تجد طيلة طريقك للبركان (حتى وأنت على بعد عشرات الكيلومترات منه) آثار الدمار الهائل الذي خلفه ما بين منزل محطم هنا وبقايا جسر مدمر هناك، لكن بمجرد وصولي لسفح البركان كان المشهد مختلفاً عن أي شيء تصورته على الإطلاق:
أينما ولّيت بصرك تجد أشجاراً مزهرة ومساحات خضراء يانعة تنبض بالحياة، وبعض الفراشات ذات الألوان المبهجة تطير بين زهرة هنا وشجرة هناك!! . لم أستطع مشاهدة قمة البركان للأسف بسبب الأجواء المبلدة بالغيوم (ترونها في عمق الصور) لكني سأشارككم بعض ما التقطته على سفح البركان لتشاهدوا حياةً تنبت تحت أقدام الموت:
جبل أو بركان ميرابي هو أحد البراكين النشطة التي تقع في منتصف جزيرة جافا (جاوة) في إندونيسيا، ويبلغ ارتفاعه 2,930 متر.
تعني كلمة ميرابي “جبل النار” بلغة السكان المحليين، ويمكن رؤية الدخان البركاني وهو يخرج من فوهته طيلة أيام العام تقريباً (عدا اليوم الذي ذهبت فيه ).
كان آخر ثوران للبركان في أكتوبر من العام 2010 حين انفجر البركان ليشرد أكثر من 370,000 شخص يعيشون في دائرة قطرها أكثر من 20 كيلومتراً حوله. وتسببت هذه الثورة في مقتل أكثر من 324 شخص
يقع المكان الذي كنت أقف فيه على بعد أقل من 5 كيلومترات فقط من فوهة البركان، وتلاحظون في العديد من الصور آثار الأشجار المحروقة التي تم تسويتها بالأرض !
شعرت وأنا أشاهد هذا المزيج المتناقض للموت والحياة أن الأمل سنة كونية من سنن الله في كونه، فحيثما وجدت شجرة محروقة وجدت بجانبها عشرات الأشجار اليانعة التي تنبض بالحياة !