22.04.20 0:13 | قصة الرجل الذي علق بالمطار 18 عامارقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | مملكتي الخاصه | | العمر : 26 | عدد المساهمات : 2180 | نقاط : 107588 |
|
| موضوع: قصة الرجل الذي علق بالمطار 18 عاما قصة الرجل الذي علق بالمطار 18 عاماالسلام عليكم من منكم لم ير او يسمع عن فيلم The Terminal بطولة الممثل الأمريكي توم هانكس؟
ما لا تعرفه ان هذا الفيلم الذي تم انتاجه عام 2004 مقتبس من قصة حقيقية لرجل اضطر الى العيش في المطار لمدة 18 عاما! ان بطل هذه القصة رجلُ يدعى: مهران كريمي ناصري ولد في مدينة مسجد سليمان التابعة لمحافظة خوزستان الإيرانية, عام 1942. وفي عام 1973 سافر الى بريطانيا لغرض الدراسة قبل ان يشارك هناك بعد عام, أي عام 1974, في مظاهرة ضد نظام الشاه الحاكم لإيران آنذاك. وفي عام 1975 اضطر مهران للعودة الى بلده ايران, الا ان رجال الشرطة السرية كانوا في انتظاره في مطار طهران فاقتادوه الى سجن ايفن الذي مكث فيه قرابة الأربعة اشهر. بعدها تم اسقاط الجنسية الإيرانية عنه ونفيه من البلد. عاد بطل قصتنا الى بريطانيا وهناك تقدم بطلب اللجوء الى خمسة دول اوربية, هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا الغربية وهولندا وأخيرا بريطانيا التي رفضت طلبه وطردته من البلاد. فما كان له الا ان يلجأ الى الأمم المتحدة التي منحته حق اللجوء في بلجيكا. وهذا هذا اللجوء مشروط بعدم مغادرة مهران لبلجيكا الا بأذن رسمي من السلطات. حتى العام 1986 عاش مهران في بلجيكا حياة هادئة, ولولا ان خطرت بباله الفكرة التي غيرت مجرى حياته لما كنا الان نقرأ هذا الموضوع. ففي ذلك العام ادعى مهران ان من اعتبرها امه الإيرانية اخبرته وهي على فراش الموت انه ابن غير شرعي لاب إيراني كان يعمل طبيبا وام من إسكتلندا كانت تعمل ممرضة, وبالتالي فان له الحق ان يحصل على الجنسية البريطانية. لذلك حاول ان يستقل احدى الطائرات المتوجهة من بلجيكا الى بريطانيا للمطالبة بحقه في التجنس هناك. ولكن محاولته تلك بائت في الفشل اذ لم يتمكن مهران من الصعود الى الطائرة بدون جواز سفر. فما كان منه الا ان أعاد الكرة مرة أخرى, ولكن هذه المرة استقل احد القطارات المتوجهة الى العاصمة باريس. ومن مطار شارل ديغول في باريس نجح مهران في الصعود الى احدى الطائرات المتجهة الى العاصمة لندن. وفي مطار هيثرو الدولي تم إيقافه لأنه لا يحمل أي جواز سفر. بل ان مهران لم يكن يحمل أي أوراق ثبوتية, اذ ادعى انه سُرق في محطة القطار في باريس وبالتالي فقد أوراقه الثبوتية والتي كانت نفسها ارواق لجوؤه في بلجيكا. الا ان السلطات البريطانية في مطار هيثرو اعادته الى الوجهة التي اتى منها, فكانت تلك الوجهة مطار شارل ديغول. هناك تم اقتياده الى سجن في المطار للتحقيق معه. ولما لم يكن متهما بأي شيء تم اخلاء سبيله بعد بضعة أيام فقط, وكان مسموحا له ان يذهب حيث يشاء. وهنا كادت القصة أن تنتهي لولا ان هناك تفصيلا قد يكون بسيطا بالنسبة لك عزيزي القارئ, لكنه معقد جدا بالنسبة لمهران. فمهران كما اسلفنا لم يكن يحمل أي جواز سفر , او على الأقل لم يكن لديه أوراقه الثبوتية او أوراق لجوؤه التي يمكن ان تثبت انه