في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم أوروبا 2012 المقامة ببولندا و
أوكرانيا، قلب المنتخب اليوناني الطاولة على رأس نظيره البولندي صاحب
الضيافة و فاجأة بتعادل مثير للغاية بهدف لمثله بعد شوط أول شهد تفوق
البولنديين بهدف دون رد و طرد نجم دفاع المنتخب اليوناني في مباراة شهدت
إشهار الكثير من البطاقات الملونة. حيث استطاع البديل ديميتريوس
سالبينجيديس أن يصنع الفارق في الشوط الثاني مسجلًا هدف التعديل و متسببًا
في طرد حارس بولندا فويتشيك تشيزني مانحًا منتخب بلاده ركلة جزاء فشل
قائدهم في تحويلها إلى هدف الفوز.
أظهر المنتخب البولندي تفوقه منذ البداية على الصعيدين الدفاعي و الهجومي
متسلحًا بعاملي الأرض و الجمهور و سرعة نجومه، فكانت الدقيقة الرابعة شاهدة
على على أولى فرص اللقاء حين أرسل ياكوب بلازيكوفسكي كرة عرضية من الجهة
اليمنى وصلت إلى هداف بروسيا دورتموند روبيرت ليفاندوفسكي الذي اعتُرِضَت
تسديدته من داخل المنطقة الجزاء، لتصل الكرة إلى رافال مورافسكي الذي سدد
كرة مقوسة من خارج منطقة الجزاء تصدى لها حارس اليونان كوستاس شالكياس
بصعوبة.
نفذ المنتخب البولندي ركلة ركنية في أعقاب الفرصة السابقة انتهت بتسديد
ماشيي ريبوس من خارج منطقة العمليات كرة مرة بجانب القائم الأيسر لأحفاد
الإغريقيين، قبل أن يرد المنتخب اليوناني على الجانب الآخر في الدقيقة الـ
11 إثر ركلة حرة مباشرة نُفِّذت من الجهة اليُسرى إلى داخل منطقة حيث
ثيوفانيس جيكاس الذي وضع الكرة برأسه بجانب القائم الأيمن.
عاد الخطر البولندي يحوم حول المرمى اليوناني من جديد حين أرسل بلازيكوفسكي
كرة عرضية من الجهة اليُمنى إلى لودوفيك أوبرانياك الذي أطاح بالكرة
بغرابة فوق المرمى من داخل منطقة الجزاء، قبل أن يُرسل بلازيكوفسكي عرضية
أخرى بعدها بدقيقتين إلى داخل منطقة الجزاء مرت من الحارس اليوناني شالكياس
لكن أيضًا من ليفاندوفسكي الذي كان على بعد بضع سنتيمترات من وضع الكرة
برأسه في الشباك.
لكن في الدقيقة الـ 18 نجح المنتخب البولندي في هز الشباك محرزًا هدف
التقدم المستحق و ذلك إثر كرة عرضية جديدة من بلازيكوفسكي عبر هجمة مرتدة
سريعة وصلت إلى القادم من الجبهة اليُسرى داخل منطقة الجزاء ليفادوفسكي
الذي استغل سوء تقدم شالكياس للتصدي للعرضية من أجل وضع الكرة برأسه في
الزاوية اليُمنى من المرمى اليوناني.
هدأت المباراة رغم سيطرة نسبية للمنتخب البولندي على مجريات اللعب، حيث
استطاع المنتخب اليوناني إعادة تنظيم صفوفه و أصبح ليفاندوفسكي يجد صعوبة
كبيرة في التخلص من ظله و قائد الدفاع اليوناني سقراطيس باباستاثوبولوس،
فيما أضاع زميله المدافع البولندي بيركيس فرصة خطيرة في الدقيقة 37 بعد أن
سدد كرة من داخل منطقة الجزاء علت المرمى.
إلا أن الدفاع اليوناني بدا أنه سقط تمامًا بعد خروج أفرام بابادوبولوس
بداعي الإصابة و نزول الشاب كيرياكوس بابادوبولوس، إضافة إلى طرد
باباستاثوبولوس في الدقيقة 44 بعد تلقيه بطاقة صفراء ثانية بدت قاسية
للغاية إثر التحام على الجهة اليمنى لليونان بينه و بين مورافسكي الذي ظهر و
كأنه سقط من تلقاء نفسه.
و في المقابل، و قبل نهاية الشوط الأول، رفض الحكم الإسباني فيلاسكو
كارفالو منح ركلة جزاء لصالح اليونان بعد أن أرسل سوتيريس نينيس عرضية من
الجهة اليُمنى لليونان أوقفها بيركيس بجسده ثم بيده داخل منطقة الجزاء،
معتبرًا أن لمسة اليد لم تكن متعمدة.
مع انطلاق الشوط الثاني، دخل ديميتريوس سالبينجيديس عوضًا عن زميله نينيس
ليسجل في الدقيقة 51 هدف التعادل للفريق اليوناني الذي لعب حتى نهاية
اللقاء بعشرة لاعبين، و ذلك عبر عرضية من الجهة اليُمنى تصدى لها حارس
بولندا فويتشيك تشيزني الذي سقط داخل منطقة الجزاء تاركًا الكرة
لسالبينجيديس و مرماه فارغًا، ليضع المهاجم البديل الكرة في الشباك
الخالية.
كثف المنتخب البولندي من ضغطه مجددًا لإيجاد طريق الشباك اليونانية، لكن
ذلك لم يكن ممكنًا رغم تسديدة أوبرانياك من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 57 و
التي مرت بمحاذاة القائم الأيسر، و في المقابل حصل اليونانيون على ركلة
جزاء في الدقيقة 69 إثر تمريرة ذكية للغاية من جورجيوس كاراجونيس خلف
الدفاع البولندي لسالبينجيديس الذي كسر مصيدة التسلل و انفرد بتشيزني
مراوغًا حارس آرسنال الذي أسقط سالبينجيديس أرضًا ليخرج بالبطاقة الحمراء،
إلا أن كاراجونيس قائد منتخب اليونان فشل في تسجيل هدف الفوز بعد أن سدد
الكرة في أدنى الزاوية اليُسرى لمرمى بولندا، و هي نفس الزاوية التي قفز
إليها الحارس البديل بريميسلاف تايتون متصديًا للكرة.
مع مرور الوقت مالت الكفة لمصلحة المنتخب اليوناني الذي سيطر على اللقاء و
أظهر صلابة دفاعية كبيرة بقيادة كيرياكوس بابادوبولس أمام زملاء
ليفاندوفسكي، و في المقابل محاولات هجومية متزايدة فشل جورجيوس ساماراس
الذي تحرك بشكل إيجابي للغاية في تتويجها بهدف الفوز مطيحًا بالكرة فوق
المرمى في أكثر من محاولة، لتنتهي المباراة الافتتاحية بالتعادل الإيجابي و
يصدم اليونانيين ملايين البولنديين الذي انتظروا الفوز في المباراة
الافتتاحية لمنتخب بلادهم على أرضهم.
بهذه النتيجة يحصل المنتخبين على نقطة واحدة لكل منهما ضمن المجموعة الأولى
التي ستقام ثاني مبارياتها ضمن الجولة الأولى لدور المجموعات بين المنتخب
التشيكي و نظيره الروسي في تمام الساعة التاسعة بتوقيت مكة المكرمة.