أقرأها بتمعن أنغمس في طقوسها وتفاصيلها أحاور شخصياتها وأبطالها أتوقف عند صفحاتها الأخيرة أعيد قرائتها مرات ومرات أسافر في عهدكِ فأكتشف أن لا شيء في حكايتي يشبهكِ أنتي
أقلب أحاسيس القلب
أستحضر وجوها مرت بهذا القلب أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في القلب يوماً أنادي شوقا كان متأججا ذات حكاية فلا ألمح سوى شوقي لعينيكِ فأكتشف أن لا شيء في قلبي يشبهكِ أنتي
أقلب زوايا الذاكرة
أستحضر الوجوه والزمان والمكان أسكب ماء الذكرى على أحداث جفت أسقي أغصان لحظات ذبلت أتذكر أناساً جاءوا ليرحلوا وآخرين رحلوا ليعودوا استنشق عطر بقاياهم واختنق بغبار غيابهم فأكتشف أن لا شيء في ذاكرتي يشبهكِ أنتي
أقلب أكوام همومي
أعبث بهموم انطفأت منذ زمن أضيئها كالمصابيح أعيدها الى الاشتعال وانقب بين احزان القلب عن أحزان أدمتني وأحزان سرقتني مني وأخرى شوهت زوايا الفرح بي فأكتشف أن لا شيء في همومي يشبهكِ أنتي
أقلب سويعات الأيام
فأصافح ساعة تذوقت بها الفرح وساعة احتسيت بها كأس المرار وساعة منحتني الأحلام وساعة سلبتني الأماني وساعة راقصتها فوق محطات الحلم وساعة راقصتني في محطات الألم فأكتشف أن لا شيء في أيامي يشبهكِ أنتي
أقلب صناديق الأحلام
أصافح حلما عاش في خيالي وأقبل وجنة حلم نما كالجنين في دمي وامسح جبين حلم يتكيء في داخلي على عصاه كالشيخ المسن وأمد يدي الى حلم يستند الى جدار القلب كالمهزوم واجمع شتات حلم مبعثر بجنون واعاود الطيران مع حلم اعتدت الطيران فوق جناحيه إليكِ فأكتشف أن لا شيء في احلامي يشبهكِ أنتي
أقلب جيوب الليالي
أفتش في معطف مساء اعتاد أن يهديكِ الي واعاتب مساء كان يهديني غيابكِ واستحضر مساء كان يأتي بكِ واشطب مساء كان يأتي خالي اليدين منكِ واسترحم مساء يأتي متضخما بالحنين إليكِ وأتجاهل مساء يلح بالسؤال عنكِ وأبكي في حضرة مساء مضى بكِ ولم يعد فأكتشف أن لا شيء في ليلي يشبهكِ أنتي
أقلب دفاتر العمر
أقرأ عناوين الأيام وأترجم حروف الليالي وافسر طلاسم الحزن وابرر غياب الفرح وارسم صورتكِ فوق الغلاف واضع اسمكِ عنواناً للعمر الجميل واقرؤكِ بعد النوم حلماً فأكتشف أن لا شيء في عمري يشبهكِ أنتي
وقبل أن يرعبنا المساء لن اسألكِ .. لماذا لا يشبهكِ شيء .. ؟
وحدي أملك الأجابة .. ربما.. لأني وحدي أعلم من أمر وجودكِ بي ما لا يعلمه سواي ..