الغرور والسرور
كلمتان متشابهتان في الحروف لم يختلفا إلا في حرف واحد ولكنهما مختلفتان في المعنى كل الاختلاف بل نقيضا بعضهما البعض .
فالأولى تعني الكبر الذي يدخل صاحبه النار والثانية فرح تدخله قلب الإنسان فيزيل همه وتسجل به حسنة تدخلك الجنة .
الغرور : يُعرّف عند الكثير من العلماء علي أنه إيهام يحمل الإنسان علي فعل ما يضره ويوافق هواه ويميل إليه وهو حب الإنسان لنفسه بزيادة ... أو هو سكون النفس إلي ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع.
وقال آخر : المغرور إنسان نفخ الشيطان في دماغه وطمس علي بصره وأضعف من ذوقه فهو مخلوق مشوه .
وكذلك التكبر هو نوع من الغرور حيث يتعالى المغرور عن الناس ويتفاخر عليهم بماله أو بمنزلته الوظيفية أو مكانته الاجتماعية ويضع نفسه في منزلة أعلى منهم جميعا فيدخل النار بناء علي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر .
والغرور في القرآن الكريم يأتي بصيغ مختلفة لتدل علي معان أهمها الانخداع والتعالي المؤدي إلى البطر ونكران نعم الله علي الإنسان . الأمر الذي يحاسب عليه بقوله تعالى : " ما غرك بربك الكريم "الانفطار 6 .
والسرور يُعرف علي أنه : ارتياح ولذّة في القلب عند حصول نفع أو توقّعه أو اندفاع ضَرر . وهو انشراحُ الصَّدرِ بلذَّة فيها طُمأْنينةُ عاجلاً أوآجلاً .. والسرور القلبىَّ يُلقِى على الوجوه بهاءً وإشراقًا، ولذلك وصفت وجوه المؤمنين يوم القيامة بالاستبشار، قال الله عز وجل:
- {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌَ} عبس/38-39.
كما أن إدخال الفرح والسرور علي نفس المسلم عملا محببا مرغب فيه يرضاه الله ورسوله ، فقال صلى الله عليه وسلم : احَبُّ الأَعْمَال إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ [ حديث ].
وقوله عز وجل- { فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًٍ
ولقد قال أحد الحكماء : إياك والرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول ، وإياك والعُجب فإنه يورطك في الحمق ، وإياك والغرور فإنه يُظهر للناس نقائصك كلها ولا يخفيها .
كما نبه العلماء من ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الثقة بالنفس والغرور .. عليك أن تراه دائما ولا تجعله يغيب عن ناظريك .. لأن الثقة بالنفس خلق طيب وعامل من عوامل النجاح في كل شيء ولكن إن طغى علي النفس تحول إلى غرور ..
حمانا الله وإياكم من كل عمل فيه غرور أو تكبر علي خلق الله وهدانا إلى كل عمل فيه فرح وسرور ندخله إلى قلب كل مسلم مهموم نزيل به همه ونفرج كربه ونسعد به نحن يوم القيامة .