بمعنى حاول أن تجد أقرب مخرج وتطلق ساقيك للريح، وتختفي من المكان بسرعة عالية تجعل فلاشات ساهر تتكهرب من كثر إنتاجيتها. ولكن لماذا ومتى هذا الفرار والهروب السريع؟ حسناً.. عندما تقدم في بيئة عملك إنتاجية عالية، واحترافية راقية، وانضباطية ممتازة، وتكون أنت العمود الفقري لعمل الإدارة أو القسم ومن ثم تحرم من الدورات التدريبية والتطويرية، الانتدابات، الإجازات السنوية، وغيرها بدعوى أن لا أحد يقوم مقامك بالعمل بهذه الجودة العالية! بينما يحصد كل ما سبق الموظف غير المبالي. عندها "حط رجلك" وابحث عن مكان يقدرك ويدفع بقدراتك ومهاراتك إلى الأمام.
عندما تقرأ خبراً عن جهود "نزاهة" وتحقيقها مع رئيس قسم وظّف أحد أقاربه، عندها "حط رجلك" إلى الصفحة الأخيرة وستمتع بأخبارها الطريفة اللطيفة البسيطة, وثق بأن تنظيف الدرج يأتي من أعلى السلم ففيه اختصاراً للوقت والجهد والمال!
عندما تشاهد مسؤولاً حكومياً في التلفاز يستخدم كلمة "قريباً" في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية من دون إخضاعها لجدول زمني واضح، عندها "حط رجلك" إلى القنوات التي تبث مسرحيات زمان وحدد مشهداً يرد على سعادته ويرسم البسمة على محياك ومحيا الجماهير المتذوقة والمتعطشة للمقاطع اليوتيوبية "الرسموهزلية".
عند محاورتك للآخرين في شبكات التواصل الاجتماعي استمتع بمعرفة كيف يفكر الآخرون ومدى عمق قراءاتهم للأحداث وتعلم واستفد, ولكن عندما يخرج الحوار عن دائرة الأدب إلى دائرة السب والقذف عندها "حط رجلك" إلى خانة بلوك وضع بينك وبين "المتجاوز" لفظياً حائط التقنية.
عندما تشعر بزكام خفيف وتذهب إلى مستوصف خاص ويُطلب منك ضرورة أخذ تحاليل للغدد الدرقية والبنكرياس وعمل أشعة التراساوند وغيرها من الطلبات الثقيلة مالياً، عندها "حط رجلك" إلى عجوز العائلة وقبل رأسها، واستمتع معها بالعلاج التقليدي والطب الشعبي ووفّر ميزانيتك المترنحة.
عندما تنهي قراءة هذا المقال، عندها "حط رجلك" إلى أعماق التأمل الواعي، ومن ثم تصفح المشاهد التي تطرق لها المقال، وأخرى تذكر تفاصيلها، لتعلم جيداً متى "تحط رجلك" دون جدال، ودون إضاعة للوقت والجهد والمال !