انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لتوسيع نطاق تطبيقات الطائرات المسيرة واستخدامها في عمليات المراقبة (بيكسابي)
من كاميرات المراقبة في الشوارع والحافلات إلى الطائرات المسيرة تستخدم دول العالم التكنولوجيا في المراقبة والرصد ومنع الجرائم ومكافحتها، وإذا كان ذلك يحدث في بعض البلدان وفق ضوابط قانونية إلا أن تلك الاستخدامات تثير جدلا في بلدان أخرى. وقد أشعل فيديو تمت مشاركته مع محطة "سي سي تي في" (CCTV) الصينية الحكومية -بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- وسائل التواصل الاجتماعي في الصين -وعلى رأسها موقع "ويبو" (Weibo)- بآلاف من التعليقات ما بين مؤيد ومعارض لتوسيع نطاق تطبيقات الطائرات المسيرة واستخدامها في عمليات المراقبة. وأظهر الفيديو الشرطة الصينية وهي تتصدى لصفقة اتجار بالمخدرات، وذلك في مصنع مهجور للطوب في مدينة قويلين جنوب الصين، والمثير للاهتمام هو أن الشرطة لم تكن لتتصدى لهذه الصفقة وتضبط المشتبه فيهم بدون مساعدة من طائرة مسيرة.
عيون في السماء
وقد كان رد الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي المحلية منقسما ما بين متخوف وقلق من أنه لم تبق هناك مساحة للخصوصية أو "الاختباء" على حد تعبير البعض، أو أن الحكومة الصينية قد باتت تمتلك أعينا في السماء. وتناول آخرون الأمر من زاوية إيجابية، بل اقترحوا تزويد تلك الطائرات المسيرة بأنواع من الأسلحة لعلها تساهم في التصدي لحالات إجرامية أخرى.
بعض المعقلين اقترحوا تزويد الطائرات المسيرة بأنواع من الأسلحة لتساهم في التصدي لحالات إجرامية (بيكسابي) وأثار هذا الفيديو مخاوف المدافعين عن حقوق الخصوصية، حيث أعربوا عن تخوفهم بشأن سرعة تبني المملكة المتحدة والدول الغربية الأخرى أشكالا مختلفة من تقنيات المراقبة. كما رأى البعض أنه بات من الواجب تدخل البرلمان لوضع تشريع يحدد صلاحيات الشرطة في استخدام الطائرات المسيرة.
الطائرات المسيرة وكورونا
تعيدنا هذه الحادثة إلى شهر سبتمبر/أيلول 2019 عندما نجحت طائرة مسيرة في الإبلاغ عن أحد المطلوبين الذي كان قد نجح في الهرب لمدة 17 عاما، وكان يعيش في كهف بمقاطعة يونان التي تقع في جنوب غرب الصين.
عام 2019 نجحت طائرة مسيرة في الإبلاغ عن أحد المطلوبين للعدالة (بيكسابي) ومع ظهور وباء "كوفيد -19" لعبت الطائرات المسيرة دورا مهما في حملات التوعية الصحية المجتمعية ضد الوباء، حيث استخدمت كوسيلة للإعلان العام في عموم أنحاء الصين، إضافة إلى قيامها بإصدار تحذيرات علنية عند ضبطها أحد الأفراد بدون كمامة. ولا يقتصر الأمر على الصين فحسب، فقد استخدمت دول أوروبية عديدة الطائرات المسيرة لأغراض مماثلة، بما فيها استخدام هذه الطائرات بغرض فرض حظر التجول في إسبانيا.
على الخط منذ 2010
يذكر أن الطائرة المسيرة (Unmanned Aerial Vehicle) أو اختصارا "يو إيه في" (UAV) وتسمى أيضا "الدرون" (drone) ليست اختراعا جديدا، فقد بدأت التجارب الأولى للتحكم في الطائرات عن بعد قبيل الحرب العالمية الأولى، وتم إدخال تطويرات على التجربة أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية. وكان أول استخدام فعلي لها من قبل الولايات المتحدة في حرب فيتنام عام 1964، وكانت أول مشاركة فعالة لها في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل عام 1982.
تختلف الطائرات المسيرة ما بين عسكرية ومدنية ومن ناحية التكنولوجيا المستخدمة فيها وأسعارها (ليزلي برات-ويكيبيديا) وبعد أن كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل هي البلدان الوحيدة المنتجة لهذا النوع من الطائرات دخلت الصين على الخط عام 2010، وما بين عامي 2010 و2013 ازداد عدد الدول المنتجة حتى وصل إلى 76 دولة.
وتختلف الطائرات المسيرة ما بين عسكرية ومدنية، ومن ناحية التكنولوجيا المستخدمة فيها وأسعارها.