1ــــ تقنين شرب النفساء للماء لأقل كمية فالمعتقدات القديمة تشير إلى ضرورة تقنين شرب الماء ليقتصر على كأس صغيرة عند عطشها الشديد. ويعتبر ذلك من السلوكيات المضرة وبخاصة لكونها تتعرض لفقدان الدم أيضا، فيترتب على ذلك جفاف الأم ومضاعفاته الصحية ونقص إدرار الحليب. وفي المقابل، يجب عليها الإكثار من شرب الماء للحفاظ على إدرار الحليب، والوقاية من مضاعفات الجفاف التي تزيد شعورها بالتعب والإنهاك وفرصة حدوث الإمساك والالتهابات. كما لا يسبب الماء الكرش، لكونه يخرج مع العرق والبول.
2ــــ عدم الاستحمام إلى حين تعدي اليوم العاشر لا يوجد أي مانع طبي يحول دون استحمام الأم في اليوم التالي للولادة الطبيعية، ويفضل ان تستحم حتى تحافظ على نظافة جسمها. وحتى في الولادة القيصرية، فما يمنع السيدة عن الاستحمام مباشرة هو حالة الجرح. وعادة ما يسمح لها ذلك بعد خامس يوم، ولكن مع شرط الحرص على تغطية الجرح.
3ــــ الابتعاد عن الملح تماماً قد يكون اثر ذلك مهماً عند الحامل التي عانت من التورم وانحباس السوائل في جسمها، نتيجة إصابتها بارتفاع في ضغط الدم أو مشاكل في الكلى. بيد ان الأمر لا علاقة له بالحامل الطبيعية السليمة، فيمكنها بعد الولادة إضافة ما تستسيغه من الملح.
4ــــ شرب عدة أنواع من شاي الأعشاب لبعض الأعشاب فوائد صحية لا يمكن إنكارها وان كان يغفل تحديد جميعها. ومن الناحية الطبية، يعتبر شرب النفساء للسوائل الدافئة والمهدئة للأعصاب أو المنعشة مفيدا جدا لها ولو من الناحية النفسية على الأقل. ولكن لا يمكن إثبات ضرورة شرب نوع معين أو ضرر الامتناع عنه.
5ــــ استخدام تحاميل عشبية لتطهير منطقة المهبل وشدها يوجد لدى بعض محلات العطارة نوع من التحاميل تحتوي في الغالب على مادة «الشبة»، وقد شاع استخدامها سابقا لتطهير المهبل ولتضييقه أيضا. وللتوضيح، فمادة «الشبة» حمضية واسيدية تسبب نوع من الحروق الكيميائية للمنطقة بما يسبب حدوث جروح وتليفات وما يترتب عليه من شعور السيدة بضيق المهبل. والمشكلة ان استخدام هذه التحاميل قد يؤدي إلى تحسس المنطقة بشكل التهابي أو الى ضيق المهبل بشكل يمنع العملية الجنسية أو التهابات حادة نتيجة عدم نظافة محتوي التحاميل. وفي المقابل، تتوافر حاليا تحاميل طبية آمنة ومعقمة ومطهرة للمنطقة.
6ــــ ضرورة تناول الحسو والبهارات الحارقة ليس هنالك من ضرر في تناول الحسو والأكلات التي تقرنها الأعراف الاجتماعية بفترة النفاس، ولكن لابد من التنبيه على أن بعضها يحتوي على سعرات حرارية عالية (نتيجة السكريات والدهون)، ولذا لابد من تقنين تناولها حتى لا يسبب الإفراط في تناولها حدوث زيادة في الوزن والسمنة. وبالنسبة لمغالاة البعض في إضافة البهارات الحارة أو الحارقة (وبخاصة الفلفل) فيرجع ذلك لكونها من المسهلات، والاعتقاد ان ذلك يسهم في نظافة الأم. بيد ان الإسهال يرفع فرصة تلوث جرح الولادة، كما قد يتحسس جسم المرأة أو الجنين الذي يرضع منها من الفلفل.
