19.02.13 1:52 | سامحيني يا زوجتي رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو متميز
إحصائيةالعضو | | العمر : 36 | عدد المساهمات : 154 | نقاط : 86845 | |
|
| موضوع: سامحيني يا زوجتي سامحيني يا زوجتي لماذا يازوجتي ، يازوجتي سامحيني
رنّ جرس الهاتف .."!
صوته كان مختلفاً .."! رناتٌ غيرت من سكون المكان .."!
رفعت السماعه .." أجاب صوتٌ بعيد .." سأتي بعد قليل إنتظريني ياحبيتي ..!" قلت له من أنت وماذا تريد ..؟! أغلق السماعة .."! وعاد السكون ليزيل ضجيج صوته المجنون .."! طار النوم من جفوني وسرى الهلع في داخلي .."! من هذا وماذا يريد .."!
كنت مرهقاً جداً .." وجسدي متهالكٌ بسبب سهرتي الطويلة ليلة البارحه .."! التفت فوجدت زوجتي تغط في سباتٍ عميق .."! عرفت أنها متعبةٌ كما حالي .."!
حملت نفسي وكنت أتهادى .."! أخذت حماماً ساخناً .." فعاد بعض النشاط .."! واشتعلت في داخلي روح الحياه من جديد .."! وذهب الكسل .."
كالعادة أخذت المنشفة وخرجت من حمام الصباح .."! دخلت " توقف الدم في عروقي ..! نبضاتي لم تضخ دماً ولا حتى نفساً يريد أن يخرج .."!
أغلقت السماعة ..." ونظرت إلي نظرةً وتبسم السحر في فاها ضياءاً .."! تنهدت وغادرت المكان .."! كنت أختنق .." كنت أضطرب .."! كنت في حيرةٍ لاتطاق .."!
ذلك الصوت المحقتم .."! هل يهدد حياتي وحياتها ..! هل يحاورها حوار العشاق .."!
صرخت في داخلي .." لا .. لا ..لا
لآبد أن أثق بها .. كما تثق بي .."! لكن ..! لماذا أغقلت السماعه حينما دخلت..! لماذا لم تقل لي بأن هناك رجلٌ يتطفل علينا ..!
عدت إلى غرفتي .." فوجدت زوجتي قد ذهبت لأخذ حمامٍ الصباح الساخن .."! فقدت شعوري وأمسكت بجهاز الهاتف ..! عبثت بشاشته .." فوجدت الرقم الآخير ..! ذلك الرقم المشؤوم ..! إنه نفس الرقم الذي حدثني قبل حمام الصباح ..!
فقدت قواي .. وغادرَ النشاط جسدي ليصبح متهالكاً من جديد ..! خالط شعور الحزن شعور الخوف .." فصاح الشك ."! وصاح الوفاء .." وصاحت سنين الحب ..! آلا تثق بها بعد سنين الحب .."! بعد أن أكتشفت أنك عقيمٌ لاتنجب قبل زواجك بها ..! ولكنها أصرت وضحت من آجلك .."! لاتريد أطفالاً بل تريدك أنت ..!
فهل تُبدل السنين ذلك الحب ..! بصوتٍ مشبوه ..!
قطع صوتها سكون صمتي ..!
مابك ياعزيزي ..! لست كما كنت ليلة البارحة ..!
أنا بخير ولكني ..! تلعثمت مجدداً .."! شعرت أن الكلمات لاتنطلق كما كانت في سابق العهد.."!
لكني ماذا ..! الحت .."!
آآآ .. آ .." تنهدت .."! وشددت على نفسي حتى غاب بعض جسدي في حرير الصوف الذي صُنع منه فراشنا الناعم .."
لا أدري ياعزيزتي .." ربما لأني مرهقٌ .."! وربما لآني لم أنم بشكلٍ كافٍ .." أستاذنت منها .." وأغمضت عينيي وحاولت أن أتظاهر بالنوم .."! غطتني بذلك الغطاء الناعم .."! كما تغطي الأم إبنها الصغير .."! ثم مسحت على راسي ..! وخرجت .."! هزت تلك اللمسة الحانيه كياني ..! هزت تلك اللمسة كل أرجاء مكاني.."!
ليست أول مره تفعل هذا ..! ولكني أصبحت كالمقعد الذي لايقوى الحراك .."!
دخلت في سباتٍ عميق .."! ولم أشعر إلا وصوت المؤذن ينطلق ..! ليقطع هدوء المكان .."! ويعلن صوت الحق .."! ويطلب منا إجابته .."!
