سيأتي الشتاء… محملاً باللقاءات… والصّباحات البيضاء… سيأتي الشتاء… وأكون برفقه صديقاتي… سنحتّسي القهوة، ونتحدث عن أشياء لا تليق إلّا بنا… سنضحك حتى البكاء.
في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل أن يبتلعنا الزحام انهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كأنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي… شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي، لكن ثمة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات… كان ذاك صوت فيروز. ما زالت الحياة مستمرة ومازال، الأمل، موجوداً… ما زالت، تلك القطرات، تنهمر… وتطرق نافذتك بلطف… فتذهب، لتتأملها عن قرب… وتقف أمام النافذة… تراقب، جمال المطر فترتسم عليك… الابتسامة… وتنسى، همومك… ولو للحظات بسيطة… وستشعر، بالحنين إلى كل شيء… إلى، طفولتك وإلى تلك، السنوات التي، مضت، من عمرك… ستحن إلى، قلوب إفتقدتها وأحاسيس نسيتها… ستغمض عينك… وتسترجع شريط… أحلامك… بحب… ستنسى، كل، ما بقلبك… من، نقاط، سوداء… عندما ترى، نقاء المطر… تذكّر كل، صفاتك، الجميلة… التي نسيتها… بفعل. في الشتاء… يتساقط المطر فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب.