غداً يستيقظُ النهار
يمرّ البرد بين أناملي وخلف الظلال
تمضي عيونكَ من عيوني ..
وتذهبُ إلى الكَفْر بعد المساء
يهرسني الوجع المسماريّ ..
وفسفور خائب بعد الأذان
يا صاحبي ..يا رضيع الشتاء
ارضع الرصاص ووجه أمك بين الدمار
ارفع صوت الذبيحة ونباح القنابل
وغطيني واعتذرْ للجدار عن أشلائي
فعمري في الطريق..وسأعود وخطوط يدي
عندما ينام الصباح
اهدأ يا بحر وثّق خطى المدافع وعويل الرمال
يا صاحبي ..يا جرح الأمومة
اجمع دفء العراء وعد
إلى جفون أمك قبل الركام
واحمل صوت البارود في حقائب الطفولة
وامسح آثار دموعكَ من دموعي
لا تسألوا الطفولة أين انتهت ..!!
بل اسألوني عن طعم القنابل ووجهي المغبّر
وعمر غزة هذا الشتاء
عندما يجيء الليل
لا تسألوني عن لونه
بل اسألوني عن أنين الزنابق ..وجرحي
واسألوا الآه عني
نم يا رضيع المقابر
على أشلاء اخوتك
واشرب الحساء من دمي
واقطف ورود الغربة
فغداً تستقيل الطفولة منا
غداً يستيقظ النهار
غداً يستيقظ النهار
مما رآق لي