منذ عام 1492 م ، اكتشف البحار الإيطالي كريستوفر كولمبوس أمر القارتين الامريكيتين بعد ان كان يبحث عن طرق مختصرة الى الجزر الهندية من اجل التجارة و من هنا ذاع صيته و اشتهر امام السياسة الاسبانية الحاكمة آنذاك فقد وقع الملكان الاسبان ( فرناندو الثاني ملك أراغون وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة ) اتفاقية مع كريستوفر تفيد بأنه يمنح لقب امير البحار و المحيطات انطلاقا من اكتشافه للأرض الجديدة!
لم تكن أوروبا و لا أفريقيا و لا آسيا في ذلك الوقت يعلمون بشأن هذه القارة لبعدها عن طرق التجارة على الرغم من انها مسكونة من قبل ملايين البشر قرابة 40 الى 90 مليون نسمة ، لقد اعتقد كريستوف خطأ انهم هنود نسبة الى سمارهم و حمرة في وجوههم كما انه اعتقد ان هذه الأرض الجديدة هي الهند الغربية.
كان كريستوفر تاجر قاسي شديد الطمع يبحث عن الشهرة و الثراء و قد تمكن من اكتشافه هذا الحصول على رضى الملك والملكة و شرف اكتشاف هذه الأرض الجديدة ! كل ذلك من اجل تطويعه ليكون أداة سياسية لتنفيذ الخطة الاستعمارية التوسعية من اجل التجارة و نشرالدين المسيحي " الكاثوليكي حصراً " فعلاً بعد عدد من رحلات التقصي و الاستكشاف تم تبادل الكثير من الفواكه و الخضراوات و الحيوانات الاليفة بين القارتين اوربا و العالم الجديد حتى انهم جاؤوا بالبطاطس و الطماطم و الذرة التي أصبحت محاصيل مهمة جداً في اوربا من بعد ان كانت نادرة و مرتفعة الثمن .
بعد ان بدأ الطمع ينتشر بين أوساط السياسيين الاسبان قرر ملك اسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي إبادة هذه الملايين و استيطان ارضهم عن طريق جلب المرضى الاوربيون بـ (الطاعون و الجدري و الحصبة ، الكوليرا ، الملاريا، السعال الديكي ، الدفتيريا ) الى أمريكا كحرب بيولوجية ! على هؤلاء السكان كما كانت السلطات البريطانية توزع عليهم اغطية (لحاف) مليء بالفيروسات شديدة العدوى لنقل الوباء و نشره بصورة اسرع و فعلا تم انهاء حياة السكان الأصليين لامريكا بطريقة بشعة جداً من قبل المستعمرين الاوربيين.
بعد هذه الاستعمار الغاشم تأتينا مآساة أخرى و هي نقل الافريقيين المسالمين من قارتهم كعبيد الى القارة الجديدة في السفن البريطانية لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في ظروف مروعة من اجل بناء هذه الأرض الجديدة و خدمة اسيادها، الشكل يوضح نقل الرقيق و طريقة وضعهم بصورة افقية بعضهم على بعض !
تم نقلهم من القارة الافريقية الغربية الى الامريكيتين و بيعهم للمستعمرين الجدد الاسبان و البرتغاليين للتنعم بالرفاهية و الطبيعة و الخدمة!
لم يكن لهؤلاء العبيد أي حقوق في المحاكم كما كان عليهم العمل بلا اجرة في الزراعة و البناء و كل الاعمال التي يوكله سيده بها بلا ادنى رحمة ، الأعظم من ذلك ان قانون الغاء تجارة الرقيق لم يتفعل و يعترف به دوليا الا في 2001 !
لعبت بريطانيا و فرنسا دور البوابة الأعظم لتهجير الناس الى الامريكيتين ، و ما زالت الهجرة الى هناك مستمرة منذ ان كانت الهجرة على الاقدام الى استخدام السفن الى ركوب الطائرات.
يقول تعالى : -﴿12﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿13﴾ فَكُّ رَقَبَة
حيث يحارب الله عز و جل ظاهرة الاسر و الرقيق و يحض عليها من خلال ايات القران الكريم لنشر المساواة بين الرجال و النساء و بين بعضهم البعض من خلال " التخويف بيوم الحساب و ما فيه من عقبات " و لذلك قامت الافراد من المسلمين بدافع الخوف من النار العظيمة و الحساب العسير الى تحقيق شرط المساواة بفك الاسرى من قيودهم عن طريق شرائهم من مالكيهم الظالمين و اعطائهم الحرية .
لولا تطبيق المسلمون الاوائل لآيات القران الكريم في فك رقاب الناس لرأينا ظاهرة تجارة الرقيق المنتشرة في الوطن العربي قبل نزول الوحي الى اليوم فالسياسة الدولية لم تقر قانون الغاء تجارة الرقيق حتى عام 2001 و مع ذلك لا يزال حتى اليوم تجارة غير شرعية للرقيق في كل انحاء العالم.
المصادر : [1] Brian Dufort, Sally Erickson, Matt Hamilton, “World Geography”, Michigan open book project, pp. 1-216, 2018