قـمـر بـغـداد
سبعٌ مـَضَـيـْنَ ..
وكـُلُّ الـناس ِتـنـتظرُ
لعـلَّ من جوف حوت ٍ
يطـلـُعُ الـقـمـرُ *
لـعـلّ أحـلامَهـم
حـتـّى وإنْ يئـِســــتْ
من نـفسها
يجـتـلي أضغـاثـَهـا الـقـدرُ
ســبـع ٌمـَضَـيـْنَ ..
وكفُّ الوهم يشغـلها
قرعُ الطـبـول
لعـلّ الحـوتَ يـنـدحـرُ
لـكـنّ كـفّ الـرّدى
تـهـوي بـمـنجـلـِه
مـنـذ الخـسـوف
فـلا تـُـبـقي
ولا تـَذرُ
سـبعٌ عِجـافٌ ..
وما ظنّي ســيـتـبـعُـهـا
إلا عـِجــافٌ
فـأنـّى تـَسْـمـُنُ الـبـقـرُ؟!
وكيف تخضوضِرُ
الآمالُ في وطني
وحـولهـا
عوسجُ الإفـسـاد
مـنـتـشـرُ؟!
وكيفَ ..
والخـوفُ بــاد ٍ
في تـلـفّـتـِـنـا
حـتّـى تـنــاكـرت الأقـــــدامُ
والأثــرُ؟!
ســبعٌ ..
وكمْ - يا عراقَ الصبـْر –
من نُدب ٍ
قد طرّزتْ
قـبلها
في جسمكَ
الغـِـيَــرُ!
كـأنـّمـا
من جــراح الـنـازفـيــن دمـاً
عـلـى ثــراك
أديــمُ الأرض يـأتــزرُ
إنـّي زرعـتـكَ
في قـلـبـي
بـنـفـسـجـة ً
فـصرتَ كالجـَمْـر
في جـنبيّ يسـتعرُ
أنـّى اتــّجهتُ
طيوفُ الـماء
تـتـبعـني من رافـديـك
ويمشي حوليَ الشـَّجَـرُ
كـأنّـهـا لـعــنـة ٌ
أنْ لـيـس أســكـنـُهـا
تـلـك الـديــار
ومنها الـقـلبُ
يـنـعـمرُ
سـبعٌ ..
ومن عـدِّهـِنَّ
الـناسُ قـد تعـبتْ
فـالقهرُ من صبرهم
يقـتاتُ
والضجرُ
تـرنـو شــبـابـيـكـُهم للأفـق
واهـمـة ً
أنّ الســـرابَ
الـذي تــرنـو لـه
مـطرُ
يســتـامهم
مـلءَ أوطـاني
قـراصـنة ٌ
منذ الخسـوف
بـِديـن المـكـر تـتّـجـرُ
كادوا مع الحوت
حتّى أنّ مـركِـبَهم
من كـيـدهم
كـاد بالأمــواج ينـشـطرُ
يا بؤسَ يونـسَ
لو يدري
إذ اقترعوا
أنّ السـهـامَ الـتي ألـقـَـوا بـهـا
غـَـرَرُ
يا بؤسَ بغداد
مذ ْ غابتْ أهـلـّـتــُهــا
واللـيـلُ
مـُرْبـدّة ٌ في عـيـنـِه
الصُّـوَرُ
مستوفزٌ
كـلُّ جُرح ٍ فـيـك ِ
سـيـّدتـي
وكـلُّ دمـع ٍ
على خـدّيـك ِ
مـُشـْتـَجـِرُ
أنتِ اشتعالُ الأسى
أنتِ احتراقُ دمي
إنْ قـلـتُ بغـداد ..
فـزّ الماءُ والحجرُ
ما هـمَّـني
كيف أنهي فـيكِ قـافـيـتـي
والـمبـتـدا
في شـفـاهي
أنت ِ
والخـبـرُ؟
سبع ٌ مضين َ..
ولا تمضي حكايـتـُنـا
إلا ويـبـزغُ
من جُـرح الأسـى
قـمـرُ !