12.11.21 19:09 | انت والأقداررقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2742 | نقاط : 60216 | |
|
| موضوع: انت والأقدار انت والأقدار
إن حركاتنا ، وسكناتنا ، وهمساتنا ، وحاضرنا ، ومستقبلنا ، وأرزاقنا ، وآجالنا ، و معاشنا ، وعاجل ، أمرنا وآجله ، وما سيجري علينا بيد الفرد الصمد ، ذي الجلال والإكرام ، أمره بين الكاف والنون ، إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون .
تجري علينا أقدار الله بحلوها ومرها ، فمنا الراضي المذعن ، ومنا المتسخط الشاكي . !
منا من لا يتحمل أن يشاك بشوكة ، فتجده دائم التسخط ، دائم العبوس ، دائم التذمر ، دائم التشاؤم ، دائم التشكي حتى حول سجل حياته إلى كهوف مظلمة ، وسراديب موحشة ...!
لو فاته أمر من أمور الدنيا لقال : ( لو أني فعلت كذا ، لكان كذا وكذا ) ...!
لو فاته رزق ما ، لربما اتهم كل البشر في تعكير ، أو تعسير رزقه ...!
لا يرضى بالقليل ، ولا يشكر الكثير ، ولا يحمد الجليل ...! .
يشتم الأيام والليالي ، ويتبرم بضوء الصباح وظلمة الليل ...! .
حياته كلها سخط في سخط ، وتبرم في تبرم ، وجزع في جزع ...! .
لكن من عرف الله حق المعرفة ، رأى كل ما في الوجود جميلاً ؛ لأنه راضٍ حق الرضا ، فحياته ، وأعماله ، وتصرفاته ، منسوجة على ضوء الكتاب والسنة ، يسير على خطاها ، بلا تعثر ، أو إلتواء .
إن أصابته سراء ، شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء ، صبر فكان خيراً له ، فهو في كلا الحالتين مأجور ، سواء شكر أو صبر ، وما دام مأجوراً فلن يتسخط أو يتبرم .
تسري عليه أقدار الله المؤلمة فيتقبلها بنفس مطمئنة راضية صابرة محتسبة .
يستشعر وهو يواجه الشدائد بهذه المكرمة الإلهية ، وهي انحطاط الذنوب ، وتكفير السيئات ، ورفعة الدرجات كما وعده ربه بقوله : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) سورة الزمر آية 10.
إذا كان القلب عامراً بذكره سبحانه ، وشكره ، وحسن عبادته ، سيكون القلب معلقاً بالله ، وإذا تعلق القلب بالله ، سكنت الروح ، واطمأن الفؤاد ، وصفت النفس ، وحينئذ سيحيا حياة طيبة كما قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل آية 97 .
إننا لو سلمنا أن الأمور بيد الله ، وأنه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ، سندرك تماماً أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ؛ لأننا مؤمنون بقضاء الله ، وقدره خيره وشره .
وهذا فرق كبير بين شخص ، يخشى من أمور يتوقع حصولها ويحسب لها ألف حساب ، وبين شخص ، أراح نفسه وسلم أموره كلها لله رب العالمين .
ومن يمعن النظر ويتصفح كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد مفاتيح الأقفال ، ولكم أن تقرؤوا لو شئتم قول الله تعالى : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) سورة التوبة آية 51 .
وها هو صلوات ربي وسلامه عليه يقول : ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم .
وهو القائل ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي . |
| |