غالبا ما يستهوينا كل ما هو مثير أينما وجد، سواء كان ذلك واقعا أو خيالا، لكن ماذا تعرفون عن الإثارة التي يمكن أن توفرها لنا الطبيعة؟ كثيرة هي الأمثلة الجالبة للإثارة في الطبيعة من نباتات وحيوانات، وعلى ذكر النباتات هناك نموذج واحد رائع وهو نوع من الشجر اسمه العلمي هو Couroupita guianensis، وهو ما اصطلح عليه اسم "الشجرة المدفع" بالعربية، وهو نوع من الشجر موطنه الأصلي الغابات الاستوائية بالأجزاء الشمالية من أمريكا الجنوبية، خاصة في حوض الأمازون في المناطق الاستوائية والهند وتايلاند، وجنوب منطقة البحر الكاريبي، وهذا النوع من الأشجار معروف في الهند بما يزيد عن 3000 سنة، حيث توجد بكثرة قرب المعابد الهندوسية وفي سريلنكا قرب المعابد البوذية، فهي تعتبر مقدسة عند البوذيين.
تتميز هذه الشجرة بأزهارها ذات اللون البرتقالي، والوردي القرمزي، إذ يبلغ عرضها عشرة سنتيمترات تقريبا، وأزهارها ليس لها رحيق ويتم تلقيحها بواسطة النحل، أما ثمارها فهي كروية الشكل تكسوها قشرة خشبية خفيفة، إذ يتراوح قطر كل حبة ما بين 15 إلى 24 سنتمترا، ولهذا السبب سميت بشجرة المدفع لأن ثمرتها إذا سقطت من علو عال فإنها تصدر دويا كدوي المدافع والمتفجرات، وغالبا ما يكتب لوحات تحذيرية إذ قد تسبب الموت إذا ما قدر الله وسقطت إحدى الثمار الناضجة على أحد المارة. بطبيعة الحال لا يتم زراعة هذه الأشجار بجانب ممرات المشاة، وذلك لأن فاكهتها يمكن أن تتسبب بسهولة في إصابة قاتلة.
لعل الفضول الذي أثارته هذه الشجرة الغريبة يأتي من حقيقة فاكهتها، والغريب في الأمر أن ثمارها تنمو من جذوعها مباشرة في وضع مستقيم من جذع شجرة المدفع، على عكس أشجار الفاكهة الأخرى، أما عصيرها المستخرج من لبها فإن له رائحة كريهة، هي غريبة للغاية حقا، إذ تنمو على شكل عناقيد كبيرة، يصل طول كل عنقود منها ثلاثة أمتار تقريبا، وتحتوي كل حبة من ثمارها على ما بين 200 و300 من البذور.
تتواجد هذه الشجرة في العديد من الحدائق النباتية في جميع أنحاء العالم، وأول من اكتشف هذه الشجرة هو عالم النبات الفرنسي Albert Aublet سنة 1775م، وقد أطلق علها اسم guianensis.
للشجرة المدفع منافع جمة، فهي تستخدم في تعقيم الجروح كمضاد حيوي، وهي مطهر ومسكن للآلام، كما تستخدم لعلاج نزلات البرد وآلام المعدة وتخفف من آلام الأسنان، كما يستخدم عصير مصنوع من أوراق هذه الشجرة لعلاج الأمراض الجلدية.
ها أنتم ترون أحبائي أعضاء وزوار منتديات الآمل بأن هذه الأشجار الرائعة تستحق الوقوف عندها، لكن من المستحسن أن يكون الوقوف بعيدا عنها عندما تكون ثمارها ناضجة حتى لا نصاب بأذى.