.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( كفانا تعرّي لبيوتنا وحياتنا )
منشورات يومية على مواقع التواصل الإجتماعي ..
-أنا سأذهب إلى البحر مع عائلتي ..
-مبروك لزوجي السيارة الجديدة..
-أنا في المول الآن ..
-صورة أولادي بملابس العيد..
-معزومة عند دار أهل زوجي ..
-هذه صورة مائدة الطعام لليوم ..
-عشاؤنا اليوم في المطعم الفلاني ..
-باركوا لي .. هذه هدية من زوجي الله لا يحرمني منه ..
-أنا وزوجي بالمطار الفلاني بانتظار الطائرة إلى البلد الفلاني ..
- نحن الآن وصلنا إلى المنتجع الفلاني ..
وغيرها الكثير الكثير من الحالات التي أصاب جنونها معظم الناس اليوم !!
كل هذه المنشورات نراها يومياً، ولا نعلم أننا نعري بيوتنا، وأدق خصوصيات حياتنا بهذه الطريقة، ونكشفها للناس، ولا نلتفت إلى أن هناك عيون حاسدة وحاقدة ومتربصة..
كل تلك الأمور تفتح أبواباً كثيرة عليكم، أقلُّها : الحسرة لمن قرأ وشاهد، مروراً بالحسد، وأشدُّها الموت !
يقول الله تعالى:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}
هو نبي كريم ويخبر إبنه النبي، ويحذره من حقد إخوته، فما بالكم بغريب الدار ؟!
وقال رسول الله ﷺ :
" الرؤيا الحسنة من اللَّه، فإذا رأى أحدكم ما يُحب، فلا يُحدِّث به إلا من يُحِّب "
[ رواه البخاري ومسلم ]
تخيلوا مجرد رؤيا حسنة جميلة في المنام، أوصاك النبي عليه الصلاة والسلام أن لا تخبر بها إلا من تُحِّبه وتثق به، وتعلم يقيناً أنه يُحبك ويتمنى لك الخير، وهي مجرد رؤيا، فما بالك بما هو أكبر !!
وقال رسول الله ﷺ:
" العَينُ حقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابقُ القَدرَ، لسبقتْهُ العينُ"
[رواه مسلم]
أيها الإخوة والأخوات .. إحفظوا أسراركم، وزواجكم، وأولادكم، وصوركم، وأخباركم، وخصوصياتكم، وابتعدوا بها عن أعين الناس قدر ما استطعتم ..
إحفظوا صور الترف والبذخ ولا تنشروها، لا تتباهوا بتصوير سهراتكم، وطاولات طعامكم وألوانها، إحتفظوا بها لأنفسكم !
حولكم أممٌ تتألم، أممٌ تموت، أناسٌ جياع، والله لا يملكون ثمن رغيف خبز، خائفون لا يستطيعون الخروج من بيوتهم !!
حافظوا على بيوتكم وأبنائكم من العين والحسد فأنتم والله تقتلونهم وتقتلون أنفسكم، إرحموا حياتكم الزوجية واستتروا بها عن أعين الناس .
فليس هناك أسمى من حياة زوجية وأسرية مغلفة بالسرية، بتفاصيلها الدقيقة الخاصة جداً ..
هي كتاب مغلق لا ينبغي أن يقرؤه ولا يعيشه إلا أصحابه فقط .
راتب النابلسى