حاولت النهوض ولكن لم أستطع ..! مابي ..! هل شُلت حركتي ..!
فجأه شعرت بهلعٍ عجيب .."! نظرت لذلك الهاتف المسود من جديد ."! دفعت نفسي إلى الهاتف .."! رفعته .. وكان الخط مشتركاً مع هاتف الصاله الذي كان مشغولاً بمحادثه .."!
سمعت صوتها تقول " الحمدلله يا أمي نحن بخير .."! متى سوف تأتون إلينا .."! سألتها أمها .."! قالت ربما الليلة لآننا ....! وضعت السماعه .. وحمدت ربي .."! لآني لو سمعت صوتاً غير صوت أمها لفارقت روحي ذلك الجسد الهزيل .."!
شددت على نفسي وحاولت الوقوف ولكني عجزت ..! عجزت أرجلي ان تحمل كومة اللحم ..! فعدت للفراش ثانية .."!
أقيمت الصلاة .." وبدأ الأمام يسترسل في قراءته .."! كنت أستمع له وكأني أول مره أسمع ذلك الصوت .."! الذي لطالما سهوت حينما كنت أقف خلفه لأداء الصلاة .."! رحلت مع الآيات .." ولم شعرت الا ودموعي تنساب على وجنتي .."!
أخشوعٌ ياترى أخرجها أم خضوع ..! أخوفٌ هو من أطياف الرحيل ..!
بسم الله عليك .."! لماذا تبكي ..! غريبة لم تذهب كي تصلي ..! سلامتك قطعت قلبي ..!
أغمضت عينيي ولم أجب .."! فصوت الألم الذي يتردد في داخلي كان أقوى من صوت السؤال .."!
رنّ الهاتف .. وأرتجفَ كل جزء في داخلي ..! نظرت إلي ونظرت إليها ..! شعرت بقوةٍ تدفعني ..! وأخذت الجهاز ورفعت السماعه .."!
" آسف لن أتي اليوم .."! ماذا تقول ..! أغلق السماعه مباشرةً .."! نظرة إليها فوجدتها محتاره ولكن في عينها شيءٌ لم أفهمه.."!
شعرت أني مخطي ..! فربما صوتٌ عابر أراد إفساد حياتي وقد فعل .."! شعرت أني لا أبالي بشيء .."! توضأت وصليت العشاء .. ولبست دون أن أهتم بترتيب هندامي ..! خرجت .. فصاحت " إلى أين " فأهلي ينتظروننا الليلة ..!
قلت لها أخبري أخوك كي يأتي ليحملك إليهم ..
لدي موعدٌ مهم ..!
أخذت سيارتي وتحركت دون أن أعرف إلى أين .."! فقط أريد الهروب من ذلك العالم .."!
ساعاتٌ طويله إنقضت .." وأنا أسير دون أن أشعر أين أنا وأين طريقي ..! وصلت إلى منزلي .." لم أذق أكلاً طوال ذلك اليوم .."!
يا ألهي ..! ماذا أرى .."! سيارةٌ تقف بجوار منزلي ..! مباشرة أمام الباب ..! توقفت وترجلت من سيارتي ..!
أقتربت من تلك السياره وقلبي يصارع النبضات ..! قلت ربما كانت سيارة جاري الجديده ..! لكن الشارع لايقف فيه أحد ..! فهناك فسحةٌ كي يقف في مكان آخر .."! أرتعدت أرتعدت فرائصي ..! حاولت أن أعالج العجز الذي شل حركتي فلم أستطع .."!
قبضت على مقبض الباب .. فصاح الباب ..! وأنفحت من دون عناء ولا مفتاح ..!
تنهدت ونظرت إلى السماء ..! وصحت يارب ماذا يحدث .."!
كنت أرتجف حينما جمعت قواي ودخلت فناء المنزل ..! رجلٌ يخرج من بيتي حاملاً صندوقاً أسوداً ..! إطمئن قلبي .." إنه فهد شقيق زوجتي الأكبر "! ذلك الرجل كان يعمل طبيباً في مدينةٍ مجاورة .."!
قال " إحتجنا لمشغل الفيديو فأتيت لأخذه من بيتك .."! لدي بعض المقاطع المصوره أريد أن أعرضها ولم أجد مشغلاً في بيت أهلي ..! أين كنت .. ولماذا أغلقت هاتفك ..! زوجتك هناك قلقه ولم تستلذ بالحلفه ..! وصلت إليه وعانقته وأطلت العناق ..! قلت له سوف ألحق بك ..!
