النهر… هو مجرى مائي تتصف مياهة بالعزوبة و يمثل شريان الحياة بالنسبة لأي مكان يسري فية حيث قال الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حي )، فعند وجود نهر في مكان ما يعني وجود أرض خصبة صالحة للزراعة، وهاتين الوسيلتين من ماء يشرب وزرع يأكل كفيلتين ببناء حضارة، ومن أهم هذة الأنهار نهري دجلة والفرات اللذان لهما أهمية كبيرة في منطقة الشام بما تحتويها من أقاليم ومدن ودول.
نهري دجلة والفرات…تبدأ رحلة نهر دجلة من جبال طوروس في الأناضول بدولة تركيا، ثم تجري مياهة في منطقة القامشيلي بسوريا على أمتداد طولة خمسين كيلومتر، وبعدها يمر على أقليم فيش خابور عند الحدود العراقية، وبعدها ينقسم النهرين الى فرعين وهما نهر الدجيلة ونهر الغراف، ومن أهم المصادر الرئيسية التي تدعم النهر بالمياة بعض الروافد التي تصب فية مثل نهر الخابور ونهر العظيم ونهر ديالي ونهري الذاب الصغير والذاب الكبير وتأتي هذة الروافد من العراق وسوريا وتركيا، وبعد دخول نهر دجلة العراق يتم لقائة مع من أقترن أسمة بة طوال حياتة وهو نهر الفرات في أقليم يدعى القرنة الذي يقع في جنوب العراق ويظلان معا في البصرة حيث يطلق عليهما شط العرب والذي يبلغ طولة حوالي مائة وخمسين كيلومتر حتى ينتهي بة المطاف في الخليج العربي، كما يسير نهر دجلة ببعض المدن في تركيا وهي(بيسميل وحصن كيفا وجزيرة ابن عمر)، أما في العراق يمر على(الموصل وبعقوبة وبيجي وتكريت وسامراء وبغداد والكوت والمدائن والعمارة)، هذا بالأضافة الى سوريا الملكية وفي أواخر المدن (القرنة). نهر الفرات …يبدأ رحلتة من نفس المنبع الذي بدأ بة نهر دجلة من جبال طوروس الموجودة في الأناضول، حيث يتكون من نهرين النهر الشرقي وأسمة (مرادصو) وتحمل معنى الماء المراد، والنهر الغربي (قوه صو) وتحمل معني الماء الأسود ويجريان هذان النهران الى الأتجاه الغربي بشكل متوازي حتى يتقابلان ويسيران الى الجهة الجنوبية كي يصبحان نهر الفرات الذي يتخطى الحدود التركية والسورية والعراقية، حيث يمر في الأراضي السورية من خلال المدينة جرابلس، وفي العراق من خلال مدينة القائم، كما يوجد مصادر مائية مختلفة تصب في نهر الفرات حيث ينضم إلية نهر الخابور ونهر البليخ. وقد أدى تراكم الطمي الذي يأتي من النهر في أماكن وسط المجرى النهري الى تكوين بعض الجزر التي يحيط بها النهر من جميع الأتجاهات وسميت بجزر الفرات كما يطلق عليها أسم الحوائج ومن أهمها (جزيرة الرمادي)، أما بالنسبة للمدن التي يمر عليها نهر الفرات ففي تركيا يسير وسط المدن (أرزينجان وكيبان وسامسات والبيرة)، أما في سوريا المدن (جرابلس والثورة ودير الزور والرقّة والميادين والبوكمال)، بينما في العراق المدن ( القائم والحديثة وهيت والرمادي والفلوجة والهندية والديوانية والشامية والكوفة والسماوة والناصرية والبصرة)، ويبلغ طولة حوالي 2940 كيلومتر. أهمية نهر الفرات… يعتبر نهر الفرات من أهم أنهار الوطن العربي مشاركة مع نهر النيل الواقع في القارة الأفريقية، نظرا لوفرة مياهة التي تستخدم في مجالات شتى منها ري الأراضي الزراعية ومنها خصوبة الأراضي التي تقع على ضفافة مما جعلها معمورة بالسكان والمساحات الخضراء الواسعة، بالأضافة الى الحصول على الكهرباء من خلال تخزين المياه التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية بقوة دفع المياة من خلال السدود التي تم بنائها على طول النهر ومن أهمها سد الموصل الموجود في العراق، كما تسير المراكب الصغيرة في نهر دجلة باستثناء الأماكن الضحلة التي يصعب إبحار السفن الكبيرة فيها. كما كانت منطقة دجلة والفرات من أهم وأقدم المناطق الحضارية حيث سميت ببلاد النهرين أو (بلاد الرافدين) وهي البلاد الواقعة بين النهرين والموجودة في الجهة الجنوبية الغربية من القارة الأسيوية، وكانت الحضارة السومرية من أوائل الحضارات التي ظهرت في العالم بالأضافة الى الحضارة البابلية و الآشورية و الكلدانية و الواكدية، وتعتبر هذة الحضارات هي التي كونت حضارة بلاد ما بين النهرين وهم من قامو بتأليف علم الإقتصاد، بالأضافة الى الأنتاج الأدبي والعلمي حيث كانت اللغة السومرية هي أقدم لغة في هذة البلاد ثم اللغة الأكدية وبعدهم اللغة الأرامية. وأخيرا…أهم ما تم الأعتماد علية في الحقبة التي مرت بها هذة الحضارات هما نهري دجلة والفرات الذي كان لهما دورا كبيرا وسببا في أستمرار الحياة، حتى أصبحا مطمعا لكثير من الدول الأجنبية التي تسببت في خراب الوضع القائم حاليا بالدول الواقع عليها النهرين.