معاهدة فرساي هي معاهدة تم توقيعها بعد ستة أشهر من مؤتمر السلام في باريس عام 1919، وبالتوقيع عليها انتهت الحرب العالمية الأولى رسمياً، تم توقيعها في يونيو من عام 1919 وتم تعديلها في يناير من عام 1920م متضمنة تحميل ألمانيا كافة التبعات المالية للدول المتضررة من الحرب، وقد تم تسمية المعاهدة بهذا الإسم نسبة للمكان الذي عُقدت فيه الإتفاقية، وهو قصر فرساي الواقع في فرنسا. نتائج معاهدة فرساي نتيجة لتوقيع هذه المعاهدة مع الدولة الألمانية تمخضت عنها عدة تغييرات جذرية فتمت ولادة بعض الدول، وازدادت مساحة بعض الدول، وزاد نفوذ بعضها الآخر ومن هذه التغييرات:
بعد هذه الاتفاقية تم تأسيس عُصبة الأُمم المُتحدة عام 1919م، الذي كان الهدف الأول من تأسيسها الحيلولة دون وقوع صدام مُسلح بين دول العالم كما حدث في الحرب العالمية الأولى. خسرت ألمانيا بعض أراضيها ومُستعمراتها ومناطق نفوذها لصالح بعض الدول الأخرى، كمقاطعة شادونغ التي ذهبت لدولة اليابان بدلاً من الصين، كما خسرت الدولة العُثمانية وهي أهم حليف للدولة الألمانية مناطقاً واسعة في أوربا وأستُراليا والمنطقة العربية وتفككت الإمبراطورية العثمانية. وضعت شروط وقيود شديدة وصعبة على الجيش الألماني كي لا يتمكن مرة أخرى من إشعال الصراع الذي اشعله في الحرب العالمية الأولى، فبموجب الإتفاقية تم تقليص عدد الجيش الألماني إلى مئة ألف جندي فقط وتم إلغاء نظام التجنيد الإجباري المعمول به في ألمانيا انذاك، ومجموعة من القوانين التي حدّت من قوة الجيش الألماني. تم تحميل ألمانيا مسؤولية الحرب وإجبارها على دفع تعويضات مالية للدول المُتضررة، وكانت التعويضات بمقدار 270 مليون مارك ألماني، هذه الديون التي اثقلت كاهل الإقتصاد الألماني أدت فيما بعد لإشعال الحرب العالمية الثانية على يد المستشار الألماني أدولف هتلر. نتيجة هذه المعاهدة، ومجموعة معاهدات أخرى مع أطراف الحرب العالمية الأولى بُعثت للحياة دولة بولندا التي ضمت أراضٍ واسعة من ألمانيا، كما وأصطُنعت دولة تشيكوسلوفاكيا. تحولت دولتان صغيرتان إلى دول كبيرة وهاتان الدولتان هما، يوغسلافيا (المملكة الصربية قديماً) حيث تضاعفت مساحتها إلى ثلاثة أضعاف، حيث أضيف إليها دول الجبل الأسود ودلماشيا وسلوفانيا والبوسنة وذلك على حساب دولتي النمسا والمجّر، وكذلك الأمر بالنسبة لدولة رومانيا التي تضاعفت مساحتها بشكل كبير. انفصلت النمسا عن دولة المجر وأصبحت كل دولة منفصلة عن الأُخرى. أُقتُطِعت مساحات واسعة من المجر والنمسا وبُلغاريا وسُلمت للدول الجديدة، وكذلك الأمر بالنسبة للسُكان.
أما خارج القارة الأوروبية فلقد تم إعادة توزيع المُستعمرات الألمانية إلى الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى تحت مُسمى الإنتداب، فاستولت فرنسا على الكاميرون ونصف توجو، واستولت بريطانيا على دول بروندي ورواندا وتنجانيقا ونصف توجو الآخر وجنوب غربي أفريقيا الألمانية، وتم إعطاء جزر الهادي الألمانية وهي جزر مارشال ومارينا وكارولينا لليابانيين، وأعطيت غينيا الجديدة للأستراليين، وغيرها الكثير من المستعمرات الألمانية.