25.10.18 10:56 | فضل سورة المزملرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 5866 | نقاط : 69832 |
|
| موضوع: فضل سورة المزمل فضل سورة المزملتعدُّ سورة المزَّمل من السور االمكية، وهي من أوائل السور التي نزلت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة وهي ثالثُ سورةٍ من حيث النزول بعد سورتَيْ اقرأ والمدَّثر، وهي في الجزءٍ التاسعِ والعشرين وفي الحزب الثامنِ والخَمسين، رقمُها من حيث الترتيب في المصحفِ الشريف 73، عددُ آياتِها 20 آية، سمَّيت بالمزمِّل نسبةً للنداء الذي توجَّهت به السورة إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من بابِ التلطُّف والمؤانسة، والمزَّمل هو المتغطِّي بثيابه، وسنبيِّنُ في هذا المقالِ فضل سورة المزمل وبعضَ ما تضمَّنته من عبر وأحكام.
مضامين سورة المزمل بيَّنَت السورةُ في بدايتِها بعضَ الأوامرِ التي كلفَّها الله تعالى لنبيِّه، وأوضحَت أن الدعوةَ تحتاجُ إلى جهدٍ عظيم وبذلٍ وتضحياتٍ كبيرةٍ في سبيل الله من السهرِ والتعَّب وقيامِ الليل وقراءة القرآن الكريم وذِكرِ الله تعالى، قال تعالى: “يا أيُّهَا المزَّمِّلُ * قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا * أوْ زدْ علَيْهِ ورَتِّلِ القُرآنَ ترْتِيلًا”1)، وحثَّت على التوكُّل على الله تعالى والصبرِ على أذى المُشركين، قال تعالى: “واصبِرْ علَى ما يقُولُونَ واهجُرْهُمْ هجْرًا جمِيلًا” 2)، ثم هدَّدت الكافرين المكذِّبينَ بعذابٍ شَديدٍ كما حلَّ بِقوم موسى -عليه السلام- الذين كذبوه فأغرقَهم الله في الدُّنيا ولهم في الآخرةِ عذابٌ أليم.
وخُتمَت السورةُ بتخفيفِ قيامِ الليل الذي كان مفروضًا على المؤمنينَ لمدَّةِ سنة كاملةٍ، وأمرَت المسلمين بإقامةِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ والإنفاقِ في وجوه الخير جميعها، قال تعالى: “إنَّ ربَّكَ يعلَمُ أنَّكَ تقومُ أدنَى منْ ثلُثَيِ اللَّيلِ ونِصْفَهُ وثُلُثهُ وطائِفَةٌ منَ الَّذينَ معَكَ واللَّهُ يقدِّرُ اللَّيلَ والنَّهارَ علِمَ أنْ لنْ تحْصُوهُ فتَابَ علَيْكمْ فاقرَءُوا ما تيَسَّرَ منَ القُرآنِ علِمَ أنْ سيَكُونُ منْكُمْ مرضَى وآخرُونَ يضرِبُونَ في الأَرضِ يَبتغُونَ منْ فضْلِ اللَّهِ وآخرُونَ يقَاتِلُونَ في سبِيلِ اللَّهِ فَاقرءُوا ما تيَسَّرَ منْهُ وأَقِيمُوا الصَّلَاة وآتُوا الزَّكاةَ وأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرضًا حسَنًا ومَا تقَدِّمُوا لِأنْفُسِكُمْ منْ خيْرٍ تجِدُوهُ عنْدَ اللَّهِ هوَ خيْرًا وأَعْظَمَ أجْرًا واستَغْفِرُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غفُورٌ رحِيمٌ” 3) 4).
فضل سورة المزمل لم ترِدْ في فضل سورة المزمل أحاديث خاصَّة بالسورة عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- وإنَّ كلَّ ما رودَ عبارةٌ عن أحاديث ضعيفةٍ وموضوعةٍ لا أصْلَ لها، ويكمُنُ فضل سورة المزمل كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريمِ كلِّه للمسلمِ فيها أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ المشهورِ الذي قالَ فيه رَسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ” 5)، وفضلُها أيضًا في تطبيقِ ما جاءت به من أحكام سنَّها الله تعالى للمسلمين في كتابه العظيم، فلا فضلَ في قراءة القرآن دون عملٍ بما جاء به من أحكام وقواعد تكفلُ السلامةَ والنَّجاةَ والرَّاحةَ للإنسانِ في دُنياه وآخرتِه. 6).7) حكم قيام الليل في سورة المزمل كان قيام الليل مفروضًا على المسلمينَ في بدايةِ الدعوةِ الإسلاميَّة؛ قال تعالى: “قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا”،، ثم نزلَت بعد سنة كاملةٍ آخرُ آيةٍ في السورة خفَّفت عن المسلمين في قولِه تعالى: “فاقْرَءُوا ما تيسَّرَ منَ القُرآنِ علِمَ أنْ سيَكُونُ منكُمْ مرضَى وآخرُونَ يضرِبُونَ في الأَرضِ يبتَغُونَ منْ فضلِ اللَّه وآخرُونَ يقاتِلُونَ في سبِيلِ اللَّهِ فاقْرءُوا ما تيَسَّرَ منْهُ” 9).
وفي الحديث عن سعد بن هشام قال: “يَا أم المؤمنين أنبِئيني عَن خلقِ رسول اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-؟ قالَت: أليسَ تقرَأُ القرآنَ؟، قلتُ: بلى، قالَت: فإنَّ خلُقَ نبيِّ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- القرآن، فَهمَمتُ أن أقومَ فبدا لي قيامُ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- فقلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أنبئيني عن قيامِ نبيِّ اللَّه -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم- قالَت: أليسَ تقرأُ هذِهِ السُّورةَ “يَا أيُّهَا الْمزَّمِّلُ”، قلتُ: بلى، قالَت: فإنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- افترضَ قِيامَ اللَّيلِ في أوَّل هذهِ السُّورةِ فقامَ نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حولًا حتَّى انتفخَت أقدامُهم، وأمسَكَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- خاتِمتَها إثنَى عَشرَ شَهرًا، ثُمَّ أنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- التَّخفيفَ في آخرِ هذِهِ السورةِ فَصارَ قِيامُ اللَّيلِ تطوعًا بَعدَ أنْ كَانَ فَريضةً”،10)
المراجع 1. ↑ {المزمل: الآيات 1، 2، 3، 4} 2. ↑ {المزمل: الأية 10} 3, 9. ↑ {المزمل: الآية 20} 4. ↑ تفسير سورة المزمل، “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرف 5. ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما 6. ↑ سورة المزمل، “www.al-eman.com”، اطُّلع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرف 7. ↑ أجر قراءة القرآن، “www.islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرف 8. ↑ {المزمل: الآية 2، 3} 10. ↑ الراوي: سعد بن هشام، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 1600، خلاصة حكم المحدث: صحيح 11. ↑ تفسير قم الليل، “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرف |
| |