14.03.20 15:27 | المؤثرات الخارجية و أثرها على التفكير ..رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | عالمى الخاص | | العمر : 33 | عدد المساهمات : 3444 | نقاط : 110102 |
|
| موضوع: المؤثرات الخارجية و أثرها على التفكير .. المؤثرات الخارجية و أثرها على التفكير ..خلق الله الإنسان وجعل له جهازً عصبي ، وهناكَ من جهازه العصبي قوي و يتحمل الصدمات ، و هناك الضعيف الذي قد يسقط من أول صدمة .
والمؤثرات الخارجية من بلاء و ضغط نفسي و عصبي و قهر و ظلم وغيرها تُؤثر في تفكير الشخص سلباً و إيجاب . وقد أخبر الله أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان من الله لعباده : {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وأمرنا الله ورسوله صلى الله عليه و سلم بالصبر و الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره .
ــ فكم من شخص مؤمن بالله و رسوله مع أول بلاء وصدمة أو عدة صدمات أصبح كافراً بالله ورسوله ..
ــ وكم من ملتزم بأحكام الله ومقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم مع البلاء والصدمة أو صدمات و تراكمات ترك الالتزام بأحكام الله وترك الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل أصبح يسب و يحارب و ينتقص ممن يتّبع ما أمر الله به و رسوله ويصفهم بالمتشددين و الرجعيين و المتخلفين .
ــ وكم من إنسان تعرض للبلاء و الآلام و المواجع و الظلم و القهر فلم تزده إلاَّ إيماناً بالله و رسوله و تمسكً بدين الله ورضا بقضاء الله و قدره {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .
ــ وهناك من وقع له البلاء من ظلم أو فقر أو قهر أو فقد عزيز أو نقص في خِلقته و حواسه ، فلم يرضى بقضاء الله و قدره واعترض على الله و شكك في عدل الله و رحمته وعلمه و قدرته فخسر الدنيا و الآخرة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} .
ــ وهناك من لازال تحت دائرة الإسلام ، ولكنه مقصر في حق الله فيُصلي و يُخلي ، مُذبذب تائه غارق في الأماني و الاحلام والملذات ، يُصيبه البلاء والآلام و المواجع و الخيبات فينهض تارة و يسقط تارة ، فمنهم من يرجع إلى الله ويعتصم بحبله ، ومنهم من يبقى على حاله حتى يأتيه الموت ، و منهم من يتدرج ويتبع خطوات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء حتى ينقلب على عقبيه ويكفر بالله العظيم ويلحد و يشكك في وجود الله و في الأنبياء و الإسلام {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} .
ــ وهناك من الأشخاص من أصابه البلاء و الآلام و المواجع و الظلم من الأهل و الأقارب ، ومع تراكمات الزمن النفسية و العصبية ثم الاكتئاب و القلق و التوتر و التشائم ثم النظرة السوداوية و تعميم الأخطاء على المجتمع و الافراد و تضخيم الأخطاء الفردية وجعلها وكأنها منتشرة في المجتمع وفي كل بيت وهنا يبدأ الشيطان النفخ و الوسوسة و إعمال العقل و أن هذا المجتمع الذي نعيش فيه متخلف و ظالم و رجعي وصدق صلى الله عليه و سلم عندما قال : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ) وبعدها تبدأ خطوات الشيطان وتتحول هذه التراكمات النفسية إلى غضب و حقد و انتقام فيطعن الشخص في بعض أحكام الإسلام و أن هناك تشدد وتوضع بعض الأقوال المخالفة و الشاذة ، وتُبرز أخطاء العلماء و المتدينين و تضخم و تُنشر حتى تُصبح وكأنها صفة موجوده في كل عالم و متدين ، وهكذا خطوة وراء خطوة حتى يبدأ يشكك في كتب السنة مثل البخاري و مسلم و بعدها تُرد أحاديث صحيحه متواتره فقط لأنها لا تتوافق مع العلم و العقل إلى الإلحاد والعياذ بالله {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .
ولتعلم أخي القارئ أن شبهات و تشكيك الكافرين و الملحدين و المنافقين و الضالين من المسلمين ليست جديدة ووليدة هذا العصر ، بل هي قديمة ومتراكمة على مدار الزمان وإنما أحياها من أضل الله {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
ــ وانتبه أخي المسلم أن دين الإسلام العظيم الذي رضيه الله لنا دينا ، أحكامه و أوامره و نواهيه فهي سهلة و ميسرة و صالحه لكل زمان و مكان وهي الأصلح و المناسبة للبشر و لتسيير جميع أمورهم الدينية و الدنيوية ، فهي شريعة كاملة في جميع نواحي الحياة ، و ثوابت الإسلام و أحكامه لا تتغير بتغير الزمان و المكان و الأذواق و الأراء و الأمزجة {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} .
ــ وتذكر أن الله العظيم العليم الحكيم سُبحانه قد فرض علينا اليسير و المُفيد و القليل ويُجازينا عليه بالكثير ، فأحل لنا الكثير مما لذ و طاب من المأكل و المشرب و حرم علينا القليل الضار ، و أنزل القرأن العظيم لنتلوه و نتدبره ونعمل بما فيه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} .
فتلك المرأة التي تزوج عليها زوجها فثارت غيرتها و تمكن منها الشيطان فبدأت بالتمرد و الانتقام و اعترضت على حكم الله وعلى قضاء الله وقدره و انسلخت من دينها و التحقت بأرض الكفر وبدأت تدعوا النساء إلى التمرد على أحكام الله و رسوله وجعلها تشدد و رجعية و تخلف ..
وذلك الرجل الذي ابتلي بالظلم و القهر أو ابتلي بالفقر فتضجر من حاله و زين له الشيطان أعماله ، فبدأ يشكك في دين الله و أحكامه و يُخرج الشبهات و يبثها على الناس ليفتنهم بدعوى إعمال العقل و أننا العب علينا من علماء متشددين و رجعيين فرضوا علينا هذه الأحكام ... إلخ
ــ ولنتذكر أن هذه الدنيا غرور و أن هذه الحياة قصيرة ، ولن نعرف أنها قصيرة إلاَّ عند النهاية عند لحظة الموت ، عندما تُكشف الحُجب {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } وينتقل الإنسان من الدنيا إلى البرزخ أول مراحل الآخرة ، فيرى مالم يكن يراه " الملائكة " ، عندها لا ينفع الندم ولا ينفع الإنسان إلا إيمانه و ما عمل من خير .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وتذكر قول الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} .
الحبيب الشهراني .
، ، ، |
| |