06.04.18 21:19 | كل شي حولي يذكرني بشيرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 3536 | نقاط : 67440 |
أبيك تدري إني فيك أكتفيت
وأبيك سما مايوصلك إلا أنا |
|
| موضوع: كل شي حولي يذكرني بشي كل شي حولي يذكرني بشيكل شي حولي يذكرني بشي
على صَدَفةِ الذاكرةِ نقوش لـن تموتْ و إنْ كُسِرَتْ ، و أيامٌ لنْ تنتشي ساعاتهـا و الدقائقْ و إن نسِيتَ بأيّ وجه بَدأتَ بِهِ صباحاتهـا .. و قفزت لِذاكرتي عبراتُ يومٍ حزين ، ليسَ لأنني كُنت حزينة يومها بـلْ لأن الحٌزن توقّف عن مُداعباتهِ السخيفة و أسكنني طياتّه دون ان يُميتني فيها .
أذكر حينَ دخلتُ يومها :
عبقٌ يجتاحُ روحَ هذا المكان .. " أَ هو الألم ؟ أم فرحـة ُ موتِ الألم .. أو موتُ الإحساسِ بِالألمْ ؟ "
سجادة رسَم الزمنُ عليها لوحاتاً مِن المعصية و طلاسيم اهتراءٍ عتيقة .. مَكتبٌ يبوح ألماً مِن ذكريات الشقاء التي ﻻ تهدأ ذِكراً ..
دستة مِن اﻷوراقُ المُهشمة تبكي متوسلة : " أعيدوا إليّ روحي أو احرقوني في مأدبةِ الزمن الشريف .. "
و قَلمٌ أسود تعترشُ أطرافهُ حوافٌ مِن ذهبٍ آسر ، لكنَ حِبره قُتل هجراً و غياباً و جفىً طاغِ ، يقبعُ قُرب مِحفظة بُنية جَوفاء إﻻ مِن غبار و على سنهِ المُدببة بقايا دموعُ مفقودة مُنذ زمِن بعيد " لم تَجُفَ بعد و لَم يُنتهى مِن ذرفها بعد .. "
و بقايا صورٍ غادر أصحابُها الحياة مُنذ زمن بعيد " سكنوا التراب و "نبتَ الربيعُ على دُمنتهم" ، ﻻ أدري أيّ دربٍ قد سلكوا ؟ يبدو مِن ملامِح و تضاريس مُحياهم أن الذل قد سكنَ طويلاً بينَ حناياهُم ، " اعتادوا لُقمة المُر و شرابِ الحنظل ، يُرددون البسمات كـ نشيد وطني يوميّ فقط لـ يعيشوا يوماً آخر و يقتربوا مِن ساعة المَوتِ أكثر .. "
الحُزن الشديد قَد يُميت سرعة الوقتِ البطيء .. يحتاجون للقُرب للدنو مِن الفناء .. ~
البرواز اﻷخير احتضن في رحمه تصويرٍ لِملاك بشري .. " شعرٌ أشعثُ بشكل جذاب ، أنفٌ دقيق و فمُ مُمتلىء لذيذ " روحٌ لَم تُغادر الـ سبعة أعوام استحلت لقب الملاك ، آمنتُ بـ عُذريتهِ بـ روحهِ الفريدة عَن أُسرتهِ الواجمة .. لكنني بِـ تمعنٍ غير مُتعمد لَحِظتُ تشابه القرائح .. " كُلها -البراويز- تحمل ذات الطابعِ الحزين المُشفق على نفسِه و يأسِه و بُعد فناءه " حتى ملاكي الرَحيم .. أعمتني نظرتهُ المُشاغبة عَن عبراتِ الحُزن الساكنة بِعمق تفاصيله وانحناءات بَسمتهِ المُصطنعة " كَـ سارقٍ ينظرُ لـَ عينيك و بِيدهِ مسروقَك و يُقسم بِالله أنه ما سرقَ مِنك شيئاً .. " إنهُ طِفل حزين ما عاشَ كـ اﻷطفال ! ..
انتهيتُ مِن تِلك الرسومات اﻹنسانية و ما ارتشفتهُ مِن أسىً كان كافٍ ليجعلني أموتُ حُزناً .. " لكن عَيش اﻷحزان لذيذ غريبُ يرفعك بعيداً فـ تستطعِمُ معاناة البائسين و أنّاتِ المُقتاتين على فرحِ الزهور و ألوان قوس قزح وهمي .. "
الجُدران إنها تحتبسُ هذا الأسى كُله ! خَشيتُ أن تزفر فأنتهي مِن الوجود ..
هُناكَ سريرٌ بعيد وحيد .. يبدو أنَ آخر من احتضنه شخص بائسٌ مريض .. يُناظر السقف بِـ شحوب و عينين باردتين ﻻ تهتدي لِـ درب آخر غير بُقعة وحيدة مِن السقف .. تنتظر الموتَ ما عادَ يُضنيها المَرض .. تآكلت روحها و بقي جزءٌ مُعذب " بـِ انتظار زفرة الولوج مِن الجسد و اﻻلتقاءِ بِـ السماء بعيداً عَن اﻷرض .. " و تترك الجسد بالٍ لِلتراب يقتاتُ مِنه دود اﻷرض و يستحيلُ الباقي مِنه لِـ ثروة أرضية ..
السريرُ رَغم بياضهِ إﻻ أنهُ مُعتم ﻻ نورَ فيه ! وسادتهُ بالية مِن الدمع البليد و الدِثار مجعدٌ لِـ حد القَهر .. رُغم اﻷلَم الذي حَملتهُ صورة السرير إﻻ أن وِقاره لَم يحتمِل التغيير فَلم تَجرؤ يداي و لَم أبسُط الدثار و أفّك تعقيداتهِ المُلمة .. بَل احترمتُ رغبته و أبقيتُ له ماء وجهه و الوقار الدفين ..
يبدو أن مَعالم الحُزن قد انجلت .. عِشتها و لَم أذر مِنها فرداً .. مضيتُ لِلباب و كانَ اﻷكثرُ أسىً مِن بينهم .. ملِكُ الآﻻم و باسُط الذراعِ و هادىء السريرة على عرشِ اﻷحزان .. التحمت يداي بِـ مسكتهِ الدافئة " بِـ لطف أوصدتهُ و رحلتُ بعيداً و الحيرة تُلقي بِـ شباكها و أسأَل هلَ مِن مرارةِ أكبر و حُزن أعظم ؟ نَعم .. !" |
| |