7ــــ ضرورة نوم النفساء على ظهرها باستمرار في الحقيقة، تنصح النفساء بالنوم على بطنها بعد مرور أسبوع من الولادة، حتى تتفادى حدوث حالة الرحم المنقلب. فسبب حدوث الرحم المنقلب في 15% من الحالات يعزى لعيب خلقي، وأما في باقي الحالات فينتج عن سلوكيات المرأة وبخاصة استلقاؤها الدائم على الظهر أثناء فترة النفاس. وللتوضيح، فمن مضاعفات هذه الحالة: شعور السيدة المزمن بالثقل وألم في الحوض وأسفل الظهر، كما قد يسبب ضغطا على المثانة وسلس البول.
8ــــ فائدة تناول الأسبرين يشير بعض الأطباء إلى فائدة تناول الحامل الأسبرين، بيد ان تناوله ليس مفيدا للجميع. فقد بينت الدراسات ان تناول هذا العقار مفيد للحالات التي تعاني من مشاكل صحية معينة، أو لمن تكرر لديها الإجهاض. ولكن لا يجب على الحامل السليمة ان تأخذه.
نقص الماء قد يسبب الولادة المبكرة قد يتسبب جفاف الحامل في حدوث الولادة المبكرة، والتي تعد من مخاطر الحمل بشكل عام. ومن هنا تأتي النصيحة بشرب الماء عند إحساسها بالانقباضات المبكرة أو آلام البطن خلال الشهور الأخيرة. لذا يشدد أطباء النساء والولادة على ضرورة تناول الحامل ثمانية أكواب من الماء على الأقل يومياً. وينصح بشربها بين الوجبات بدلاً من شربها خلالها للتغلب على مشكلة امتلاء المعدة، التي تجعل من وجود الطعام والشراب في مكان واحد صعباً. ومن دلالات كفاية ترطيب الجسم تكرار الذهاب إلى الحمام مع رؤية لون صاف وشاحب للبول وبلا رائحة.
الولادة القيصرية لها مخاطر بعد تحليلها لأكثر من 100000 حالة ولادة، حذرت دراسة بريطانية الحوامل من آثار ومخاطر الولادة القيصرية، ونصحت بعدم اللجوء إليها إلا في حالات الضرورة عند وجود مؤشر طبي على حاجتها لتحسين النتيجة للأم أو الوليد، وبما ينفي الاعتقاد الخاطئ بأن اختيار الولادة القيصرية هو البديل الأسهل للولادة الطبيعية. وشددت على أهمية مناقشة الحامل لأخطارها المحتملة مع الأطباء قبل الخضوع للعملية. حيث أكدت الدراسة على ارتفاع نسبة حدوث المضاعفات المرضية عند الولادة القيصرية بلا أسباب طبية ملحّة بمعدل 2.7 مرة مقارنة بالولادة الطبيعية. ومن أهم المضاعفات والمخاطر: ارتفاع نسبة الوفاة أثناء الولادة واستئصال الرحم وموت الجنين والحاجة إلى العلاج داخل العناية المركزة أو نقل الدم. فيما أكدت نتائج دراسة أخرى على ارتفاع خطر الإصابة بالجلطة الدماغية عند من خضعن لعملية قيصرية في العام التالي مقارنة بمن يلدن بصورة طبيعية. بيد أن الخطر لا يزال منخفضا جدا، فالمعدل التراكمي لفترة 12 شهراً هو %0.05 بعد الولادة الطبيعية و%0.08 بعد الولادة القيصرية.
