02.08.17 14:46 | ليس بالخبز وحده يحيا الأنسانرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2960 | نقاط : 59178 |
|
| موضوع: ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"..
حكمة عظيمة نتناقلها فيما بيننا ،
وتُوضع فوق مكاتب النخبة المشهورين وكثير من المفكرين والجمعيات الخيرية ،
وقد يعيها البعض ولا يعيها آخرون ولا يعي مضمونها ناس بين هؤلاء وأولئك ..
كنت دائماً أقرأ العبارة السابقة وأفهمها كما فهمها الكثيرون ،
وهو أنها تشير إلى أهمية الجانب الروحي والمعنوي للإنسان في حياته ؛
لكن تولد لديّ فهم جديد لها في ضوء حديث نبوي شريف جاء فيه :
"الكلمة الطيبة صدقة"، ---
الشاعر الألماني ريلكه يحكي عن جانب من حياته في باريس فيقول :
" كنت أذهب للجامعة كل صباح بصحبة صديقة فرنسية ,
وكانت هناك متسوّلة تجلس في أحد الجوانب تلتقط ما يلقى إليها من النقود المعدنية ..
لم أفكر يوماً أن أعطيها شيئاً ؛
ربما لأني لم أجد يوماً ما أقدّمه في ذلك الوقت ؛
بينما كانت صديقتي تعطيها بضعة فرنكات ..
فكرت أن أمنحها شيئاً يساعدها على مشقة الحياة وتستطيع الانتفاع به ،
وبالفعل حملت زهرة لطيفة منحتها إياها في صباح يوم ما ؛
لكن يا للعجب لقد كان أثر ذلك فوق التصور ؛
لقد رفعت العجوز عينيها ونظرت إليّ بحنان ورقة غريبة ،
ثم وقفت بصعوبة لتمسك بيدي وتقبّلها , ثم مضت وهي تضم الوردة إلى صدرها .
وبعد ذلك غابت السيدة عن مكانها المعهود أياماً ثم عادت كسابق عهدها
جامدة منكّسة الرأس تمد يدها لتلتقط ما يلقى إليها ؛
فسألت صديقتي الفرنسية :
"أين كانت طوال الأيام السابقة ؟
وممّ كانت تعيش وتقتات ؟
فأجابت : من الوردة".
هل ما جاء في هذه القصة هو ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم
حين ضم الكلمة الطيبة إلى مفهوم الصدقة
التي هي مساعدة مادية ملموسة تعين المسلم الفقير على حياته ؛
فهل الكلمة الطيبة بهذا الحجم وبتلك القيمة التي توازي القيمة المادية ؟
ومثلها معانٍ أخرى روحية كالبسمة مثلاً كما قال صلى الله عليه وسلم :
"تبسّمك في وجه أخيك صدقة"،
وأمرنا تعالى حين ندفع القيمة المادية للفقير أن نقرنها بقول لطيف يرفع معنوياته
ويعينه على الحياة ،
أو بدعوة طيبة تنفعه ويسعد بها فقال :
{وقولوا لهم قولاً معْرُوفًا} .
لقد وعى عظماء المفكرين وعلى رأسهم النبيّون والعارفون معنى الكلمة ،
ودورها في حياة الإنسان وإحيائه ،
فتكون غذاء للجسد كما هي غذاء للروح ..
بل إن العشاق في كل زمان يشعرون بقيمة هذه الكلمة في حياتهم ،
قيمة قد تغنيهم عن الغذاء المادي ؛
حين يسمع الحبيب صوت محبوبه أو يجلس معه أو يقرأ خطاباً منه
أو يسمع خبراً عنه .
فلا تبخل/ي -- بكلمة طيبة أو بسمة لطيفة أو نظرة حنون
أو مسحة على رأس أو ربتة على كتف
تُدخل بها السرور على قلب مَن حولك ،
وتحمل في طياتها معاني المحبة والتآخي، وتكون لك ذخراً وصدق
|
| |