الأفاعي أو الثعابين، هي حيوانات زاحفة لا تمتلك أي أطراف أو حتى آذان مثل البشر أو الحيوانات الأخرى. إذاً كيف يمكن للأفاعي سماع الأصوات والاستجابة لها من دون الأذنين كباقي الحيوانات.
في الواقع، عدم وجود آذان خارجية للأفاعي يجعل الكثيرين يظنون بأنها لا تستجيب للأصوات، وقد افترض العلماء قديماً أنها صماء، وكان هذا الرأي السائد لسنوات عديدة، حتى بدأ العلماء في دراسة الثعابين بشكل وثيق على مدى السنوات ال50 الماضية.
هل الأفاعي صماء؟
عدم وجود آذان خارجية أو طبلة أذن للأفاعي مثل البشر، يمكن أن يُفسر بأن الأفاعي لا تسمع الأصوات بنفس الطريقة التي نسمع بها. مع ذلك، فإنه ليس من الصحيح حقاً أن نقول بأنها صماء. العلماء يعتقدون بأن هناك طرق مختلفة للثعابين و الأفاعي للشعور أو سماع الأصوات.
كيف يمكنها الاستشعار بالصوت؟
على سبيل المثال، عندما تتحرك الحيوانات الكبيرة، فإنها تنتج موجات صوتية تنتقل عبر الهواء، كما أن الحركة تنتج اهتزازات تنتقل عبر الأرض. وقد وجد العلماء أن الجلد والعضلاء عند الأفاعي يمكنها الكشف عن هذه الاهتزازات في الأرض ونقلها إلى الدماغ، وهذا ما يجعلها تقوم بردة الفعل المناسبة.
ولكن ماذا عن تلك الموجات الصوتية التي تنتقل عبر الهواء؟ هل يمكن للأفاعي سماعها دون آذان؟
البشر لديهم عظام صغيرة في الأذن الداخلية والتي تعتبر بالغة الأهمية لعملية السمع، والأفاعي تمتلك هياكل مماثلة على جانبي الرأس متصلة بعظام الفك، ويعتقد العلماء بأن هذه العظام هي المسؤولة عن سماع أو استشعار تلك الموجات الصوتية.
أظهرت الدراسات العلمية أن الجلد وأنسجة العضلات تقوم بنقل الموجات الصوتية المحمولة جواً إلى عظم صغير يسمى المربعة، والذي يتحرك ذهاباً وإياباً في استجابة للذبذبات، ثم يتم تحويل هذه الحركة إلى القوقعة، وهي بدورها تترجم تلك الحركات إلى إشارات كهربائية يتم إرسالها بعد ذلك إلى الدماغ.
ومن الواضح أن نظام السمع هذا عند الثعابين يختلف تماماً عما هو عليه لدى البشر والحيوانات الأخرى التي لديها آذان. من المرجح بأن الثعابين تسمع مجموعة محدودة من الأصوات ذات التردد المنخفض. ولذلك ربما لا تعتمد الثعابين على السمع بنفس الطريقة التي تعتمدها غيرها من الحيوانات، وهذا ما يجعلها تركز في المقام الأول على الحواس الأخرى.