هل تقولين شكرا في الوقت الذي تشعرين فيه أنك على وشك الانفجار من الغيظ؟ وهل تقولينها بحكم العادة ودون تفكير؟… إن كان لديك مثل هذا الطبع فاعلمي أنه أمر غير صحي، فجملة “شكرا جزيلا لكم” يفترض أن تعبر عن الامتنان، ولكن بسبب الإفراط في استخدامها أصبحت لفتة فارغة، وكلمة إلزامية تخلو من المعنى، لهذا ينبغي أن تستخدم بصورة أقل بكثير.
اختلاف المفاهيم
قد تكون عبارة “شكرا لك” ماكرة في بعض الأحيان، ففي الصين مثلا، ترسل هذه العبارة رسالة إلى المتلقي بمعنى التبعية، فعندما يقوم المدير بوضع كومة من الأوراق على مكتبك، ويطلب منك إنجازها وهو يقول “شكرا” بلطف شديد، فهذا يعني تذكيرك بسلطته، ولكن الكلمة لن تعني أبدا ترقية وظيفية.
مشاعر سامية
الواقع أن إشعار الآخرين بالامتنان هو من أكثر المشاعر سموا، والشكر البسيط ليس مجرد أمر “مطلوب جدا”، بل إن أفضل طريقة للتعبير عن الامتنان هي التأكيد على ما فعله الشخص الآخر والاعتراف بفائدة عمله، إذ إن الاعتراف مع كلمة مجاملة من شأنه أن يشعر الطرف الآخر بأهميته، فحين تجدين أن اختك قد رتبت غرفتكما… لا تقولي شكرا فقط، يمكن لك إضافة عبارة صغيرة تقول “عمل رائع، لقد أصبحت الغرفة مريحة جدا”.
أمر مستهجن
إن الانتقال إلى مجتمع لا يقول شكرا إلا على ما يستحق الشكر فعلا سيكون صعبا، فالقاعدة الاجتماعية في الغرب مثلا هي أن تقولي “شكرا لك” لكل شيء مهما كانت الخدمة صغيرة، بينما في الهند مثلا، لا تقال كلمة شكرا إلا “لإنجاز كبير”، وهم يؤمنون بأن قيام شخص بشكر عائلته على العشاء اللذيذ هو أمر غير مرغوب… بل ومستهجن ايضا.
ربما آن الأوان ليتم الانتقال من دائرة الشكر بكلمات قد لا نعنيها إلى دائرة الامتنان بالمجاملات العملية وبطرق تعبر عن المشاعر بصورة أكثر عمقا من مجرد كلمتين لا تعنيان الكثير.