القلق والخوف شعوران يكملان بعضهما البعض ويعتبر الانسان الذى يشعر بالق والخوف باستمرار مريض نفسي ويجب ان يخضع لفترة علاجية .
الخوف والقلق أمران مُتلازمان يُصاب بهما الإنسان الطبيعيّ وتعتبر من الحالات النفسيّة الطبيعيّة طالما أنّها في حُدود المعقول وفي حُدود المألوف ، وتتحوّل إلى أمر مرضيّ وحالة غير صحيّة في حالة أنّ الإنسان يشعر بها بشكل دائم ، وتبدأ بالتأثير على حالتهِ النفسيّة وتمتدّ بلا شكّ إلى التأثير البيولوجي أو الحيوي على الجسم ، والاستسلام للقلق والخوف هو أمرٌ في غاية السوء ، ويجب على الإنسان أن يُبعد القلق والخوف عنهُ بأية طريقة حتّى لا يتغلغل في أعماقه ويصبح من سماتِه النفسيّة والعضويّة.
كما قّلنا أنّ الخوف والقلق أمران متلازمان ولكن لكلّ شعورٍ منهما وضعٌ خاصّ يختلف عن الآخر ، فالخوف هو نتيجة طبيعية وشعور لأمرٍ ما يتعرّض لهُ الإنسان أو أنه مُقبِلٌ عليه ، أمّا القلق فهوَ شُعورٌ سابق لأوانه وترقّب للمستقبل أو استرسال فب التفكّر فيما سيحدث وما نتنبأ وقوعه ، والقلق من أمرٍ ما يجب أن يُواجه بطريقةٍ مُباشرة تصرفهُ عنّا وتستبدل هذا الشعور بالتفاؤل بما سيحدث وتوقّع الأمر الإيجابيّ ، فلو جائنا أمر فيه خير فهذا ما نتمنّاه ولو كان غير ذلك نكون على الأقلّ قد أرحنا أنفسنا من سوء التفكير والقلق الذي كادَ أن يقضي على حياتنا بالجُملة.
ولمعرفة أسباب القلق والخوف فإننا نُجملها في بضع نقاط ولكل أمرٍ منهما على حِدة.
أسباب القلق
توافر الظروف المُهيئة لهذا الشعور القاتل ، كالوحدة والعُزلة والابتعاد عن البيئة الإجتماعيّة الهادفة ـ التي ترفع الهمم ، وتشحذ الطاقات ، فبقاء الإنسان بمعزل عن الناس وعن المُجتمع من حوله سيفتح أمامه باب الخيال المُقلق والأفكار السوداء التي تملأ النفس بالسلبيّة.
وجود فراغ قاتل ، وعدم إشغال الوقت بشيءٍ هادف ، فالأعمال الهادفة والحركة والسير في ركب الحياة يُبدّد كلّ القلق المُتراكم على كاهلنا.
البُعد عن الله عزّ وجلّ ، فالإيمان بالله والإيمان بمقتضيات القضاء والقدر ، وبأنّ كلّ أمرٍ هو في علم الله ، ولا يعلم الغيب إلا هوَ جلّ جلاله ، سيهوّن عليكَ التفكّر في مصيرك ، وبإيمانك بالله سيتوجّه قلبك إلى خالقه وتتلذّذ بالدعاء له فهو مالك القلوب ومالك الحاضر والمُستقبل وبدعائك إيّاه سيجلب الخير ويصرف عنكَ الشرّ بإذنه.
أسباب الخوف
تتسبّب المواقف التي فيها خطر على الحياة بحدوث الخوف وهو أمرٌ طبيعيّ ، وفي هذهِ المواقف يزداد افراز هرمون الادرينالين الذي يؤدّي إمّا إلى مواجهة هذا الخطر أو الهروب منه.
مواجهة الجمهور والتحدّث أمام الجماهير يدعو البعض إلى الخوف ويكون سبباً لتحرّك هذهِ المشاعر من الخوف في داخلهم ، كما أنّ الخوف من المُرتفعات والاماكن المُغلقة والمُظلمة يزيد الشعور بالخوف لدى الإنسان.
أحياناً يكون الضعف الجسمانيّ والنفسيّ كأن يكون احدهم شديد الحساسيّة تجاه أي موقف نظراً لتركيبته النفسيّة مدعاةً وسبباً للخوف.