26.01.12 11:44 | خلق الإنسان وآية خلق المسيحرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو جديد
إحصائيةالعضو | | العمر : 27 | عدد المساهمات : 6 | نقاط : 93718 | |
|
| موضوع: خلق الإنسان وآية خلق المسيح خلق الإنسان وآية خلق المسيح لقد كان في خلق المسيح ابن مريم إبتلاء وإمتحان للإيمان ليس لأهل الكتاب وحدهم بل لأهل الارض جميعاً والدليل على ذلك نعثر عليه في القرآن ومن خلال قوله تعالى،
قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا. سورة مريم 21 .
فكان المسيح عيسى ابن مريم آية قد شغلت الناس جميعاً وأعجوبة أمتد أثرها على مدى الألفي عام، آية عجز الناس عن تفسيرها او فهمها على حقيقتها الإعجازية فكانت بمثابة التحدي الأكبر لعقولهم وقدراتهم الذكية، وكان هذا إمتحان للبشرية لابد من حدوثه نتيجة قضاء الله وحُكمه وآيته (وكان أمراً مقضيا)، لقد كفر أهل الكتاب برسلهم، وأنكروا الله خالقهم وعبدوا الأصنام وأفسدوا في الأرض وظلموا وتكبروا وقتلوا الأنبياء والمرسلين وكذبوهم، ولكن الله كان أعد لهم إمتحان ليجربهم ويتفحص إيمانهم وحقيقتهم الملتوية والعاصية، وفي ذلك نستشهد بقول العزيز الجبار،
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. سورة العنكبوت 2 .
فكانت آية ولادة المسيح ابن مريم من العذراء البتول تحضيراً لهذا الإمتحان، إمتحان جديد لم يكن قد عهدوه من قبل، وحين بلغ المسيح ربيعه الثالث من العمر اتاه الله التكليف وحمّله رسالة الإنجيل، وعندها قام المسيح بالتعريف على سبب حضوره لهم بكل دقة ووضوح فقال وكما هو منقول عن الآية نفسه، المسيح ابن مريم وعلى لسانه مايلي،
الكتاب المقدس/كتاب الإنجيل – يوحنا/الإصحاح التاسع:
39فقَالَ يَسُوعُ:«لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ». 40فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ:«أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟» 41قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.
ولكن سُرعان ما أتى رد أهل الكتاب على آية خلق المسيح وهذا الإمتحان العظيم وهذه الدينونة بزعمهم الكاذب بأن الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وها هو الكتاب المقدس يخبرنا مرة أُخرى وعلى لسان المسيح مرة أخرى بان مجيئة لهذا الدنيا سيجلب الإنقسام والفرقة ويتسبب في الفتنة وإشعال نار الحروب والقتل في الأرض، وهذا فيه الإبتلاء والإمتحان العظيم لأهل الأرض جميعاً ولكنهم فسروه على غير ذلك لعجزهم وضعف إيمانهم وجهلهم الروحي، فهم لم يستوعبوا آية حضوره ليس نتيجة لقلة ذكائهم بل نتيجة كبرهم وإستعلائهم، وهنا يخبرنا الكتاب المقدس وفي كتاب الإنجيل حسب لوقا نقلاً عن لسان المسيح ما يلي:
الكتاب المقدس/كتاب الإنجيل - لوقا/الإصحاح الثاني عشر 49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَّلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الابْنِ، وَالابْنُ عَلَى الأَبِ، وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ، وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».
وقال أيضاً في الكتاب المقدس/كتاب الإنجيل - متى/الإصحاح العاشر:
34لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.
