04.09.21 11:19 | حكم اليقين رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو فعال
إحصائيةالعضو | | | عدد المساهمات : 247 | نقاط : 43929 |
|
| موضوع: حكم اليقين حكم اليقين اليقين له مرادان ، ولكل مراد حكم يترتب عليه : المراد الأول : قد يراد به اليقين بأصل الإيمان ، فهو بهذا المعنى شرط من شروط لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ولا إيمان مع الشك أو التردد وعدم اليقين فالإيمان لا يقبل إلا باليقين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما اليقين الذي هو صفة العبد ، فذلك قد فعله من حين عبد ربه ، ولا تصح العبادة إلا به ، وإن كان له درجات متفاوتة " (الاستقامة) . ومن كان عنده شك في الله ورسوله ودين الله فهو كافر قال تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ " (الحجرات: 15) . وأخبر الله تعالى عن الكفار والمنافقين أنهم في شك وريب وتردد ، فقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم قالوا لرسلهم : " إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ " (إبراهيم: 9) وقال سبحانه عن المنافقين : " إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ " (التوبة: 45) . واليقين بهذا المعنى هو مراد العلماء بذكر " العلم " شرطًا من شروط الشهادتين ، فاليقين هو العلم المستقر في القلب مع اعتقاد العمل بالشهادتين، يقول ابن تيمية : " اليقين يراد به العلم المستقر في القلب ، ويراد به العمل بهذا العلم ، فلا يطلق الموقن إلا على من استقر في قلبه العلم والعمل " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، وبيان تلبيس الجهمية) وقال في موضع آخر بأن اليقين يتناول علم القلب وتصديقه وعمله وطمأنينته (انظر: مجموع فتاوى شيح الإسلام ابن تيمية ، والإيمان) . المراد الثاني : بمعنى زيادة العلم وطمأنينة القلب ، فهو درجة أخص من العلم فهو بهذا المعنى شعبة ودرجة من أعلى درجات الإيمان ، والموقنون بهذا المعنى طائفة خاصة من المؤمنين أعلى درجة ومنزلة واطمئنانًا واستقرارًا من سائر المؤمنين ، وهو بهذا المعنى قريب من معنى الإحسان ، وقد قال بعض أهل العلم بأن الإحسان يكون في عمل الجوارح ، واليقين في عمل القلب (انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، والإيمان ، وأعمال القلوب حقيقتها وأحكامها) . فيكون بهذا المعنى منزلة عظيمة يحبها الله تعالى وليست شرطًا في أصل الإيمان . يقول شيخ الإسلام : " فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين ولا إلى الجهاد ، ولو شُكِّكوا لشكوا ، ولو أُمروا بالجهاد لما جاهدوا ، وليسوا كفارًا ولا منافقين ، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب ، ولا عندهم من قوة الحب لله ورسوله ما يقدمونه على الأهل والمال ، وهؤلاء إن عوفوا من المحن وماتوا دخلوا الجنة ، وإن ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم ، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب ، وإلا صاروا مرتابين ، وانتقلوا إلى نوع من النفاق... " (الإيمان) . محمد بن عبد العزيز بن أحمد العلى |
| |