31.10.21 23:32 | فواتير لم تسدد بعدرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2742 | نقاط : 60296 | |
|
| موضوع: فواتير لم تسدد بعد فواتير لم تسدد بعدفواتير لم تسدد بعد بعض الفواتير أقدس من أن تُسدّد . . كلّما اتجهت إلى رحِم الذاكرة مُحاوﻻً تخمين قيمتَها , تجدْها تتوالد وتتضاعف , . . فتتضاءل عطاءاتُك أمامَ قيمتَها وﻻ تملِك إﻻ أن تَقِفَ مدهوشاً صَامِتاً عاجزاً و مُمتنّاً ! ﻷجلِ الفواتير المُقدّسة . . ! ، ، " فاتورة لم تُسدّد بعد !! نعمةُ البَصرِ والسّمع والشّم والتّذوق واللمس . . وأنعمٌ أُخرى ﻻ تُحصى . . ولو شَكرنا المُتَفضّلِ بها عمراً لن نوفيهِ حقّه ؛ سبحانهُ عزّ وجل ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! المصطفى المختارُ عليهِ الصﻼةُ والسّﻼم تحمّل الكثير والكثير . . لـ يصل لنا هذا الدين الحق . . سدّ كل الثغرات . . فتح كلّ اﻷبواب . . علّمنا . . أدّبنا . . وجّهنا . . لهُ الثّناء إلى يومِ يُبعثون ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! حَرَما أنفُسهما كي تَشبعَ وترتوي وتأمن . . سَهِرا كي تنام . . أنتَ كلّ اهتمامهما . . عاملهما بـ البرّ واﻹحسان [ أمّك وأباك ] ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! مدّ يدهُ وانْتشلكَ من الغرقِ في بُحورِ الهمّ والوجع . . كانَ وعاءً بﻼ ثقوبٍ ﻵهاتك . . هو اﻵن دمعتهُ على خدّهِ . . ﻻ تتركه ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! وفي ذروةِ الشّتاءِ وغطرستهِ كان لكَ الدّفء . . كانَ يُقبّل يديكَ ويتنفّسها لـ تشعر بـ حرارةِ اﻹحتواء . . هوَ اﻵن يلتحفُ البردَ وينظرُ إليك ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! كانَ وقودك وأنتَ مُعطّلٌ بـ اليأس . . يدفعكَ بـ كلّ جهدهِ إلى القمّة . . أنت اﻵن حصلت على جائزة فوق منصّاتِ التكريم . . وهو يُصفّقُ لكَ مُفتخراً بينَ الجماهيرِ في الصف اﻷخير ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! علّمكَ كيفَ تبتسمُ من قلب . . وكيفَ تشمّ الوردة . . وكيفَ تستمتعُ بـ المطر . . وكيفَ تنسى وتتخلّص من القهر . . هوَ اﻵن وحيداً يُسامرُ القمر ذاتهُ الذي تُسامرهُ وحيداً ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! ذاك البحرُ الصّامتِ الذي ارتشفَ كلّ معاناتكَ دون تأفّفٍ وﻻ تذمّر . . بل ويُغني لكَ بـ أمواجهِ [ ﻻ . . ﻻ تتنهد ؛ بعد شوي الضحكة تعود ] ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! خِزانةٌ صغيرة في طرفِ الذّاكرة . . تحوي لحظاتٍ سعيدة . . هدايا بسيطة وعميقة . . همساتُ حبٍ دافئة . . احتضاناتٌ تُذهبُ العقل نشوةً وتحليقا . . وأشياءٌ أُخرى مُغلفةٌ بـ الحلم ! . .
فاتورة لم تُسدّد بعد !! ماذا لو سُلبتِ الطّفولةُ وتجرّدتْ تواريخُنا منها ومن برائتها وصدقها ونقائها . . لـذلك كلّ الشكرِ والتقدير لـ الطفولةِ ! |
| |