فكلام المسيح لم يترك عندهم أي أثر أو حاولوا حتى إستيعابه بل رفضوه تماماً و سرعان ما بدأوا ينغمسون في الشر والشهوات كما تنبأ لهم، وإزدادوا بذلك إبتلاء فوق إبتلاءهم وصنعوا عقيدة للخلاص تتماشى مع عقيدة التأليه وعقيدة البنونة اللتان نسباها للمسيح، فأدّعوا بأن الله هو المسيح ولم يكن قد أتى لُيدينهم ويمتحنهم بل ليخلصهم ويدفع بنفسه على الصليب ليموت ويكون بالكفارة عن خطاياهم، فكان بأن الله أتى بزي إنساني ليُخلصهم نتيجة حبه لهم كما يزعمون ولربما مكافأة لتركهم (أي اليهود وبني إسرائيل) عبادته والجري وراء عبادة آلهة من صنيعهم وآلهة أقوام أُخرى، فعبدوا الأصنام وعبدوا العجل الذهبي وبَعل وعشتروت وغيرهم وتركوا عبادة الله، فهل هم سخيفين لهذه الدرجة حتى يعتقدون بان الله سيترك ملكوته ويحضر بشخص المسيح لينقذهم ويُخلصهم، ولكن وللأسف فإن هذا الإعتقاد السخيف هو أهم العقائد المسيحية فهو يجمع كل من عقيدة تأليه المسيح، بعقيدة الله - الإنسان عن طريق الإيمان بعقيدة ابن الله، مع عقيدة الخلاص عن طريق الصلب والموت والقيامة من أجل تحقيق الخلاص والغفران ودفع أجرة الخطيئة عنهم، فلماذا يريد الله لأن يضحي بنفسه من أجل من كفر به وأنكره وعبد غيره في الماضي وهاهم يختلقون إله آخر في شخص المسيح بدلاً عن الله، فيالغرابة وسذاجة وضبابية فكرهم وما فيه من إساءة كبيرة لذكاء وقدرات العقل البشري والذين هم محسوبين عليه.
ولم يتجرأ على مدى التاريخ أي من الناس والذين إدعوا الربوبية أو الألوهية كفرعون ونمرود على الإدعاء بخلقهم للكون، ولم يكن لأحد أن يدّعيه لنفسه سوى الخالق وحده والذي هو الله سبحانه وخالقه، وبقينا على ذلك حتى أطل علينا النصارى بكفر جديد، وأتى كتابهم المقدس يحمل لنا من أخبارهم ويبشر بعقيدتهم التي صاغوها واعتنقوها، فهم يدّعون بأن المسيح هو خالق كل شيء وخالق كل شيء لابد وأن يكون خالق السموات والأرض وخالق الكون، إذن فهم يقولون بأن الله هو المسيح،
الكتاب المقدس/رسالة يوحنا 1: 1- 3 1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. 2هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. 3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ،وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.
فهم يدّعون وعلانية على أن الله هو المسيح، فالمسيح معروف بكلمة الله، وهم يقولون (وكان الكلمة الله) ويقولون (كل شيء به كان) أي الخالق ويقولون (فيه كانت الحياة) أي المحيي وكل ذلك هي صفات وقُدرات الله العلي القدير، ولكن ذلك لم يكن بالكافي ليشبع فضولهم الأعمى فأضافوا المزيد، وفي ذلك يخبرنا، الكتاب المقدس/رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي/ الأصحَاحُ الأَوَّلُ 3نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ، 4إِذْ سَمِعْنَا إِيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 5مِنْ أَجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، 6الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أَيْضًا مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ. 7كَمَا تَعَلَّمْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَبَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ، 8الَّذِي أَخْبَرَنَا أَيْضًا بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ. 9مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، 12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. 15الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ.
فهم يقولون عن المسيح (فإنه فيه خَلق الكل ما في السموات والأرض) ويقولون بأن (الكل به وله قد خلق الذي قبل كل شيء وفيه يقوم الكل) .... !! وهم يعلمون تمام العلم ضعف المسيح وقلة حيلته، فكيف سيكونون قادرين على التوضيح وشرح هذا الدور الإلاهي الذي نسبوه لعيسى وبشروا به لتابعيهم من المضللين، فكان لابد من توثيقه ولذلك كانوا بحاجة لصياغة عقيدة جديدة تدّعي بأن الله له ابن وفيها يتم تحول الله والذي هو المسيح حسب ضلالهم إلى ذات إلهية وذات إنسانية تجمعهما ذات ووحدة واحدة، ويكون المسيح ذو طبيعتين، ولكن بقي ذلك بحاجة لتوضيح أكثر.... وهنا بدأ العمل على التنظير لعقيدة الطبيعتين والتي يحملها الأبن، ومن خلالها أُدخل مفهوم إبن الله ليُصبح في صلب عقيدة اهل الكتاب خاصة بعد أن عملوا جاهدين على تسويق الكتاب على أنه ذو قدسية من خلال إلصاقهم لكلمة "المقدس" كلما تم ذكر كتابهم هذا أو تم الإشارة عليه، ولكنه لن يسلم من دراستنا وسنتعرف على حقيقته المشبوهة وإدعاء قدسيته الكاذبة هذا من خلال الكتاب نفسه والذي سوف ناخذه حجة عليهم ولن ندعي عليهم باطلاً ابدا بل الحجة الصادقة والأحسن مما لديهم. |
| |