كانت وردة جميلة :: تبهر كل من ينظر إليهـــا ... أو على الأقل :: كانت الأنظار تلتفت إليها لــ هدوءها وصمتها وجمالها المعتدل :: بــ الرغم من أحزانها وأوجاعها الواضحة على ملامحها :: التي أخطأ الكثيرون في تفسيرها على أنها غرور وتكبر منها... واستعلاء على الآخرين.
عاشت الوحدة منذ أن بدأت تدركــ الحياة :: بــ الرغم من وجودها بين الناس ...
لكن لم يكن أمامها إلا أن تعيش .. وتؤدي دورها في الحياة :: وأن ترسم البسمة والسعادة على وجه كل من ينظر إليها :: حتى وإن كانت السعادة لم تدق بابها:: فــ قد كان بــ داخلها إحساس.. بــ أن السعادة ربما تدق بابها يوماً.
ظلت شامخة ... بـ الرغم من وحدتها وأوجاعها التي قٌدِّرت لها منذ وجودها في الحياة... فــ قد كانت تتميز بــ عزة نفسها وكبرياءها ورفضها للوقوع في الأخطاء أو المعاصي أو ما يغضب خالقها :: بل عاشت تسبح ربها وتحمده وتشكره على كل ما منحه لها ... لأنها كانت تؤمن أنها حتماً أفضل حالاً من الكثيرين والكثيرات من حولها:::حتى وإن كان ظاهر حياتها لا يوحي بــ ذلكــ...
فــ الأمور لا تٌقاس دائماً بــ الظاهر :: فــ كثيراً ما تخدعنا المظاهر::
وإذا نظرنا إلى الباطن ... أو إذا اقتربنا من الصورة ... ربما ندركــ تفاصيل وأشياء خافية ... لم نكن نتخيل أنها هكذا...
عاشت الوردة وحدتها وآلامها بــ كل صبر وتحمل ورضا ::: وكانت تحلم كــ غيرها من الزهور البريئة الطاهرة التي لا تعرف سوى الحب والعطاء والنقاء ::: أن تصادف ذلكــ القلب الحنون الذي يقطفها ... لــ يحتفظ بها لــ نفسه ... ويحافظ عليها ... ويحميها ... ويبذل قصارى جهده من أجل أن تبقى على قيد الحياة :: وأن تظل متفتحة أطول فترة ممكنة :: وأن يصونها من أيادي العابثين والمستهترين :: وأن تكون له وحده ::
وتشعر وهي بين يديه أنها أسعد وردة في الوجود:: لأنها أصبحت في أيدي أمينة ... ســ تحافظ عليها حتماً ... ولن يجرحها صاحب هذه الأيدي أو يدوس عليها بــ حذائه أو يلقي بها في القمامة بعد أن يشم رحيقها ويستمتع بها.
كانت تعيش من أجل إسعاد الآخرين :: ومن قبل ذلكــ :: إرضاء الله وطاعته ...
لكنها ظلت تحلم في قرارة نفسها أن تكون لــ شخص واحد فقط يستمتع بها دون سواه:::
وكم سألت الله أن يرزقها الشخص الأمين الصادق العاشق :: الذي يصونها ويضعها بــ القرب من قلبه ويحميها::
الشخص الذي تشعر وهي بين يديه أنها ملكة متَّوجة :: تشعر وهو يشم رحيقها ::
أنها هي الأخرى تتنسم عبيره وتشم أنفاسه وتختلط أنفاسهما ببعضهما البعض :: لــ يصبح من الصعب التمييز بين أنفاسهما :::
هل هو الذي يشم عبيرها::: أم أنها هي التي تتنفس هواه:::
أم أن وجودها بــ القرب من أنفاسه ... هو الذي يمنحها الحياة.