حقا لاجئ فيتم اعادته الى بلجيكا. وكما اسلفنا أيضا فان لجوؤه في بلجيكا كان مشروطا بالإقامة هناك, وفور مغادرته الأراضي البلجيكية دون أي اذن يتيح له ذلك اسقط منه حق اللجوء. فبقي الرجل عالقا في المطار ينتظر ان تُحل مشكلته بشكل او باخر. ولما أحس مهران بالتعب ذهب ليستريح الى مقعد احمر في الصالة رقم واحد في مطار شارل ديغول, ظنا منه أن استراحته سوف لن تدوم الا بضع ساعات او على بضع أيام. ولكن ما لم يتوقعه أن تلك الاستراحة استمرت 18 عاما, في حكاية من اغرب الحكايات. [/center]
بالطبع جميع الخدمات التي يحتاجها مهران كانت متوفرة في المطار, حيث كانت تتوفر دورات المياه الصحية والحمامات , كما اعتاد موظفوا المطار على مساعدته في غسل ثيابه او توفير بعض الخدمات البسيطة له, كما كان المطار يحتوي على المطاعم التي كان يمكن لمهران شراء الطعام منها بما لديه من مال وبما كان يحصل عليه من المسافرين الذين يسمعون قصصه. ثم ألف كتابا يحكي فيه قصته, واطلق عليه اسم (The Terminal Man) ليحصل من خلاله على بعض المال من احدى دور النشر. ثم قامت شركة (Dreamworks) مبلغا من المال وقدره 250 الف دولار مقابل تنازله عن حقوق قصته لتكون مصدر الهام للفيلم الذي ذكرناه في بداية هذا الموضوع. وبالطبع حاولت السلطات الفرنسية إخراجه من المطار, ولكن وبعد ان رفعت منظمة حقوق الانسان دعوى لدى احدى المحاكم وكسبتها لم تتمكن فرنسا من طرد مهران او إخراجه من المطار. ولم تكن لمهران قصة واحدة, فالرجل كان واسع الخيال ودائما ما يأتي بقصص جديدة. ففي احدى المرات ادعى انه مواطن سويدي وانه لا يفهم اللغة الفارسية التي كان يتحدثها! وكان دائما ما يقول (أنا مواطن شارل ديغول) ثم بدأ بإنكار ذاته, فغير اسمه مهران ناصري كريمي الى: Sir Alfred ولم يكن يسمح لأي احد ان يناديه بغير هذا الاسم الجديد. وحتى الرسائل والخطابات كانت تصله باسمه الجديد. وفي عام 1995 وافقت بلجيكا على اصدار أوراق لجوء جديدة له وأرسلت السلطات من يقوم بتسليم مهران تلك الأوراق, الا أن الأخير رفض استلامها او التوقيع عليها محتجا على تأخر بلجيكا في النظر بقضيته, فلم يعد يريد اللجوء فيها وهو الذي رفض الإقامة فيها منذ ان منحته اللجوء في الثمانينات. ثم بعد ذلك بأربع سنوات, أي عام 1999, منحته فرنسا حق اللجوء ودخول أراضيها وأصدرت له جواز سفر وتأشيرة دخول ليتمكن من مغادرة المطار. ولكن حتى هذه المرة رفض مهران هذا العرض الفرنسي بحجة ان فرنسا أخطأت في تحديد هويته. فقد كٌتب في الأوراق أن اسمه مهران وأن ايران هي بلده الام, وهذا ما يرفضه مهران تماما. وفي النصف الثاني من عام 2006 تعرض مهران لازمة صحية تطلبت نقله الى احدى مستشفيات باريس, ليقيم هناك ستة اشهر حتى حلول العام 2007. وبعد ان تعافى لم يكن مهران قادرا على العودة الى المطار والى مقعده الأحمر الذي عاش عليه كل تلك السنين, فتم تسليمه الى الصليب الأحمر الذي أسكنه في مركز ايمايوس في العاصمة باريس.. ليعيش مهران هناك حتى يومنا الحالي. وهكذا انسدل الستار على قصة: الرجل الذي علق في المطار 18 عاما.
تم جمع المعلومات من مصادر مختلفة, على أن تبقى حقوق هذا الموضوع محفوظة لمنتديات همسات المطر. |
| |