النحلة غلبت الفيل! نعم هذه حقيقة وليست نكتة، أمّا كيف ومتى؟ فإليكم التفاصيل: في بعض بلدان أفريقيا الوسطى ككينيا؛ فإنّ الفيلة أضرّت بمزارع الفلاحين، ومثلما الذّئاب تضرّ بقطيع الأغنام؛ فالفيلة تضرّ بمزارع الفلاحين، وتلحق أضرارًا فادحة بالمحاصيل، وقد حاول الفلاحون حماية حقولهم بحفر خنادق لتكون بمثابة الحواجز، ولكن جدواها كانت نسبية، وتسبّبت في هلاك الفيلة، وحتى بعض الناس.
وأمام هذه المعضلة، ولتحقيق المعادلة بين الحفاظ على المحاصيل الزّراعيّة وعدم التسبّب في موت الفيلة، اهتدت لوسي كينغ، الباحثة المختصة في علم الحيوانات بجامعة «أوكسفورد» إلى طريقة طبيعية تشبه الحيلة، وهي النحل.
فقد تأكد أن الفيلة تخاف من النحل؛ فلسعاتها تؤلمها جدًا، ثم تبيّن أنّ طنين النحل يرعب الفيلة ويخيفها؛ فتبتعد وتصدر أصواتًا لتنبيه بقية الفيلة بعدم الاقتراب من المكان، وتم تركيز خلايا نحل في حدود المزارع والحقول، وهذه الخلايا مرتبطة بأسلاك، كلما اقترب منها فيل ولامسها، إلا وحصل انزعاج لدى النحل؛ فتبدأ في الطنين ولسع الفيلة فتفرّ من المكان، وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها التامة، وتأكد أنها فكرة على بساطتها؛ فانّ نتائجها مضمونة، وهو ما جعل دولاً كثيرة تتبناها على غرار بوتسوانا وموزمبيق وتنزانيا وأوغندا وأيضًا سيريلانكا.
واعترافًا لها بجدوى هذه الطريقة الطبيعية البسيطة وأهميتها في حماية محاصيل المزارعين؛ فقد منحت منظمة الأمم المتحدة جائزتها للبيئة، للباحثة لوسي كينغ، كما مكنت هذه الطريقة الفلاحين من الاستفادة من خلايا النحل، بالحصول على دخل إضافي من خلال إنتاجهم وبيعهم للعسل.