23.02.19 20:11 | أريد أن أتغير.. ولكن.!!رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو فعال
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 619 | نقاط : 44723 |
|
| موضوع: أريد أن أتغير.. ولكن.!! أريد أن أتغير.. ولكن.!!- البلد طاردة! - المجتمع ما يشجع! - الظروف صعبة! - الحكومة ضيَّقت علينا! - ما في زمن! - ما في قروش!
وهكذا يعلّق أغلب الناس أسباب فشلهم على مِشْجب الظروف وشمَّاعة الحكومات والمجتمعات، دون أن يستصحبوا الأسباب التي تتعلق بأنفسهم. فيذكرون كل ما يتعلق بالآخرين من تقصير وتفريط، بينما يبرئون ساحتهم وما فيها من همة قاصرة، وعزيمة فاترة، وتضييع للأوقات، وكسل وخمول، وقلة توكل على الله، وضعف ثقة بالنفس!
وينسى هؤلاء أن التغيير الحقيقي يبدأ بالنفس، بمعرفة الذات جيداً، وما فيها من نقاط القوة ونقاط الضعف، ومن ثم تقوية نقاط القوة وزيادتها، وتقليل نقاط الضعف والتخلص منها، ومن ثم تحديد الأهداف الواضحة، ووضع الخطط على ضوء معرفة الذات وقراءة الواقع.
نعم، قد تكون الأسباب المذكورة في مطلع المقال حقيقة وواقعاً معاشاً، وتشكل عقبات وعراقيل جابهت كثيراً من الناس في طريق النجاح والتغيير، لكن خبراء التنمية البشرية يقولون إن العوامل الخارجية لا تشكل سوى 20% من أسباب التغيير، بينما تشكل العوامل الداخلية 80% من أسبابه. لكن المتأمل في الواقع يجد أن 80% من الناس يعلقون أسباب فشلهم على العوامل الخارجية، مع أنها لا تمثل سوى 20% كما ذكرنا! ثم إن أيَّ نجاح وتفوُّق لا يُدرك بالنوم وراحة الجسد، والأحلام الوردية والأماني الزائفة؛ بل لا بد من تعب وكد، واجتهاد وسهر، ووصل لليل بالنهار.
ولا بد من محن وابتلاءات، وامتحانات وصعوبات، وهذا ما لا يقدر على تجاوزه أصحاب الهمم الدنيئة والعزائم الوضيعة.
وصدق المتنبي حين قال:
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ وكَذا تَطْلُعُ البُدورُ عَلَيْنَا وكَذا تَقْلَقُ البُحورُ العِظامُ
فالتشخيص السليم للمشكلة التي تجابه كلاً منا دون مكابرة إو إلقاء للوم جزافاً على الآخرين، هو بداية التغيير الحقيقي الذي يبدأ بتغيير النفس بعد معرفة ما فيها من طاقات وإبداعات، ومعالجة ما يعتريها من قصور وضعف؛ مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]. أما إلقاء اللائمة والتبعة على الآخرين، والبكاء على اللبن المسكوب والحزن على الماضي التليد؛ فلن يقدِّم صاحبه خطوة واحدة نحو الأمام، هذا إن لم يتقهقر إلى الخلف. مقال للكاتب علي طمبل |
| |