11.05.19 10:46 | في بيتنا صائم جديدرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | العمر : 29 | عدد المساهمات : 6322 | نقاط : 113592 |
|
| موضوع: في بيتنا صائم جديد في بيتنا صائم جديدبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( في بيتنا صائم جديد ))
إنه ليوم سعيد بل ربما من اسعد أيام الأم , فمنذ أن حملته رضيعا على يديها وهي تنظر له , يكبر لحظة بلحظة أمام عينيها , وكلما مرت عليه لحظة زادت سعادتها به , وتكتمل فرحتها به حين يأتي أمه ليلح عليها برغبته في الصيام , صيام شهر رمضان كما رأى صيام أسرته الصغيرة والكبيرة ليشارك فرحة المسلمين بهذا الشهر . فياله من شعور مفعم بالأمل والاطمئنان على حسن ثمرة التربية حينما يطالب الطفل من تلقاء نفسه بأن يؤدي فريضة الصوم على ما فيها من مشقة للكبار فضلا عن الصغار وخاصة في أجواء حارة مثل أجواء معظم عالمنا العربي . ولهذا فقد اعتنى الإسلام عناية كبيرة بالنشء الذي يعد من أهم دعائم الدولة الإسلامية الناهضة القوية , وحرصت الشريعة السمحاء على حقوق وواجبات الطفل , واهتمت به بداية من اختيار الزوج لزوجته الصالحة التي تقوم بعبء التنشئة الإسلامية الصحيحة لطفلهما عقيدة وعبادة وعلما وعملا وسلوكا وصحة. ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أن جعل لهم شرائع الإسلام ميسرة ومدرجة حتى يسهل التزامها والتمسك بها دائما . والصيام من العبادات الشاقة على النفوس ، كونها لا تمنع المحرم فقط بل تمنع المباح - في غير وقتها - من أمور ألفها الإنسان , فهي امتناعٌ عن أمور طبيعية وضروريَّة للجسد , عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : أن رسول الله صَلَّ الله عليه وسلم قال :" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : " أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : " منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،فيشفعان " رواه أحمد. والفطرة البشرية ترفض الإجبار على المنع فكل ممنوع دائما مرغوب , لذا جاء النهج الرباني الحكيم في التدرج التشريعي لعملية الصيام , وساق الله عز وجل فريضة الصيام على أمة الإسلام بطريقة ميسرة مدرجة تخبرنا أن الصيام ليس جديدا بل سبقنا إليه الكثير من الأمم , وبدقة الحكيم جاءت بألفاظ ابتعدت عن الإجبار الذي ينفر النفوس ، وبينت يسر الدين في حال المرض أو السفر , قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ " , ثم بعد ذلك تبعتها آية الفرض " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " (البقرة: من الآية185) ومن هذا المنطلق التربوي واتباعا للنهج الرباني , تبدأ الأسر المسلمة في التدرج الإيجابي مع أطفالها في فريضة الصيام , وتتخذ جميع الوسائل المحببة للطفل في تعويده على الصيام شيئا فشيئا , وتقدمه له بصورة تجعله يحبه ويشتاق إلى رمضان كي يصوم مع الأسرة كفرد لا يقل إيمانا عن بقية أفرادها الذين يحرصون على الصيام وتحمل المشاق رغبة في الأجر وحبا منهم لهذا الشهر المعظم , من خلال السلوكيات التي تتبعها الأم مع أطفالها لغرس تلك العبادة في قلوبهم إلى الأبد .
وقبل البدء في الحديث عن الخطوات العملية يجب أن نعلم أمرين: أولهما : على كل أم أن تدرك جيدا أن الطفل دون البلوغ لم يكتب عليه الصيام بعد , ولكن الشريعة الإسلامية دعت إلى تدريب الأبناء على تحمل التكاليف الشرعية تدريجيا حتى لا تصعب عليهم عند بلوغهم السن الشرعي , كما جاء في رواية أبي داود عن الصلاة , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ , وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ "
أما بالنسبة للصوم : فعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنهما قَالَتْ : " أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ التي حَوْلَ الْمَدِينَةِ : (مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ) ، فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ رواه البخاري . ثانيهما : أن السن الذي يبدأ فيه الوالدان بتعليم أولادهما الصيام , هو السن الذي يجدان في طفلهما طاقة بدنية وصحية في تحمل الصيام ، وهذا يختلف باختلاف بنية كل طفل عن الآخر ، وقد حدَّده بعض العلماء أي صيام اليوم كاملا بسن العاشرة .
خطوات عملية لتدريب طفلك على الصيام بكل يسر : ونقسم تلك التهيئة لقسمين أساسيين: أولهما : كيفية الاهتمام بشهر رمضان عامة - من أهم الخطوات التي تنمي عند الطفل حب رمضان وصيامه أن يرى الطفل جميع من حوله مبتهجين فرحين بقدوم هذا الشهر الكريم ، فينشأ ويكبر وهو يرى ويعيش مع والديه وأقرانه هذه السعادة الغامرة والفرحة الهائلة لقدوم هذا الضيف العزيز , فإذا ما أقبلت تلك الأيام وهبت نسماتها وعطرها الفواح الذي لا يضاهيه عطر , وتطل علينا نفحات وخيرات وبركات هذا الشهر العظيم ، يسترجع ذكرياته التي حفرت في ذاكرته مع رمضان أثناء طفولته , والتي لا يمكن أن تمحوها السنون أو أن تعكر صفوها الهموم ، فجميعنا نعيش ونحمل بداخلنا ذلك الطفل الوديع الذي يحتضن ذكريات رمضان في مخيلته , فإذا ما هلت البشائر الرمضانية والنفحات الربانية يستدعيها - لا - بل تطل هي على حياتنا من مكنون مشاعرنا فتملأ وجداننا فرحة وسعادة لا توصف , ولا يقدرها إلا من عاشها واغتنمها وحافظ عليها بداخله . ويظهر ذلك جليا بالارتباط الشرطي بمجرد دخول الشهر وسماع الصوت العذب من المذياع بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للشيخ محمد رفعت , أو سماع التواشيح للشيخ النقشبندي , فهذه الوالدة رحمها الله تقف تعد أشهى الأطعمة بحبها وعاطفتها لنا قبل يديها الطاهرة , وهذا الوالد الجليل حفظه الله ورعاه يستعد لينزل المسجد القريب من البيت ليؤم المصلين كعادته بصوته الأكثر من رائع الذي يكسوه الخشوع , وهؤلاء الإخوة رفعوا اكف الضراعة لله الواحد القهار أن يغفر لنا ولجميع المسلمين , وهاهي المائدة تراصت فوقها الأكواب والأطباق العامرة .
- الاهتمام بقدوم الشهر الكريم من خلال الحرص على تعليق الزينات والأشكال الرمضانية المحببة للأطفال والأنوار والفوانيس , ابتهاجا منا بقدوم شهر طالما انتظرناه طويلا ونستقبله بالفرحة والسرور وشكر الله على تلك النعمة التي منها علينا أن بلغنا رمضان .
- الحرص على شراء ملابس جديدة مخصصة لصلاة التراويح فقط – لمن يملك – أو تخصيص زى مناسب ونظيف لذلك , وتكون معلقة أمام أعينهم ومعطرة , فيريدون ارتدائها , فنخبرهم أنها ملابس رمضان وعندما يأتي سترتديها وتفرح بها , فيزداد شوقه لقدوم الشهر ويعد الأيام بل الساعات ويسال كل لحظة متى سيأتي رمضان وكم بقي من أيام عليه , حتى إذا دخلت أول ليلة من رمضان غمرت قلبه الصغير الفرحة بقدومه .
- استخدام الأسلوب القصصي الممتع في الحديث عن الصيام وكيف كتبه الله على المسلمين وكيف كان يصوم أطفال الصحابة الذين من أعمار أطفالنا . - ذكر فضائل رمضان وانه شهر جعله الله للمؤمنين فرصة عظيمة لكسب الحسنات بأعمال يسيرة , والحديث معهم عن الأشياء التي ترغبهم في استمرار الشهر ففيه تتزين السماء وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وفيه العتق من النيران والفوز برضى الرحمن , روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّ الله عليه وسلم : " إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد: " يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة" .
- إرشاد الطفل أنه بصيامه يمتثل لأمر الله تعالى ويدخل في زمرة العباد الصالحين المطيعين لله , وبصيامك سيتكون لديك حس رحيم بإخوانك من فقراء المسلمين الذين لا يجدون قوت يومهم طول العام , وأن الهدف من الصيام أسمى من الشعور بالجوع والعطش وتعذيب النفس , فينمى فيه جانب الرحمة والبذل والعطاء والصبر. |
| |