الشباب العربي لطالما تابع الموضة وآخر صيحاتها ولكنه بشكل وبآخر لم يكن بالزخم الذي عليه اليوم.
فلعله كان محصوراً ضمن فئة عمرية محددة، أو لعله كان على نطاق أضيق، ولكن ما هو مؤكد أن الاهتمام المفرط بالشكل والملابس سمة عامة تجمع الغالبية الساحقة من الرجال العرب بمختلف فئاتهم العمرية.
اتباع آخر صيحات الموضة ليس بالأمر المعيب، والعناية بالطلة ضرورة بل إن اعتماد الطلة الخاصة التي تبرز شخصية الشخص ضرورة ملحة، ولكن في المقابل هناك «التطرف» الذي يأتي بمختلف الأشكال والألوان والأحجام الذي هو عادة غريب وخارج عن المألوف. في الوقت عينه قد لا تكون الأنماط بحد ذاتها غريبة بل قد تكون مقبولة، ولكن الهوس الجماعي بها يخرجها من إطار المقبول ويجعلها غريبة.
قلادات شوكرز
القلادات هذه تسمى بالإنكليزية شوكرز وذلك لأنها «تخنق» وهي عملياً قلادات تلتصق بالرقبة، وكانت رائجة جداً للنساء خلال التسعينات واعتمدت بشكل أقل من قبل الرجال. ولكنها عادت خلال السنوات الماضية، وبما أن الشباب العربي معروف بعشقه الشديد للإكسسوارات فهو بالتأكيد لن يفوت على نفسه هكذا فرصة. هي تأتي بمختلف الأشكال والأحجام والألوان، وهي أيضاً تكون من الأقمشة أو من الجلد وحتى من الجلد والمعادن. ولكن رواج هذه الأنماط لا يعني عدم رواج الإكسسوارات الأخرى القماشية والمعدنية وغيرها.
الياقات المنخفضة
في البداية كانت الياقات هذه محصورة بالفئة التي تملك العضلات وتود استعراضها، ولكنها لاحقاً انتشرت كالنار في الهشيم، وبات الكل يعتمدها حتى الذين لا يملكون العضلات. الياقات هنا متنوعة فمنها من هو منخفض بشكل معتدل، وبالتالي يكشف القليل ومنها من هو منخفض بشكل كبير جداً ويكشف الكثير. كما أنه ليس هناك قاعدة محددة لاعتمادها، فهناك من يقوم بحلاقة شعر صدره لارتداء هكذا نمط ومنهم من لا يقوم بذلك ويقرر استعراض شعر صدره.
ملابس تصلح للجنسين
رغم أن النمط هذا شق طريقه منذ سنوات، وقد أخذت دور الأزياء بالحسبان واقع أنه عليهم الخروج بنمط محايد يصلح للرجال والنساء ولكن الحقيقة هي أنه يميل لكفة النساء أكثر من كفة الرجال. الأنماط للوهلة الأولى وعند إلقاء النظرة الأولى عليها تبدو أنثوية والانطباع يتضاعف في حال تم الاعتماد على الألوان التي كانت في ما مضى أنثوية وباتت حالياً متاحة للجميع، يضاف إلى ذلك واقع انتشار الأنماط الضيقة التي جعلت البعض يتهم الشباب العربي بالتشبه بالنساء.
لحية جبل
رغم أن المسلسل عرض خلال شهر رمضان، ومن المفترض أن الهوس بطلة الممثل تيم حسن قد انتهى ولكن الحال ليس كذلك. ما زال نمط لحية جبل هو الأكثر اعتماداً حالياً، وفي الواقع النمط منتشر بكثيرة لدرجة أن الغالبية تبدو وكأنها تشبه بعضها البعض. الأمر لا يتوقف على اللحية، فمن يسمح له نوع شعره، يعتمد أيضاً على تسريحة الشعر نفسها.
الملابس الممزقة
صحيح أنها ليست ضمن موضة ٢٠١٨ أو على الاقل لم تظهر بالقوة نفسها التي ظهرت في خلال الأعوام الماضية، ولكن رواجها ما زال مستمراً. الأنماط المعتمدة تتنوع بين ما هو ممزق باعتدال وبين ما هو ممزق بشكل كبير، وبالتالي يظهر الجلد بشكل واضح وفي مناطق متفرقة من الجسم. النمط هذا ومنذ رواجه للشباب والشابات أثار الجدل، ولكن حدته خفتت وذلك بعد أن اعتاد الجميع على رؤية أجزاء من أجساد الجميع في كل مكان.
الصور الغريبة والعبارات الفجة
التشيرتات التي تتضمن صوراً كبيرة في منطقة الصدر موضة منتشرة منذ سنوات لدرجة أنه يصعب العثور على تيشيرت «طبيعية» خالية من الإضافات. ولكن هذه الموضة ليست سيئة فعلاً لكونها تضيف حيوية ما على الطلة تتناسب مع فئتهم العمرية. ولكن ما جعل الموضة غريبة هو أن الشباب لم تعد تعجبه الصور العادية، فكلما كانت الصورة غريبة كان ذلك أفضل. في المقابل هناك تيشرتات لا تحتوي على الصور وإنما عبارات مطبوعة، وكل شخص يختار وفق ما يعجبه، فتجد العبارات المضحكة وتلك الخفيفة وصولاً إلى الفجة والخادشة للحياء. الموضة هذه في الواقع تسببت في اعتقال عدد لا بأس به من الشباب خصوصاً في السعودية.
الزي التقليدي.. وفق المزاج
منذ سنوات طويلة والشباب الخليجي بشكل خاص يدخل تعديلات عديدة على الثوب. ولكن رغم الأصوات المعترضة الموضة استمرت حتى وصلت في بعض الأحيان إلى مستويات لا يمكن تقبلها من الغرابة.
الثوب الضيق جداً مع فتحتين عند الجانبين، أو ثوب بمقاس طبيعي وبفتحة واحدة عند جانب واحد، الثوب المطرز بشكل مبالغ به حتى يكاد يشبه أثواب الخطوبة التي كانت النساء العربيات تعتمدهن في الثمانينات، ثوب من الجينز، وأخرى بألوان دخيلة. كل تعديل خارج عن المألوف وغريب قد يخطر لكم ستجدون شاباً خليجياً قد قام بتطبيقه على أرض الواقع.