11.11.16 9:08 | زمن المتسلقينرقم المشاركة : ( 1 ) |
نائب المدير
إحصائيةالعضو | | العمر : 36 | عدد المساهمات : 5565 | نقاط : 112507 | 20 |
|
| موضوع: زمن المتسلقين زمن المتسلقين المتسلقون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت صغيراً لم أتوانَ عن تسلق جدران البيت والمدرسة وبيوت الجيران، كانت هواية غريبة لم أكن بارعاً فيها وحدي، بل برع فيها العديد من الأولاد وكذلك البنات، بسبب الشقاوة وحب الاستطلاع وأشياء أخرى كثيرة. ------ كنت أعتقد آنذاك أن التسلق فقط على الأشياء الجامدة والأشجار، وكما تفعل القرود والحيوانات في برنامج صراع البقاء، و لكن لم يكن يخطر لي على بالأن للتسلق أنواعاً كثيرة لم يكن يستوعبها عقلي الصغير الذي كان بالكاد يستطيع حفظ معادلات دروس العلوم، وقصائد النابغة الذبياني في مرحلة الدراسة. ---------------- تعلمت الكثير من الأشياء ولا أزال أتعلم، فأصبحت أعرف أن التسلق ليس حكراً على الأولاد في ذروة «الشطانة» والشقاوة، عندما عشنا في زمن البراءة، بل اكتشفت أن التسلق ما بعد عمر العشرين يختلف كثيراً عن أي تسلق آخر، إنه التسلق الذي من شأنه أن يرفع شأن الإنسان، ويزيد دخله المادي، يتولى من خلاله المناصب، ويدوس على غيره من الناس بلا إحساس، ليصبح متسلقاً بامتياز. ----------- عرفت أن هناك المتسلق باسم الدين، ويا ويلتاه من هؤلاء الذين باتت تتعرى وجوههم، وتنكشف عوراتهم بعد ثورات الربيع العربي. هم لا يختلفون عن أولئك الذين نعقوا ولا يزالون ينعقون في القنوات الفضائية تارة في تفسير الأحلام، وتارة في الفتاوى العابرة للقارات، وتارة في جمع التبرعات.
وهناك المتسلق باسم الوطن، نعم حتى الوطن هناك من يتسلق باسمه، ليبدو الوطني الغيور ولا أحد غيره، يحاول أن يبدو شديد الوطنية وغيره ليست لديه أدنى وطنية، يحارب على جميع الجهات، كل أفعاله يبررها بالوطنية حتى لو أساء للوطن، ومن يختلف معه قد يصبح فجأة خائناً للوطن. وبعد أن يحصل على مبتغاه هنا وهناك، تبدأ الوطنية عنده بالأفول، ويستلم غيره الدفة، فما أكثر من يتسلق باسم الوطن. -------------
والبعض يتسلق باسم الحرية، فصارت الحرية النغمة السائدة في كل مكان، الحرية للشعب، الحرية للمرأة، وغيرهما من تلك الشعارات الزائفة، وعندما يصل للهدف المنشود، لا مانع لديه من قمع الحرية والاستبداد بالرأي والدكتاتورية بحجة المحافظة على الحرية! ------------------------ علمتني الحياة أن لكل زمان ومكان متسلقين، ولكن في هذا الزمان مستعد لأن أبصم بأصابع يدي ورجلي معاً أن أعدادهم هنا وهناك لا تعد ولا تحصى. إنه بصراحة زمن المتسلقين، وبغض النظر عن أنواعهم وأشكالهم التي باتت أكثر وضوحاً، فإن ذلك لا يمنع من وجود الطيبين والمخلصين والوطنيين، أجارنا الله من المتسلقين ومما يصنعون.
|
| |