دخلت منزلي .." شعرت بأنه مظلم .."! أدرت المفتاح وأشعلت المصابيح .."!
صوت الهاتف مجدداً يجلجل أرجاء المكان .."! هرعت إليه .."! رفعت السماعه .." أنا أقف بجوار الباب أخرجي بسرعة سوف نذهب إلى مكانٍ جميل.."! تذكرت أن سيارتي لم تكن واقفه امام البوابه ..! " ركضت بكل سرعه .."! فتحت الباب ..! لكن لآ أحد يقف !! الشارع خاوٍ على عروشه ..! عدت ورنّ صوت الهاتف مجدداً .." رفعت " صوتٌ يشتعل غيضاً .."! لماذا أغلقتي السماعه ..! أزعجت الناس بصوت المنبه .."! قلت له من أنت ..! وماذا تريد ..!
أغلق ..!
أتصلت به ..! لم يرد ..! حاولت أخرى ..!
أجاب ..! أخي لماذا تهتك أعراض الناس ..! وتحاول ان تفرق شملهم ..! قال ماذا تقصد .."؟!
قلت له من تريد .."! قال ياأخي أريد زوجتي .."!
زوجتك ..! " إستغربت ..!" أقسم بأنه كان مخطي..!
أشتعلت غيضاً ..! وكنت مضطرباً وكلامي أصبح هذيان ..! قلت له تكذب !!
شعر الرجل أني بحالة ليست طبيعيه .."! وخاف أن أصاب بمكروه جراء ذلك الغضب ..! قال أتعرف حي السلامة ..! قلت له نعم ..! قال تعال إن لم تصدقني.."! لم يكن بعيداً .."
لم أتردد ولم أفكر وأدرت محرك السياره وذهبت ..! كنت لا أرى الطريق بوضوح ..! خشيت أن أضل الطريق ..! ولكن وصلت أخيراً ..!
كانت تقف سيارةٌ فارهه أمام بيتٍ جميلٍ للغاية ..! ترجل رجلٌ من تلك السياره .."!
وقفت .. ونزلت .."! شعرت ببعض الحرج ..! ولكن مازلت في دوامة الضياع .."!
مد يده إلى .. تبسم ..! مددت يدي إليه ولم أتحدث ..!
قال يا أخي هذا رقم بيتي .."! ناولني هاتفه .."! نفس رقم بيتي " ولكن هاتفي ينتهي ب98 وهاتفه 89 .."! أدخلني منزله ..! كان جميل حد الدهشة ..!
قال أتصل بهاتفي ..! لم أستطع إخراج هاتفي..!
قال مابك ..! قلت لاشيء ..! أخرجت هاتفي دون أن أفكر .. وطلبت ذلك الرقم ..! رن الهاتف الذي بجانبه ..! رفع السماع وأجاب ..!
شعرت أن الأرض بدأت بالدوران..! كنت في حالة من الخجل يخالطه فرحٌ عجيب ..! لكن سألته ..! ماذا قلت لزوجتي حينما اتصلت في الصباح ..! أقترب .. وكأنه يعطف على حالي .."! قال " قالت لي غلطان .." وأغلقت الهاتف .."! ولا أدري كيف أخطأت الرقم ..!
شعرت بهاجس الشك يعود ليتشبث بي من جديد ..! نادى محمد .." فجاء طفلٌ جميل .."! أخذ مصحفاً ووضع يده على راس ذلك الطفل .."! وأخذ يدعي أن يصاب ذلك الطفل بالعجز إن كان أباه كاذباً ..!
لم أستطع الجلوس .. حرجاً من موقفي وضعفي ..! خرجت دون أن أقول له أي شيء .."! شعرت أن كل شيءٍ مظلم ..! خرجت وكنت في غشاوة البصر .."! لم أقترب من سيارتي بل غادرت المكان ماشياً .."! كنت في حالة يرثى لها .."! خجلاً من موقفي مع ذلك الرجل النبيل ..! وحزناً وإحتقاراً لشعوري تجاه زوجتي ..! حمدت ربي إني لم أنطق بكلمة لزوجتي .."! مشيت متجهاً نحو بيتي وأصوات نباح الكلاب تدوي أركان المكان ..! سرت وأنا أصارع الهواجس وأقتل الخوف ..! كان يوماً شاقاً أخذ من عمري سنين وسنين ..! أغمضت عينيي ومشيت إلى حيث هناءةَ العيش .." بيتي الجميل .."! سامحيني يازوجتي ..!
|
| |