نبات السمر أو كما يطلق عليه السنط الملتوي، والمعروف على نطاق واسع باسم Acacia tortilis، نبات ينتمي إلى جنس Vachellia، ويطلق عليه أيضا اسم الأكاسيا، هو شجرة متوسطة إلى كبيرة، أصلها يرجع إلى السافانا والساحل الإفريقي ( وخاصة السودان )، والشرق الأوسط أيضا .
نبات السمر
تميل نباتات السمر Vachellia tortilis إلى النمو في المناطق التي تتراوح فيها درجات الحرارة من صفر إلى 50 درجة مئوية، ويكون هطول الأمطار في أي مكان من حوالي 100-10000 ملم ( 3.9 – 39.4 بوصة ) في السنة، وتنمو هذه الشجرة في ظروف قاحلة للغاية، مثل شجيرة سحرية صغيرة، حيث تنمو حتى 21 م ( 69 قدم ) في الارتفاع، وتحمل الشجرة الأوراق التي تنمو لتصل تقريبا في الطول إلى 2.5 سم ( 1 بوصة )، وتتميز زهور نبات السمر بأنها زهور صغيرة وبيضاء وعطرية للغاية، ويتم إنتاج البذور في القرون التي تكون مسطحة وملفوفة .
من المعروف أن النبات يتحمل القلوية العالية والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، والتربة الرملية والحجرية وأسطح الجذور المنحدرة بشدة، وقد لوحظ أن النباتات التي مضى عليها أكثر من عامين تكون مقاومة للصقيع إلى حد ما .
أهمية أشجار السمر
يتم استخدام أخشاب هذه الشجرة لصناعة الأثاث، وأعمدة السياج، والأقفاص، والأقلام وغيرها، كما تم استخدام خشب السمر أيضا حصرا من قبل الإسرائيليين في العهد القديم، في بناء المسكن وأثاث المنزل، بما في ذلك تابوت العهد، وتستخدم القرون وأوراق الشجر، التي تنمو بشكل كبير على الشجرة، كعلف لحيوانات الرعي الصحراوية، والصمغ الخاص بهذه الشجرة هو شيء صالح للأكل، ويمكن استخدامه كصمغ للحام الأشياء، كما تستخدم أجزاء من الشجرة، بما في ذلك الجذور والقرون، في كثير من الأحيان من قبل السكان الأصليين، لعدد كبير من الأغراض، بما في ذلك الزخارف والأسلحة والأدوات والأدوية .
نبات السمر هو أيضا نوع مهم لإعادة تأهيل الأراضي القاحلة المتدهورة، حيث تتغاضى هذه النبتة عن الجفاف والرياح والملوحة ومجموعة واسعة من أنواع التربة، ولها فائدة إضافية تتمثل في تثبيت النيتروجين – وهو مادة غذائية أساسية – في التربة، من خلال تفاعلها مع بكتيريا الجذر التكافلية .
أماكن وجود نبات السمر
هذه الشجرة موزعة على نطاق واسع جدا في ناميبيا، بوتسوانا، ليمبوبو، غوتنغ، مبومالانجا، سوازيلاند، كوازولو ناتال والكاب الشمالية، وفي بلدان أخرى شمال جنوب أفريقيا، ومن المعروف أن النباتات تتحمل القلوية العالية والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وتتحمل التربة الرملية الصخرية، وتستطيع التواجد في الغابات المتساقطة، والكثبان الرملية والمنحدرات الصخرية الرسوبية وقيعان الوديان، والأنواع ذاتها مقاومة للجفاف، وينمو نبات السمر في المناطق ذات الأمطار السنوية المنخفضة، التي تصل إلى 40 ملم إلى 1200 ملم، مع مواسم الجفاف من 1-12 شهرا، والشجرة تفضل التربة المالحة والقلوية .
الاستخدامات الطبية لنبات السمر
يستخدم مسحوق لحاء شجرة السمر كمطهر في التئام الجروح في السنغال، ويستخدم مسحوق اللحاء كعلاج لمختلف الأمراض الجلدية، كما يتم استخدام الجذع في علاج الربو، وتؤخذ البذور لعلاج الإسهال .
كيف ينمو نبات السمر
يجب أن تكون البذور مغمورة في الماء المغلي وتنقع حتى تنتفخ، وغلاف البذرة يتميز بكونه سميكا ومنيع، وغالبا ما يأخذ الإنبات يبدأ في أقل من 4 أيام، ويمكن أن تطول إلى 10 أيام، والنمو بعد ذلك بطيء نوعا ما، فهذه الأشجار في كثير من الأحيان تتطور بشكل بطيء، وقد لوحظ أن النمو يبلغ ارتفاعه 0.8 متر في فترة أربع سنوات .
وذكر كذلك أن البذور القديمة تعطي الشتلات صحية مقارنة مع البذور الجديدة، وقد زرعت البذور المعالجة مسبقا في حاوية معدنية اسطوانية الشكل 10.2 سم، وقطرها 30.5 سم، مليئة بنسب متساوية من السماد البلدي، والطمي، وزرعت اثنين من البذور في كل حاوية، ولا ينبغي أن يكون عمق البذر أكثر من 4 سم، لأنه بخلاف ذلك، يؤثر هذا سلبا على الشتلات .