ظلت تحلم وتحلم :: ويمضي بها قطار العمر سريعاً :::
حتى شاء القدر أن يأتيها من يقطفها من غصنها :: وتوهمت أنه هو الفارس الحالم الصادق العاشق المخلص:: الذي لا يجرح ... ولا يغدر ... ولا يقسو قلبه عليها ... ولا يتلاعب بها :::
فــ قد تمنت أن يكون قلبه مثل قلبها ... لا يعرف سوى العشق الحلال والرحمة والعطاء والإخلاص وتقدير كل ما هو طاهر نقي صافي:::
حينما اقترب منها::: شعرت بــ الفرحة تملأ أركانها :: والسعادة تحيط بها من كل جانب :::
فــ أخيراً قد تحقق حلم عمرها ...
وأخيراً جاءها من ظلت تنتظره ... وهي تحاول جاهدةً أن تحافظ على نفسها ...كما خلقها ربها ... من أجله ::: حتى قبل أن تعرفه ... أو تتخيل أنه قد يأتيها في يوم من الأيام.
كادت ترقص من الفرحة :: كادت تأخذ الكون بــ أكمله في أحضانها الرقيقة ...
فــ إنها لم تكن تطلب من الدنيا الكثير ::: لم تكن تطلب من الدنيا " سواه"
فــ قد كان لها الأمل :: كان لها كل الحياة::
تركته يقطفها ولسان حالها يقول له : "أين كنت؟ ولماذا تأخرت ؟ ولماذا تركتني وحدي ؟"
فــ لقد طال انتظاري لكـــ ... وأصابني الملل من طول الانتظار ...
وكنت أخشى أن أموت وتذبل أوراقي قبل أن ألقاكـــ "
شعرت ولــ أول مرة بــ أنها أجمل زهرة في الكون ... حينما وجدت نفسها بين أنامله ...
وتمنت من الله أن يضمها إلى صدره :: وأن يمنحها قٌبلة تٌشعِرها بــ أنها لا تحلم ... وأنها حقاً بين يديه ... بين يدي مَنْ تمنته وانتظرته طوال عمرها ولم تريد من الدنيا سواه
لكنها لم تكن تتخيل أن نهايتها ســ تكون كــ نهاية معظم الزهور البريئة التي تٌداس تحت الأقدام ويٌلقَى بها على الأرض بعد أن يأخذوا منها رحيقها وجمالها ورائحتها الزكية.
لم تجد من الكلمات ما تعبر بها عن خيبة أملها ::: فــ كم كانت تحلم بــ الأمان والدفء :: لكنها إرادة الله :: ولن تعترض على ما قدَّره الله::
وقبل أن تفارق الحياة::
نظرت إليه نظرة عتاب :: نظرت إلى من منحته كل عبيرها وجمالها وشبابها :: نظرت إلى من تمنت الموت بين يديه ... في حضنه وبــ القرب من قلبه :: نظرت إلى من خيَّب أملها ... وقتل الفرحة التي ظلت تتمناها طوال عمرها ::
نظرت إليه نظرة الوداع ولسان حالها يقول له:
"حلمت أن أحيا معكــ الحب:: حلمت أن أجد منكــ الاهتمام:: تمنيت أن أعيش لكــ وحدكــ ... ولم أطلب سوى حنانكــ وصدقكــ وإخلاصكــ::
مجرد لمسة من يديكــ كانت تحييني :: مجرد نظرة حانية من عينيكــ كانت تكفيني وترضيني:: فــ أنت من ملكت قلبي:: بل ملكتني كلي :: كنت أبحث عنكــ أيها الحبيب :: عشقتكــ كــ عشق الطيور لــ شمس النهار:: عشقتكــ كــ عشق السجين للحرية:: أحببتكــ بــ عدد حروف الكون:: وعدد نجوم السماء:: وعدد قطرات المطر:: وعدد الطيور التي تنتشر في السماء تسبح خالقها ::
لن ألومكــــ "
قد تَدفعنا عَوآطفنا أحَياناً إلى تصرفآت قَد ننْدم علَيهآ لآحقاً . . !
لَيسَ لأنهآ ( خَآطَئة ) ,
بَل لأنْنْآ قَدمَنْآهآ إلى ::: أشَخَآص لآ يسَتحقونْ . . !