12.03.19 2:03 | في الصور فيض خواطررقم المشاركة : ( 11 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | | العمر : 28 | عدد المساهمات : 2398 | نقاط : 85428 | |
|
| موضوع: رد: في الصور فيض خواطر في الصور فيض خواطر*دعوة أم الصغار* قصه حقيقيه حدثت في السودان: يقول: صاحب مطعم بإحدى ولايات السودان الشرقية أنه كان يستعد لتقديم وجبة العشاء في إحدى ليالي الخريف، وبعد تجهيز الوجبة والاستعداد لاستقبال الزبائن بدأت الأمطار بالهطول، فأظلمت السماء وانقطعت الكهرباء وبدأ اهل السوق فى المغادرة. أصبح الظلام دامساً فقمنا بإشعال الفوانيس واتفقنا على المغادرة وإغلاق المطعم بعد هدوء الأحوال, واحتسبنا الطعام المعدّ في عداد الخسائر، إذ لا توجد مبردات كافية، ناهيك عن انقطاع الكهرباء . وأثناء انشغالنا بالحديث لاحظت سواداً يتحرك فى ظل الفوانيس حول إحدى المحلات المقابلة لمطعمي, أخذت الفانوس والعصا ظناً مني أنه لص يريد كسر إحدى الدكاكين . اقتربت من السواد المتحرك وعلى ضوء الفانوس الضعيف تبينت فيه أنه امراة وطفلين غاية في الضعف والخور, فسألتها ان كانت تحتاج لشيء؟ فطلبتْ طعاماً لأولادها. أطعمت المرأة من خير ما عندي وأعطيتها ما تيسر من المال, فبكت المراة بكاءً لفت نظري! سألتها عن سبب بكائها؟ فأخبرتني أن زوجها توفي وترك لها هؤلاء الأطفال، وأن هذا هو يومها الثالث من غير طعام فكل ما تجده توفره للصغار!. أعطيتها ظهري فأنا في السوق أسمع مئات القصص من هذه الشاكلة ولا أحفل بها كثيراً, تَمتمتْ الأم وأنا أهرب من الأمطار : *الله يوسع عليك الليلة زي ما وسعت على أولادي* قلت : *آمين*. السوق أُقفل أو بالكاد، والمطر منهمر والبروق عاصفة، والساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل, وأنا في تأملاتي وحساب خسائري الليلة.. وإذا بباص سفريات يقف مباشرة أمام مطعمي، ولا أدري من أين جاء، إذ لم أسمع صوت المحرك! سألني قائد الباص : ألديكم طعام؟ أجبت بنعم, فقام بإنزال أكثر من أربعين رجلا تبدو عليهم آثار السفر, وقمنا ببيع كل الطعام، حتى أننا قمنا بطبخ جزء من الطعام المعدّ ليوم غد, وبعنا حتى بقايا الخبز الجاف بالشوربة! يقول صاحبي: وأنا أقوم بحساب الأرباح ومعي عمالي، ونحن متعجبون من هذا الرزق العجيب؛ قال أحد العمال : *أيش عملت من عمل صالح هذا اليوم؟!!* انتفضت كالملدوغ وأنا أتذكر دعوة أم الصغار: *"ربّ يوسع عليك الليلة"* .. إنها دعوتها بالتأكيد قد استجاب الله لها.. وسبحان الله، كيف ربط هذا العامل سعة رزق اليوم بعمل صالح !! خرجت تحت المطر كالمجنون باحثاً عن الأم في أنحاء السوق .. وبعثت حتى بعمالي إلى الأرجاء ولكن لم نجدها. ومشيت هنا وهناك .. أين أنت يا أم الصغار تدعين لي مرة أخرى؟! قال عليه الصلاة والسلام: *(هل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)* أسعد الله أوقاتكم برضا ربكم عنكم |
| |