تم إنتاج الوقود الحيوي من الدهون الحيوانية وزيوت الطهي المستعملة عن طريق معالجتها بمعامل التكرير الحيوي دون استخدام أي زيت بكر من أصل نباتي
طاقم العمل يزودون بالوقود طائرة "إيرباص A350-900"، وهي أول طائرة نفاثة طويلة المدى تابعة للخطوط الجوية الفرنسية تعمل بوقود حيوي (الفرنسية) استخدمت الخطوط الجوية الفرنسية وقودا مستداما تصنّعه شركة توتال بالاعتماد على زيت الطهي المستعمل. واستخدام الوقود الحيوي ليس أمرا جديدا على الخطوط الجوية الفرنسية، كما يقول الكاتب تييري فيغورو، في تقرير نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية (lepoint)، فبين عامي 2014 و2016، استخدمت 78 رحلة بين باريس وتولوز ونيس 10% من وقود الطيران المستدام الذي تنتجه شركة توتال. وما كان مختلفًا أنه في رحلة الخطوط الجوية الفرنسية 342 التي أقلعت من مطار باريس شارل ديغول متجهة نحو مطار مونتريال الدولي بكندا أنه تم استخدام الوقود البديل في رحلة عابرة للقارات دامت لأكثر من 7 ساعات فوق المحيط الأطلسي بطائرة من طراز "إيرباص إيه 350-900".
وقود الطائرة الحيوي في هذه الرحلة أدى إلى تجنب 20 طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (الفرنسية)
وقود طيران مستدام
ونقل الكاتب عن فنسنت إيتشيبير، مدير التنمية المستدامة في الخطوط الجوية الفرنسية، أنه من المهم بالنسبة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية التركيز على إزالة الكربون باستخدام الوقود الحيوي من جهة، وتجديد أسطول الطائرات بأحدث جيل من الطائرات على غرار استعمال طائرة "إيه 350" التي تنتج انبعاثات أقل بنسبة 25% من الجيل السابق. وقد أسهم دمجه بنسبة 16% مع وقود الطائرة بهذه الرحلة في تجنب 20 طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبالنسبة لرحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم 342، أمكن تحميل 43 طنًا من الوقود على طائرة "إيه 350″، بما في ذلك 7 أطنان من وقود الطيران المستدام القابل للامتزاج تمامًا مع الكيروسين دون الحاجة إلى تعديل المحركات أو إجراء مراقبة خاصة أثناء الصيانة. وذكر إيتشيبير أن العائق التقني والتنظيمي الوحيد يكمن في ضرورة عدم مزج أكثر من 50% من الوقود الحيوي مع الكيروسين، "لكن مصنعي المحركات مثل رولز رويس أو سافران يهدفون إلى اعتماد 100% من الوقود الحيوي في العقود المقبلة"، مشيرا إلى أن ما يميز هذه الرحلة أنه تم تزويدها بالوقود بواسطة شاحنة إعادة تزود بالوقود تعمل بالكهرباء ولا تسبب أي تلوث إضافي أثناء عمليات الطيران. وبالنسبة لمجمل التكاليف، يقول بول مان، مدير شركة توتال أفييشن، إن تكلفة الوقود الحيوي الذي يتم إنتاجه في فرنسا تصل إلى 3 أو حتى 4 أضعاف تكلفة الوقود التقليدي، وهذا يعني أن 600 دولار من الكيروسين ستترجم إلى تكلفة إضافية على تذكرة السفر قدرها 5 دولارات لكل مسافر". ومن المرجح أن تنخفض تكلفة الوقود الحيوي تدريجيا بمجرد إنتاج كميات كبيرة منه.
من المرجح أن تنخفض تكلفة الوقود الحيوي تدريجيا بمجرد إنتاج كميات كبيرة منه (الفرنسية)
تدوير القمامة
ويتم إنتاج الوقود الحيوي من الدهون الحيوانية وزيوت الطهي المستعملة عن طريق معالجتها في معامل التكرير الحيوي الخاص بشركة توتال في لاميد (بوش دو رون) ثم في مصنعها في أودال (سين ماريتيم)، دون استخدام أي زيت بكر من أصل نباتي. وهذا العام، ستنتج توتال 10 آلاف طن من الوقود الحيوي علما بأنها تمكنت حتى الآن من الوصول إلى الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه في 2022. وينص التشريع الفرنسي على دمج 1% من الوقود الحيوي من هذا النوع في جميع الرحلات المغادرة من فرنسا اعتبارًا من عام 2022، وتتضاعف الآمال بإدماج نسبة أكبر قد ترتفع إلى 2% بحلول عام 2025، وإلى 5% حتى عام 2030، وهو ما سيتم تضمينه في إطار العمل على "الصفقة الخضراء" الأوروبية. كما تخطط شركة توتال لإنتاج 200 ألف طن من الوقود الحيوي في عام 2024 من معمل التكرير الحيوي التابع لها في إقليم "سين إي مارن" بصفر من الانبعاثات الكربونية.