الأرض كوكب الروائع بحق، فكل ما يحويه هذا الكوكب هو بحق رائع، فقد حباه الله بكل شيء جميل وميزه بذلك على سائر الكواكب، ومن بين أجمل المخلوقات على كوكب الأرض: الطيور، فهذه المخلوقات لما لها من روائع الألوان والأشكال ما يعد مثالاً فى جمال التنسيق، وبراعة التصوير، فكل لون ينسجم مع غيره بدقة بالغة لا يسع الناظر إلا أن يقول سبحان من صور فأبدع فأي فنان عظيم صبغ ريش الطيور بألوانها الرائعة وفق قواعد الهندسة الدقيقة كما فى الهدهد والببغاء والطاووس وغيرها كثير من الطيور البديعة، التي ما يفتأ الناظر إليها يفتتن بجمالها الأخاذ، ويعد الريش من أكثر النواحي الجمالية التي تتمتع بها الطيور، ولعل تصميم الريش تصميم معقد جداً، فهي ذو بنية سحرية معقدة تسمح بالطيران بأسلوب لا يمكن أن تضمنه أية وسيلة أخرى، وهى بنية متكيفة بشكل مثالي مع الطيران لأنها خفيفة، قوية، وذات شكل منسجم مع جسم الطائر، وهذا ما يجعل من الطيور تضفي على الطبيعة أجمل موسيقى يمكن أن تعزفها يد فنان، فمن منا لم تستهويه مشاهدة الطيور وهي في كامل رونقها في طبيعة هذا العالم الساحر؟
عندما يقوم أحدنا بفحص ريش الطائر فإنه يجد اختلافا في وظائف الريش حسب توزيعها على جسم الطائر، فالريش الموجود على الجسم يختلف عن الموجود على الجناحين و الذيل، حيث إن ريش الذيل يعمل كما هو معلوم على توجيه الطائر وكبح السرعة، بينما يعمل ريش الجناحين على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران، ولزيادة قوة ارتفاع الطيور ترفرف بأجنحتها، بينما عندما تكون متجهة نحو الأسفل تقترب الريشات من بعضها البعض لتمنع مرور الهواء من خلالهما.
إن جمال الريش وزخرفته يدل على أن هناك إرادة وعقلا أرادا أن يجعلها جميلة لتعبر عن ذاته الجميلة، إنه الله سبحانه الذي خلق فأحسن خلقه، والطيور مع كونها كائنات جديرة بالإعجاب في فن الطيران، فهي أيضاً ذاتُ جمال أخّاذٍ بالنقوش الفنية على أجسامها، اذ تستخدم الذكور نقوشاً وألواناً جذابةً لشد انتباه الإناث إليها، لما لهذه النقوش من آيات جمالية لا يمكن أن تفسر بأية صدفة.
أختم موضوعي هذا بباقة من الصور التي تبرز مدى إبداع الخالق في جمال الطيور: