إلى حد ملامسة جسد إحداهن وتقبيلها بالقوة، ما دفعها إلى صفعه.
وأضافت طالبة الفرقة الأولى بكلية دار العلوم، خلال تحقيقات النيابة، التي حصلت شبكة إرم الإخبارية على نسخة منها: «حاول ملامستي أكثر من مرة، كنت آخذ الأمر بحسن نية، لكن الأمر وصل إلى حد الاقتراب من مناطق حساسة لديّ، وطلب رقم هاتفي، حاولت أن أتجنبه لكن الأمور سارة بشكل لا يناسب أخلاقي والأخلاق المعمول بها في الجامعة».
وجاء في أقوال طالبة من الفرقة الثانية إن «الأستاذ المساعد أمسك يديْ ذات مرة للكتابة على السبورة الخاصة في محاضرة أمام الطالبات، وهو ما لم أتقبله، ومن حسن حظه إن الحركة كانت مفاجئة فارتبكت وفقدت القدرة على الكلام».
وأوضحت: «كان يستغل كونه أستاذًا للإيقاع بالفتيات وحين طلب مني رقم الموبايل الخاص بي رفضت، فقال لي: سترسبين في مادتي مدى الحياة، ولن تتخرجي من الجامعة إلا إذا دخلتي الحرملك الخاص بي».
وأشارت الطالبات إلى أنهن لم يحتملن أفعال الأستاذ الجامعي أكثر من ذلك، فقررن إبلاغ إدارة الجامعة رسميا ضده، بعد أن وصلت أفعاله إلى حد لا يمكن السكوت عنه، خاصة مع تهديده لهن بالرسوب في مادته، مستغلا في ذلك منصبه لإجبارهن على مجاراته في تصرفاته، والتي يمارسها رغم أنه تجاوز الخمسين من العمر، ومازال أعزب.