بينما أوضحت دراسة نشرتها الدورية الطبية البريطانية أن العمليات القيصرية تزيد في بعض الحالات من احتمال وفاة المواليد بنسبة %70 . وقال خوسيه فيلار أخصائي الولادة بجامعة أوکسفورد القائم بالدراسة: «شاع إجراء هذه العمليات لولادات يمکن أن تتم بصورة طبيعية. وعليه فهذه العمليات تعد تدخلا ليس له ضرورة طبية مما يفسر ارتباطها بالمشاکل للأم والطفل».
آثار جانبية مضرة على صحة الجنين
تشير كثير من الأبحاث إلى أن ما يقرب من نصف حالات الولادات القيصرية تتم وفقا لرغبة الأم وليس لحاجتها الصحية، وأن نحو ثلثها يتم إجراؤها قبل موعدها مما يسبب مشاكل صحية للمولود. كما بينت الدراسات التي نشرتها مجلات عالمية معروفة ارتباط هذه العمليات بأخطار ومضاعفات مرضية على المواليد. ومن أهمها:
1 - تغييرات جينية لوحظ أن مواليد العملية القيصرية المخطط لها يواجهون تغييرات في حمض خلايا الدم البيضاء النووي. فقد حلل باحثون سويديون من معهد كارولينسكا الفريق، عينات دم من الحبل السري لــ 37 مولوداً فور ولادتهم، وبعد ذلك بثلاثة إلى خمسة أيام ، لدراسة الحمض النووي والتغيير الكيميائي في خلايا الدم البيضاء (جهاز المناعة). لتظهر النتيجة وجود ارتفاع في معدل تمثيل الحمض النووي بين من ولدوا بالعمليات القيصرية فور ولادتهم مقارنة بمن ولدوا ولادة عادية. بينما انخفضت مستويات تمثيل الحمض النووي فيمن ولدوا بعمليات قيصرية لتتشابه مع الآخرين، بعد مرور ثلاثة وخمسة أيام من الولادة. وقد بين الباحثون ان هذه التغييرات قد تكون لها صلة بارتفاع فرصة إصابة الذين يولدون بعملية قيصرية مخطط لها بأمراض مثل السكري والسرطان والربو في مرحلة لاحقة من العمر. وأكدوا أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد سبب ارتفاع تمثيل الحمض النووي بعد الولادات بعملية قيصرية.
2 - ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري أكدت دراسة بريطانية زيادة نسبة إصابة مواليد العملية القيصرية بالسكري من النوع الأول بحوالي %20 مقارنة بمواليد العملية الطبيعية. وقد ارجع الباحثون السبب جزئيا نتيجة لتعرض المواليد خلال الولادة القيصرية لبكتيريا المستشفيات (ليس بكتيريا الأم).
3 - خطر الإصابة بالربو لاحظت دراسة ارتفاعا في خطر إصابة مواليد العملية القيصرية بالربو، وبردود أفعال تحسسية أخرى في مرحلة الطفولة، وأعزوا ذلك الى عوامل تأثير في نمو وتطور جهاز المناعة. فقد قام الباحثون بمقارنة إخماد خلايا t المنظمة لدى 50 من مواليد العمليات القيصرية و68 من مواليد الولادات الطبيعية لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالربو، بما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة. والجدير بالذكر، فتنشيط خلايا t المنظمة يؤدي إلى الإصابة بالربو وبردود أفعال تحسسية أخرى. وقد أظهرت النتائج انخفاضها لدى مواليد العملية القيصرية مقارنة بمواليد الولادة الطبيعية، بما يفسر انخفاض خطر إصابة مجموعة مواليد الولادة الطبيعية بالربو وردود الفعل التحسسية في مرحلة الطفولة، مقارنة بمواليد العملية القيصرية.
وأوضح الباحث الدكتور نوك لي الأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو أن الضغط النفسي المتعلق بالولادة وما يتعرض له المولود من «ميكروب» خلال الولادة الطبيعية له تأثير إيجابي في تقوية الاستجابة المناعية للطفل، ويقوي مناعته من الأمراض والمحسسات.