توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يُهملون علاج انقطاع التنفس في أثناء النوم sleep apnea ولو لفترة قصيرة يواجهون خطراً أكبر للارتفاع في مستويات سكر الدم وهرمونات الشدة وضغط الدم.
وبحسب مُعدي الدراسة فإن الامتناع عن علاج انقطاع التنفس في أثناء النوم، ولو لبضعة أيام، يمكن أن يرفع من مستويات العديد من المؤشرات الحيوية الهامة في الجسم، مما يؤكد على أهمية استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر CPAP والذي يقي المصابين بتلك الحالة من انسداد المجرى التنفسي في أثناء نومهم.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جوناثان جون، الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: “تعد هذه الدراسة واحدة من أوائل الدراسات التي تُظهر الآثار المباشرة لانقطاع التنفس في أثناء النوم.”
وتُشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 20 إلى 30 في المائة من البالغين يعانون من حالات متفاوتة الشدة من انقطاع التنفس في أثناء النوم، مما يؤدي إلى نعاسهم في أثناء النهار، كما يمكن أن تؤدي بهم في النهاية إلى الوفاة. وكانت العديد من الدراسات قد وجدت ارتباطاً بين انقطاع التنفس في أثناء النوم وزيادة خطر السكري وأمراض القلب، رغم عدم إثبات علاقة مباشرة مع تلك العوامل.
قام الباحثون بمراقبة 31 مريضاً بديناً (20 ذكراً و11 أنثى) يبلغ متوسط أعمارهم 51 عاماً. وكان جميعهم يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة من انقطاع التنفس في أثناء النوم. وجرت مراقبتهم ليلاً مع استخدامهم لجهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر تارةً، ومع عدم استخدامهم للجهاز تارةً أخرى، ومتابعة نتائج فحوصاتهم لمدة يومين بعد كل ليلة. وقد تضمنت تلك الفحوصات قياس مستويات الحموض الدسمة في الدم، والإنسولين، وسكر الدم، وهرمون الشدة النفسية (الكورتيزول)، وضغط الدم. وقد لاحظ الباحثون ارتفاعاً في مستويات تلك المؤشرات عند المرضى بعد الليلة التي قضوها دون استخدام جهاز CPAP، وكان الارتفاع أعظمياً عند المرضى المصابين بحالات أشد من انقطاع التنفس في أثناء النوم.
وبحسب مُعدي الدراسة، فإن أحد جوانب القصور فيها هو أنها اشتملت فقط على المرضى البدينين، مما يعني بأنه من غير الوارد تعميم نتائجها على المرضى غير البدينين. وبالتالي لا بد من إجراء المزيد من الدراسات لتوضيح هذه العلاقة بشكل أكبر.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة علوم الاستقلاب والغدد الصم Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism.