12.05.18 4:17 | قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفيرقم المشاركة : ( 1 ) |
نائب المدير
إحصائيةالعضو | | | العمر : 38 | عدد المساهمات : 21275 | نقاط : 143240 | 2 |
|
| موضوع: قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفي قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفيدروس في الذكاء والدهاء وكيد النساء قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفي
على عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، كان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد ولاته على الشام، وكان الحجاج لا يرد له طلب سواء بالقوة أم بالرضى، فتزوج من امرأة اسمها هند، يحكى أنها كانت أجمل نساء زمانها قلبا وقالبا ودهاء وفطنة، رغما عنها وعن أبويها، وبعد مرور سنة على هذا الزواج غير المبارك، جلست هند أمام المرآة تستعرض جمالها أمام نفسها وتندب حظها وهي تقول: وماهند الا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل فإن أتاها مهر فلله درُّها ... وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل وقيل: إنها قالت: لله درّي مهرةُ عربية ... عُمِيت بليل إذ تَفخذها بغلُ فإن ولدت مهراً فلله درها ... وإن ولدت بغلا فقد جاد به البغل ُ وقيل إنها تعمدت قول هذين البيتين متجاهلة أنها رأت الحجاج خلفها في المرآة، فقط ليطلقها وتتخلص منه. فسمعها الحجاج وغضب من قولها غضبا شديدا، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إلى هند وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط، لو زدت ثالثة قطعت لسانك، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها الخادم فقال: لها: "كنت، فبنت" يعني كنت زوجته وأصبحت طليقته ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت: كنا فما فرحنا ... فبنا فما حزنا وقالت خذ هذة العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج
فأغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالها عند الخليفة عبد الملك بن مروان فأعجب بها وطلب الزواج منها وأرسل إلى عامله على الحجاز ليخَبرها له ..أي يصفها له، فأرسل إليه يقول: إنها لا عيب فيها، غير أنها عظيمة الثديين. فقال عبد الملك بن مروان: وما عيب عظيمة الثديين، تدفىء الضجيع.. وتشبع الرضيع" فأرسلت إليه كتابا تقول فيه "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، اعلم يا أمير المؤمنين أن الكلب ولغ في الإناء " فلما قرأ الخليفة عبد الملك بن مروان كتابها، ضحك من قولها وكتب إليها قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب" فلما قرأت كتابه لم يمكنها المخالفة وكتبت إليه تقول: "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فإني لا أجري العقد إلا بشرط، فإن قلت: ما الشرط ؟ أقول: أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها ويكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح واليا" فلما قرأ الملك عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك، فلم يستطع الحجاج الرفض، وذهب إلى بيت هند بنت النعمان وطلب منها أن تتجهز ففعلت، فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدمين وأخذ بزمام البعير يقوده وسار بها!! فصارت تسخر منه وتضحك مع خدمها وجواريها ثم قالت: لبلانتها اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها حتى قابل وجهها وجه الحجاج فضحكت منه، فأنشد هذا البيت: فإن تضحكي يا هند رب ليلة...تركتك فيها تسهرين نواحا فأجابتة بهذين البيتين: وما نبالي إذا أرواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب! المال مكتسب والعز مرتجع... إذا شفي المرء من داء ومن عطب فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك، فقالت للحجاج: يا جمّال لقد وقع مني درهم فأعطنيه فأخذه الحجاج وقال لها: إنه دينار وليس درهماً فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا، ففهمها الحجاج وأسرها في نفسه، أي أنها تزوجت خيرا منه وعند وصولهم تأخر الحجاج في الإسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره فرد عليه نحن قوم لا نأكل فضلات بعضنا، أو قال: ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال! ففهم الخليفة قصده وأمر أن تدخل زوجته بأحد القصور، ولم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر فعلمت هي بسبب عدم دخوله بها، فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه في أمر ما! فلما رأته تعمدت قطع عقد اللؤلؤ، ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآلىء فلما رآها عبد الملك...أثارته روعتها وحسن جمالها وندم لعدم دخوله بها لكلمة قالها الحجاج وهي: ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ....سبحان الله فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله؟ فقالت: إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك قال: نعم قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر فقال: متهللا .نعم والله..صدقت، قبح الله من لامني فيك، ودخل بها من يومه هذا. فغلب كيدها كيد الحجاج |
| |