خلال رحلات السيارة الطويلة، فإن قضاء الوقت بالقراءة ليس الخيار الذي يُفضله الجميع. إذ يشتكي الكثيرون من الشعور بالغثيان والدوار بمجرد بدء القراءة في السيارة. فما هو السبب؟
تعمل أدمغتنا كنظام مراقبة واستشعار لحمايتنا من أي عارض تعتبره خطرًا على صحتنا. ومن أجل الحفاظ على حياتنا، تستجيب أدمغتنا لأي توتر لمساعدتنا على النجاة منه، كالفرار والهروب أو حتى التقيؤ لطرد سم ما.
وحيث أننا عند الركوب في سيارة، فإن أجسامنا تبقى ثابتة في حين أن العين تتحرك بسرعة لقراءة النصوص، ومع حركة السيارة فإن السائل المتواجد في الأذن الداخلية يتحرك ما يُخل بتوازن الجسم.
هذه الحركة تؤدي إلى اختلال التوازن الداخلي للجسم وتُسبب تضارب في الإشارات العصبية الواصلة إلى الدماغ. هذا التضارب يجعل الدماغ يُفسر اختلال التوازن والتضارب العصبي بأنه علامة أكيدة من علامات التسمم.
ما الحل الأمثل لهذه الحالة؟
الحل الأمثل الذي ينصح به جميع الخبراء هو ترك النظر إلى الكتاب والنظر إلى نافذة السيارة. بهذه الطريقة تُرسل العين عبر العصب البصري إشارات إلى الدماغ أن الجسم في حالة حركة ولا يتطلب الأمر رد فعل وقائي.
القراءة في سيارة
أما إن تحركت العين بسرعة حول محور الجسم الثابت تمامًا كالقراءة في سيارة، فإن هذا يؤكد للدماغ أن شيئًا ما يحدث ويتطلب تدخلًا سريعًا لحمايتك.
ومن الملاحظ أن البعض أقلم نفسه مع هذه الحالة وتمكن من تخطي حالة الغثيان أثناء القراءة في السيارة. إذ أن ممارسة هذه العادة تُؤقلم الدماغ على الوضع ويتخلص من القلق المتواصل.
قراءة في سيارة
ولا تقتصر هذه الحالة على القراءة في السيارات، بل أيضًا يشعر بها بعض الذين يركبون السفن في البحر، أو بعض الرياضيين الأولمبيين الذين يقومون بحركات بهلوانية سريعة. لكنهم تمكنوا من حل هذه المشكلة عبر تركيز النظر على نقطة ثابتة لتحقيق التوازن بين العين والدماغ.