لا تزال ردود الأفعال تتوالى على عبارات التبجيل والمديح التي وجّهها الفنان السوري دريد لحام، الى مرشد الثورة في إيران علي خامنئي، في الفيديو الذي تناقلته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والذي قال فيه لخامنئي: “في عينيك القداسة” وأشار اليه خبرٌ في “العربية.نت” بتاريخ 27 يناير 2016.
وعبّرت ردود الأفعال عن استيائها الشديد واستنكارها البالغ لما قام به لحّام، والذي اعتبرته أغلب ردود الأفعال المستنكرة بأنه أطاح بتاريخه الفني وتنكّر لقوميته وعروبيته.
مادح الملالي.. لا يمكن أن يكون وطنياً
ومنها ما أورده الدكتور علي القحيص في “الرياض” السعودية، أمس الاثنين، معبّراً عن “صدمته” من الفنان “الذي استطاع أن يقنع الكثيرين بفنه” إلا أن أحداً من الذين صدقوه لم يخطر بباله “أن هذا الفنان العربي الشهير يخفي في جلبابه الفني شبح الطائفية والعنصرية البغيضة”. وذلك في تعليقه على مدائح لحّام لخامنئي، والتي قال بعض المستائين منها إن الإيرانيين أنفسهم لم يقولوا هذا الكلام عنه.
ويضيف القحيص متسائلاً: “كيف لمن يمتلك هذا التاريخ أن يخلع اليوم عن جسده ثوب القومية التي كان يختبئ وراءها؟” مؤكداً أن “مادح الملالي اليوم” لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال “وطنياً”.
دريد يدفن غوّار الطوشة!
وبمثل هذا الاتجاه عبّر الكاتب الفلسطيني ابراهيم جابر ابراهيم، فقال إن أغلب زملاء دريد لحام ماتوا، كـ”أبو كلبشة” و”حسني البورظان” و”أبو عنتر” إلا أن دريد لحام “مات بالنسبة للناس” لأنهم اكتشفوا “أنه يمثّل فعلاً” لأنه “تخلص من ماضيه، ودفن عروبته، حين خاطب المرشد الأعلى الإيراني بقوله إن بلادنا ازدادت قداسة حين دخلها جنودك”. متسائلاً: “كيف استطاع أن يخدعنا كل هذا الوقت؟”. مؤكداً: “مات غوار الطوشة، لقد دفنه دريد لحام”.
وجاء في تقرير للشرق الأوسط اللندنية، تعليقاً على الفيديو الذي ظهر فيه دريد لحام مخاطبا خامنئي بعبارات التبجيل والتكريم، بأن لحام “ذهب أبعد مما كان متوقعاً” بتأييده “المطلق لخامنئي ولإيران، ضاربا عرض الحائط بجزء من جمهوره”.
ومثلها ذهبت صحيفة “الحياة” في إشارتها الى مدائح لحام التي وجهها لخامنئي، فتحدثت عن “انتقادات واسعة وصفته بالمستفز”.
خادم في معبد الفُرس
ووفقا لموقع العربية نت الكاتب محمد آل الشيخ علّق بدوره على مدائح لحام التي أثارت استياء واسعاً في الوسط الصحافي العربي، الذي لم تخل فيه مطبوعة، على وجه التقريب، إلا وتعرضت بالنقد والتعبير عن الاستياء من موقف لحام “الذي خدعنا” كما ذهبت مقالات كثيرة، ومنها مقال آل الشيخ الذي قال: “حينما قرأت هذه الخزعبلات التبجيلية من هذا الفنان الذي كان صرحاً شامخاً فهوى، تأكدت أن براميل بشار المتفجرة، ومدافع ميليشيات الخامنئي، ومتفجرات “حزب الله”، لم تسحق الحجر، وتقتلع الشجر، وتقتل مئات الألوف من البشر، وإنما سحقت أيضاً قممهم الفنية المثقفة، فساوتها بالتراب، فخرّت من عليائها تتوسّل محتلّها خامنئي وتقدسه وتبجله، في تموضع دنيء، يندى له جبين كل سوري عربي أصيل”.
وينتهي آل الشيخ الى اعتبار لحّام “مجرد خادم” في “معبد الفرس المقدّس”.
ترحيب “حزب الله” بالفعل اللاّوطني الفاضح
أمّا قناة “العالم” الإيرانية فقد أبرزت خبر مدائح لحام لخامنئي، وعارضة للفيديو تحت عنوان: “ماذا قال دريد لحام عن آية الله خامنئي”؟ ومهّدت للموضوع بـ”وجّه الفنان السوري دريد لحام كلمة الى قائد الثورة الاسلامية في إيران”.
ومثلها فعلت قناة “المنار” اللبنانية التابعة لـ”حزب الله”. إلا أن الأخيرة قامت بالهجوم على منتقدي الفنان الذين عبّروا عن استيائهم من مدائحه لمرشد الثورة الإيراني على حساب “القضايا العربية والهوية العربية والانتماء العربي”. كما ورد في كثير من ردود الأفعال التي استهجنت تصريحات لحام ومدائحه بحق مرشد الثورة الإيراني، في الوقت الذي يقوم فيه الأخير بإرسال جنوده لقتل شعبه.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدت موجة عارمة من ردود الأفعال التي عبّر عنها سوريون وعرب، وتستهجن ما قام به الفنان السوري الذي لطالما “ادعى الدفاع عن العروبة والعرب” في أعمال فنية عديدة.
واتفقت التعليقات على أن لحّام أطاح بتاريخه الفني “أو ما تبقى منه” ولن يصدّقه “أحد بعد الآن” بعد أن “نجح بالتمثيل على الجميع” وها هو الآن “يتغزل” بمرشد الثورة الإيراني “في وضح النهار” في “فعلٍ لا وطنيٍّ فاضح” كما قال تعليق في الساعات الأخيرة.